الشخص المناسب في المكان المناسب‎‎

الدول التي تريد أن تتقدم وتتطور تضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وقد استبشرنا خيراً بالتعيينات الأخيرة في بعض مؤسسات الدولة، وقرأنا أسماء الأشخاص الذين نكن لهم التقدير والاحترام من رجال ونساء لما يتمتعون به من خصال حميدة، منها الأمانة والإخلاص في العمل والولاء لبلدهم الكويت، ويعملون لما هو صالح الكويت وشعبها.

من الأجهزة التي طالها التغيير وهو سنّة الحياة، الهيئة العامة للاستثمار التي تدير وتستثمر موارد الكويت، ومن هذه المناصب مجلس إدارة الهيئة التي دخلها أناس لهم باع طويل في الاستثمار وذوو خبرة طويلة وسمعتهم الطيبة تسبق أفعالهم، وأيضا العضو المنتدب الذي جاء من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية وهو شخص ذو خبرة وسمعة جيدة أيضاً وهؤلاء بلا شك سيحافظون على ثروة الكويت وتنميتها.

وإذا تحدثنا عن السلطة القضائية التي نحترمها ونقدر العاملين المخلصين فيها، والتي هي ملاذنا الوحيد الذي نلجأ إليه في إعادة الحق لأهله وتطبيق القوانين على الجميع، وقرأنا أسماء الذين تم تعيينهم في سلك القضاء من الجنسين استبشرنا خيراً في هذا المرفق الحيوي في الكويت ألا وهو سلك القضاء الذي نحترمه.

إذا تحدثنا عن مرفق آخر ومهم وحساس له صلة بالتركيبة السكانية وإعادة مسار التجنيس، وكشف التزوير في الجنسية التي أخذها البعض بدون وجه حق، نجد أن إعادة تعيين شخص فاضل من أبناء الكويت المخلصين ووضعه على رأس الجهاز المهم، وهو الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية، وهو الأخ صالح يوسف الفضالة المشهود له بالأمانة والكفاءة والإخلاص وحرصه على الكويت وكشفه المزورين الذين حصلوا على الجنسية الكويتية بدون وجه حق، إعادة تعيينه في هذا المنصب كسب للكويت.

كل هؤلاء الذين تم تعيينهم في هذه المناصب وغيرهم مما عينوا في السابق والذين سيعينون في المستقبل سيكونون ذخراً ومفخرة للكويت التي لا تستطيع أن تتقدم إلا إذا وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، ولا شك أن الكويت ولادة للرجال والنساء المخلصين لبلدهم الحبيب، وأتمنى أن يتم اختيار الكفاءات الكويتية لشغل المناصب الحساسة، وإعفاء الأشخاص الذين كانت مؤهلاتهم لدى تعيينهم في مناصبهم تعتمد على الواسطة والمحسوبية والولاء وهؤلاء سبب تأخر الكويت، فالتعيينات الأخيرة التي حدثت في المناصب الجديدة في الدولة تبشر بالخير وإلى المزيد من تعيين المخلصين الكويتيين في هذه المناصب المهمة والحساسة، والمستقبل باهر باذن الله.

أفغانستان مرة أخرى

استكمالا لما ذكرته في مقالي السابق عن أفغانستان وعودة حركة طالبان للحكم فيها بعد الانسحاب الأميركي الذي من المقرر أن يستكمل في نهاية شهر أغسطس الحالي، فقد أحزننا ما شاهدناه على شاشات التلفاز من حالة الذعر التي حدثت في العاصمة الأفغانية وخصوصاً في مطار كابول والمنطقة المحيطة به من تزاحم للهروب من المستقبل المجهول الذي ينتظر الأفغان، وما حدث من انفجارات راح ضحيتها الأبرياء من الأطفال والنساء والكبار وسيكون القادم أسوأ ولن يعم السلام في أفغانستان في الفترة القادمة.

من الأشخاص الذين فروا من أفغانستان والذين سيفرون في المستقبل علماء ذوو عقول نيرة وأطباء ومهندسون وأساتذة جامعة وغيرهم من الكفاءات الذين لا يرون لهم مستقبلاً في بلادهم في ظل الظروف الصعبة حاليا، وستتلقفهم غالبا الدول الغربية، فلماذا لا تستقطبهم دول الخليج وخصوصاً الكويت لأن هذه الكفاءات يمكن الاستفادة منها في عدة مجالات، لأن بعضهم يفضل العيش في دول إسلامية قريبة من أفغانستان، وأيضا بالنسبة إلى الكويت سيعدل التركيبة السكانية بعدم الاعتماد على جنسيتين أو ثلاث والذين يشكلون نسبة كبيرة من عدد السكان في الكويت، هذه فكرة يمكن مناقشتها وتنفيذها مع الأخذ بالاعتبار عامل الزمن لاتخاذ القرار المناسب.

* شيئان لا يمكن شراؤهما بالمال: السلام والحب.

● محمد أحمد المجرن الرومي