«قمة بغداد» تمهّد الطريق لحوار إقليمي

بن سلمان يبحث التطورات مع وزير الخارجية القطري

نشر في 26-08-2021
آخر تحديث 26-08-2021 | 00:01
 رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي
دعا العراق إيران وخصومها من دول الخليج العربية إلى حضور قمة في بغداد، بهدف تهدئة التوتر الذي دفع بالجانبين إلى حافة صراع مفتوح في السنوات القليلة الماضية.

ويقول مسؤولون إن الاجتماع، الذي سيبحث الحرب الدائرة في اليمن وانهيار لبنان وأزمة المياه على مستوى المنطقة، ربما يخطو خطوة صوب تقارب سعودي ــ إيراني، رغم أن الدولتين لم تعلنا بعدُ مستوى تمثيلهما في الاجتماع.

ووجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الدعوة أيضاً إلى مصر والأردن، لحضور اجتماع بغداد، وكذلك إلى تركيا والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تشارك بلاده في تنظيم القمة المتوقع انعقادها بعد غد.

وذكر مصدر فرنسي أن ماكرون والكاظمي يريدان خفض التوتر الإقليمي، عبر تعزيز الحوار بشأن قضايا منها الأمن، مضيفاً أن «الهدف هو الشروع في شيء هنا، وسنواصله بعد هذا المؤتمر».

ونجح العراق في التوسط لإطلاق حوار إيراني - سعودي مباشر. وجرت عدة جولات، لكنها لم تسفر عن تقدم ملحوظ، ويبدو أن الاجتماعات توقفت بسبب انتقال السلطة في طهران.

وتشعر السعودية بالقلق من إحياء إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمحادثات النووية، التي قد تفضي إلى تخفيف العقوبات المفروضة على طهران، وترى في التواصل وسيلة لاحتواء التوتر دون التخلي عن مخاوفها الأمنية من الهجمات التي تحمل مسؤوليتها لإيران وحلفائها.

ويأمل المسؤولون العراقيون أن يحضر الاجتماع الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، الذي ينتمي لغلاة المحافظين، ويتوقعون حضور وزراء من دول خليجية، من بينها السعودية والإمارات.

وقال مسؤول مقرب من الكاظمي: «حتى إذا جمعنا وزراء الخارجية على طاولة واحدة، فمن الممكن أن يعتبر ذلك انفراجاً لإنهاء التوتر بين الإيرانيين وعرب الخليج».

والأزمة الأفغانية من العوامل الأخرى، التي تدفع باتجاه الحوار. فعرب الخليج، الذين يعتمدون منذ فترة طويلة على الولايات المتحدة في أمنهم، يساورهم القلق من النهاية الفوضوية لحرب واشنطن في أفغانستان، التي استمرت 20 عاماً، خاصة في ظل استعادة حركة طالبان الإسلامية المتشددة للسلطة هذا الشهر، بينما تستهدف القوات الأجنبية استكمال انسحابها بحلول 31 أغسطس.

وقالت مجموعة الأزمات الدولية، في تقرير، إن «احتمالات نشوب صراع إقليمي واقترانها بتصور السعوديين والإماراتيين أنه لا يمكن التعويل على واشنطن، دفعتهم للسعي إلى تهدئة محدودة تكتيكية ثنائية مع طهران».

وقال سياسي مقرب من رئيس الوزراء إن العراق تلقى «إشارات إيجابية» من طهران ودول الخليج تفيد باستعدادها لمزيد من المحادثات المباشرة.

وقالت ثلاثة مصادر إقليمية أخرى إن من السابق لأوانه تحقيق انفراجة، مع ترجيح مصدر إيراني أن التقدم سيعتمد على المحادثات النووية في فيينا. ولم تفصح الأطراف المشاركة في هذه المفاوضات بعدُ عن موعد استئنافها.

وقال مسؤول إيراني رفيع: «لقد رحبنا دوماً بتحسين العلاقات مع دول المنطقة مثل السعودية، وهذه أولوية في السياسة الخارجية لرئيسي. ولدي شكوك كبيرة فيما إذا كان ذلك سيحدث في العراق الأسبوع المقبل».

وبينما قالت السعودية إنها تريد أفعالاً يمكن التحقق منها من إيران، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، هذا الشهر، أن إيران ازدادت جرأة، وأنها تتصرف بطريقة سلبية في الشرق الأوسط بما في ذلك اليمن ولبنان وفي بحار المنطقة.

في سياق متصل، استقبل ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في قصر نيوم أمس، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني. ووفق ما ذكرته وكالة أنباء السعودية (واس)، تسلم ولي العهد خلال الاستقبال رسالة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وطبقاً للوكالة، جرى خلال الاستقبال استعراض العلاقات الثنائية وأوجه التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، إلى جانب بحث التطورات الإقليمية والدولية والمسائل ذات الاهتمام المشترك.

back to top