وجهة نظر: تجربتي الشخصية مع كورونا

نشر في 13-08-2021
آخر تحديث 13-08-2021 | 00:02
 صالح غزال العنزي كنت من الذين انتبهوا إلى خطورة وباء كورونا منذ البداية، فما قاله الأطباء والجهات الرسمية وسرعة انتشار الوباء تشير إلى هذه الخطورة، ولذا فإني سأكتفي بنقل فوائد تجربتي عسى أن يستفيد منها القارئ.

توصلت في الشهرين الأخيرين ومن خلال كثرة الإصابات بين عائلتي وأقاربي وأصدقائي، ثم إصابتي شخصياً بالوباء إلى ثلاث استراتيجيات يمكن أن يتبعها الأفراد وحتى الجهات الرسمية لتخفيف خطر الوباء:

أولاً: استراتيجية الوقاية وتقوم على ثلاث خطوات، الالتزام بالكمام واستخدام المعقم والتباعد باستمرار، والتطعيم ضد الوباء لأن ذلك سيؤدي إلى انخفاض شراسة الفيروس ومدة استمرار قوته داخل الجسم بشكل كبير، وإجراء فحص الجسم الشامل لعلاج القصور في الجسيمات المانعة (كريات الدم ونقص المعادن) وغير ذلك ليكون الجسم بكامل قوته وقدرته لحظة الإصابة بكورونا.

وتمنيت أن تقوم استراتيجية الوزارة لتسويق التطعيم بالتركيز على جمهور المترددين لا محاولة الضغط على الرافضين، كما تمنيت أن يكون التشدد على استخدام الكمام أكبر مما هو قائم.

ثانياً: استراتيجية المواجهة وتقوم على ضرورة الالتزام ببعض العقاقير الطبية بشكل كبير وإهمال بقية الأدوية التي تعتمد على وصفات الأقارب والأصدقاء، ولعل أهم الأدوية الواجب تناولها بالتزام كبير، الزنك والفيتامين والبنادول والحبوب الصينية مع إهمال وصفات الأعشاب كعلاج، إلا إذا كان القصد منها التسلية النفسية وتفعيل الإيجابية لدى المصاب.

ولعل قصور الوزارة في هذا الجانب يقوم على غياب أي بروتوكول علاجي متكامل يخفف لجوء المصابين إلى المستشفيات حين تتدهور حالاتهم، فيما لو تم فحص المريض وتحديد نواقص الجسم ومتابعة الحالات منزلياً لهدف التأكد من سلامته لا التركيز على التزامه بالحجر فقط.

ثالثاً: استراتيجية وقاية المجتمع وتقوم على إحساس المريض بمسؤولية حقيقية تجاه أسرته وأقاربه ووطنه، ليلتزم بالحجر وعدم الخروج لأي سبب كان، لأن نقل الفيروس إلى الآخرين ربما يتسبب في وفاة بعض المصابين، وهو ما يحمّله وزر وفاة تسبب بها، كما سينهك كوادر الصحة وإمكاناتها بسبب خطأ خروجه.

وكم تمنيت لو شكلت وزارة الصحة فرقاً إدارية في المحافظات تقوم بزيارات مباغتة للمصابين للتأكد من التزامهم، كما تمنيت لو كانت عمليات فحص الـ(بي سي آر) إجبارية لكل أسر المصابين دون الاكتفاء بسؤال المصاب عن مخالطيه، لأن غالبية إجابات المصابين غير دقيقة.

خاتمة:

لازمني الصداع وارتفاع الحرارة يوماً كاملاً، كنت صائماً عرفة فأفطرت، ولم يكن البنادول قادراً على خفض الصداع، فأجريت في اليوم التالي فحص «بي سي آر» في أحد المختبرات الخاصة فكانت النتيجة إيجابية، فاضطررت أن أعتذر عن عدم استقبال أحبتي من أبناء عمومة وأصدقاء ثاني أيام العيد جرياً على عادة مستمرة منذ سنوات، ورغم ذلك فقد أحاطني البعض الأعم منهم بمتابعة واهتمام لا يوصفان.

ولعل معادن الرجال تظهر في بعض اللحظات التي يستشعر أصحابها بواجبات الدم أو (العيش والملح)، وأحمد الله على هذا الكم من الأصدقاء وهذا النوع من الأحبة، ربي أعني أن أحسن التواصل معهم فهم نعمة يعجز اللسان عن أن يلهج بها.

صالح غزال العنزي

back to top