دردشة: المسمار الأخير في نعش التعليم

نشر في 27-08-2021
آخر تحديث 27-08-2021 | 00:00
 يوسف سليمان شعيب منذ سنوات عديدة مرت علينا ووزارة التربية تنتهج نفس النهج والأسلوب في إعلان استعدادها للعام الدراسي، حتى في زمن الوباء وتفشي «كورونا» وتحوره تستخدم نفس الأسلوب والمنهج، مع إضافات ديكورية على الموضوع.

في مؤتمر صحافي عبر برنامج إلكتروني، التقى وزير التربية وبعض الوكلاء المساعدين المعنيين بالعملية التربوية، ومن على «بوديم»، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي اعتاد الناس أن يتلقوا كل التصريحات والتعليمات الحكومية من خلاله في الجائحة.

يقف الوزير ليعلن للمجتمع والعالم أن الوزارة مستعدة لاستقبال الطلبة في العام الدراسي الجديد «حضورياً»، وأن كل التجهيزات تم توفيرها في المدارس، والتي توفر البيئة التعليمية والصحية، التي ستحمي الطلاب والطالبات من أي إصابة بالفيروس.

معالي الوزير... هل قمت بزيارة ميدانية لكل المدارس في جميع مناطق الكويت لتتأكد من صحة المعلومات التي نقلت لك عن استعدادها للعام الجديد؟ وهل جميع الخدمات (التكييف - برادات الماء - دورات المياه - المباني وصيانتها - الكتب... إلخ) فيها جاهزة؟ وهل كل المدارس فيها كوادر طبية مجهزة تستطيع التعامل مع أي حالة اشتباه في الإصابة بالفيروس؟ وهل هناك قدرة استيعابية لعزل الطلبة المصابين -لا قدر الله- دون الإخلال بحضورهم للفصول الدراسية؟ وكيف سيكون التعامل مع الطلبة رافضي التطعيم؟ وهل معاليكم ستتحملون الجانب القانوني والقضائي في حال إصابة أحد الطلبة من المدرسة ولجأ ولي الأمر إلى القضاء ورفع دعوى قضائية بسبب الإصابة أو ربما الموت بسببها؟ وأسئلة أخرى كثيرة عرضنا جزءاً منها لنبين حجم خطر الموضوع وتبعاته، عندما وقفتم وأعلنتم بداية العام الدراسي في مؤتمركم الصحافي دون أخذ التدابير اللازمة لها.

نحن كأولياء أمور، ومهتمون بالشأن التعليمي في البلاد، جلسنا بعد المؤتمر نفكر في كل ما قيل خلاله، وأمامنا الصور والتصريحات السابقة لوزارة التربية من قيادييها بشأن بداية العام الدراسي، ثم نفاجأ في وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر المواقع الإخبارية فيها، بأن وزارة التربية ترحل بدء الدراسة للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة، لتكون مع المرحلة الثانوية، والأسباب عديدة منها ما ذكرناه، بالإضافة إلى وجود نقص في الهيئة التدريسية.

معالي الوزير... إذا أردت أن تدير دفة الوزارة بالشكل الصحيح، فلا تعتمد على ما يقال لك من قبل الوكلاء المساعدين، اذهب إلى أصغر موظف في حقل التعليم، لتلمس المعاناة والواقع الحقيقي للعملية التعليمية، فكل من يجلس خلف مكتب المنصب تصل إليه المعلومات من البطانة التي لا تفقه شيئاً، وعليك بإنقاذ التعليم بالنزول إلى ميدانه الحقيقي، ولا تنتظر أن تصعد إليك معلومات عنه من الجاهلين فيه، والذين كانوا مقصرين ومهملين بأعمالهم المكلفين بها، وتاريخهم في حقل التعليم أسود مظلم، وخذ الحذر من الذين يريدون وضع سياسة تكون بمثابة المسمار الأخير في نعش التعليم.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

● يوسف سليمان الشعيب

back to top