الواقع يعوق رؤية عمران خان لبناء «باكستان الجديدة»

ستكون علاقات البلد مع الولايات المتحدة أساسية الآن، لا سيما بعد سيطرة حركة "طالبان" على أفغانستان غداة تخبّط واشنطن في انسحابها من ذلك البلد، ويُسبّب هذا الوضع مشاكل محلية لإدارة بايدن وقد تستمر هذه الأخيرة بلوم باكستان على دعمها لـ"طالبان"، فإذا رفضت الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى منح المساعدات الاقتصادية لأي حكومة تسيطر عليها "طالبان" أو الاعتراف بها دبلوماسياً، فستواجه باكستان خياراً صعباً.هل يجب أن يعترف عمران خان بحكومة "طالبان" ويجازف بالتحوّل مجدداً إلى زعيم منبوذ عالمياً؟ قد تمنحه روسيا والصين والدول العربية شكلاً من التغطية السياسية إذا اعترف بسلطة "طالبان" في كابول، لكنّ أول اختبار مرتبط بالدعم الأميركي الضمني لباكستان سيتّضح في أواخر شهر سبتمبر أو بداية أكتوبر، بعد انتهاء مراجعة صندوق النقد الدولي، وإذا وافق الصندوق على متابعة برنامجه الخاص بباكستان، يمكننا أن نفترض حينها أن الولايات المتحدة تهتم بمساعدة باكستان على خوض مفاوضات مع "طالبان" وتؤيد الانسحاب الأميركي من كابول، أو يعني ذلك أن القوى الغربية الأخرى دعمت هذا الخيار، حتى لو ترددت الولايات المتحدة بشأنه أو عارضته. في نوفمبر 2022، سيضطر خان لاختيار خَلَف لرئيسه وشريكه في إدارة باكستان، قائد الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا، ويبدو أنه نجح في بناء علاقة وثيقة مع أحد المرشحين لهذا المنصب، وهو الأمين العام الراهن للمخابرات الباكستانية، الملازم فايز حميد، لكن ثمة احتمال بتمديد ولاية باجوا ولو لفترة أقصر، وإذا حصل ذلك، فسيتقاعد حميد وعدد من المرشحين البارزين الآخرين قبل انتهاء ولاية باجوا الثالثة.لكن قد تُغيّر السياسة الباكستانية المتقلبة هذا المشهد، لا سيما إذا انهار الاقتصاد، كذلك سيتحكّم الجنرال باجوا بأعلى مراتب الجيش في شهر أكتوبر المقبل بعد تقاعد بعض الجنرالات، باختصار، قد تُحدد أحداث الأشهر الستة المقبلة مستقبل قيادة الجيش وفرص إعادة انتخاب عمران خان.