وثيقة لها تاريخ : النوخذة عثمان بن عبدالعزيز يوثّق حقوقه على بحارة جوادر بوثيقة شرعية عدسانية عام 1922

نشر في 27-08-2021
آخر تحديث 27-08-2021 | 00:05
باسم اللوغاني
باسم اللوغاني
أوضحنا في المقال السابق، أن النوخذة عثمان بن عبدالعزيز العثمان عاد إلى الكويت من كراتشي، وأن الشيخ أحمد الجابر الصباح أبلغ المعتمد البريطاني بعودة النوخذة وتسديده لحقوق البحارة الثلاثة من أهالي جوادر، لكن بقي على اثنين منهم دين مستحق للنوخذة عثمان، إلا أن أحد البحارة الثلاثة، واسمه سندان بن شنبيه، أنكر أنه كفل الاثنين الآخرين، وأنه مُلزم بسداد أي حقوق عليهما للنوخذة بعد إتمام التسوية النهائية، مما جعل الأمور تتعقد قليلاً. لذلك، قرر النوخذة عثمان أن يوثق حقوقه والدَّيْن الذي على الرجلين وكفيلهما سندان، فطلب من القاضي الشرعي الكويتي أن يكتب ورقة بذلك، ويوضح فيها ما حدث. وفعلاً كتب القاضي عبدالله بن خالد العدساني ورقة شرعية تؤكد تفاصيل ما حدث بين النوخذة عثمان والبحارة الثلاثة.

وإليكم نص الوثيقة، التي حررت بتاريخ 9 جمادى الآخرة سنة 1340هـ الموافق 8 يناير 1922م: "جرا (جرى) كما ذكر لدي وأنا العبد الفاني عبدالله بن خالد العدساني قاضي الكويت... السبب الداعي إلى تحرير هذه الأحرف الشرعية هو أنه قد حضر لدي كل من المدعي والمدعى عليه وهما عبدالعزيز بن عثمان من أهل الكويت، وسندان بن شنبيه من أهل جوادر، وادعى عبدالعزيز المذكور قائلاً في دعواه إن سندان التزم برجلين من أهل جوادر، وقلت أنا لا أعرفهما ولا أسلم لهما دراهم، فقال سندان سلم لهم دراهم وأنا كفيل عليهما، فسئلت (فسألت) سندان هل ما ادعاه صحيح أم لا، فأنكر سندان ذلك، وقال لم أكفل ولم ألتزم، فطلبت من المدعي بينة لإثبات ما ادعاه، فأحضر بخيت بن نصيب بن مسعود المهري، وقال عندي شهادة على إقرار لسان سندان أنا واقف عنده في كراجي وقال إذا انحاشوا الاثنين أنا ملتزم فيهم في كل دعوى، ثم أحضر محمد بن حسن الجسمي وقال عندي شهادة أن هذا الرجل سندان أنا معه بحار في الكويت وأنا جبت الاثنين من قهوة عباس عند النوخذا (النوخذة) وقالوا عندنا سندان يعرفنا ويكفلنا ورحنا في الجالبوت إلى البوم وأحضرنا سندان والتزم وكفل عليهم وقال إذا انحاشوا أنا رفيقكم في الدراهم. وبعد أداء الشهادة طلبتُ تزكيتهما، فأحضر رجلين عدلين مزكين، فبعد التزكية حررة (حررت) هذا لأجل البيان في 9 جماد الثانية سنة 1340".

وقد كتب النوخذة عثمان ورقة أخرى أمضاها بتوقيعه يحدد فيها بالتفصيل حساب كل بحار، بما له وما عليه، ويوثق فيها متى ركب البحارة الثلاثة في سفينته، وفي أي ميناء، والأجرة المتفق عليها، والعمل المطلوب منهم، ثم بيَّن ما سدده لهم من مال، وما تبقى ديناً عليهم مع شرح التفاصيل.

هذه نهاية قصة الخلاف بين النوخذة عثمان بن عبدالعزيز العثمان وبحارة جوادر الثلاثة، كما وردت في وثائق الأرشيف البريطاني.

في المقال المقبل، سنتحدث عن حادثة دموية مؤسفة وقعت في عام 1922م أسفر عنها مقتل نوخذة كويتي وجميع بحارته.

● باسم اللوغاني

back to top