بقايا خيال: انتحار جماعي في الكويت

نشر في 13-08-2021
آخر تحديث 13-08-2021 | 00:09
 يوسف عبدالكريم الزنكوي أعرف يقيناً أن مزوري الجنسية الكويتية ومزوري غيرها من الوثائق الكويتية الرسمية يفوق عددهم الـ400 ألف شخص، وأحد الدلائل أن رئيس مجلس الأمة الموقر مرزوق الغانم نفسه، وعبر تسجيلات لثلاثة فيديوهات مختلفة وفي مناسبات عدة أشار إلى أن العدد يفوق ذلك، وظهر في أحدها وهو يرفع يده عالياً حاملا أوراقه الثبوتية.

ولهذا، ولكي لا أزيد آلام الكويتيين المخلصين لكويتهم، لا أريد أن أضاعف العدد بإضافة أبناء المزورين وأحفادهم، وإلا لوصلنا إلى أرقام فلكية، لكنني أكتفي بافتراض أن عدد مزوري الجنسية الكويتية لا يزيد على 300 ألف شخص، وأن متوسط الرواتب التي تسلمها كل مزور طوال سنوات تمتعه بمزايا مالية لا يستحقها، وصلت إلى 200 ألف دينار، وهي في واقع الحال تفوق هذه المبالغ بكثير، وبعملية حسابية بسيطة (300 ألف شخص ضرب متوسط الرواتب التي تسلمها كل مزور، حسب الأرقام المذكورة ضمن حكم التمييز) نجد أن إجمالي ما نهب من خزينة الدولة دون وجه حق يساوي (60 مليار دينار كويتي).

بالطبع اعتمدنا هذه المبالغ حسب ما ورد من أرقام ضمن حكم التمييز لاثنين من المزورين الذين حصلوا على وظائف عسكرية متدنية، ولم نأخذ بعين الاعتبار أولئك المزورين الذين تقلدوا مناصب مرموقة وحصلوا على مزايا رفيعة المستوى أدخلت في جيوبهم ملايين الدنانير بسبب جنسيتهم المزورة، وإلا لوصلت «حسبتنا» إلى تريليونات الدنانير المنهوبة، ولم نحتسب مبالغ بدل الإيجار، ولا المساكن التي حصلوا عليها وقاموا بتأجيرها على الآخر بينما هم، أو بعضهم، يعيشون في بلدهم الأول أو في موطنهم الأصلي، ولم نحتسب كذلك المزارع أو الجواخير أو الأراضي الصناعية، التي سبقوا أبناء البلد الحقيقيين في الحصول على هذه المزايا، وقاموا بالتصرف فيها إما بتأجيرها على غيرهم أو ببيعها بمبالغ فلكية استفادوا منها في مشاريع تجارية مربحة فيما بعد، ما كانوا ليحصلوا عليها لولا تزويرهم وثائق كويتية رسمية.

الأسوأ في هذا الموضوع والذي ترك بقعاً سوداء نتنة ظاهرة على أوراق التزوير هو تلك المبالغ التي دفعت من تحت الطاولة لكويتيين بالتأسيس أو تسلمها «عيال بطنها»، أعمت عيونهم المادة، ولا أدري إن كان المسؤولون المرتشون يعرفون وقتها إن كل دينار تسلموه مقابل هذا التزوير، هو بمنزلة خنجر غرز في جسد الهوية الكويتية التي كان المزورون يريدونها جثة هامدة في مسار تاريخ المنطقة، ليقال عنها فيما بعد «حكايات زمن الأجداد الجميل سادت، ثم بادت بعد أن أحرقها الأولاد والأحفاد». أليس هذا التزوير محواً للهوية الكويتية الحقيقية وانتحاراً جماعياً للكويتيين الأصليين؟ حسبي الله ونعم الوكيل.

شصاير فينا؟!:

من رئيس القسم لي حَد الوزير

نادر اللي له نوايا صالحه

ناقة الديره اتركوها في الهجير

وعقْب حَلْب الديد... قالوا «مالحه»!

أصغر مْوظف... إلى أكبر مدير

منهو ما خلّاها «عِزْبه» لصالحه؟!

«كالحه» هذي الليالي يا عشير

واقرا في القاموس معنى «الكالحه»!

هل هناك أوضح من الشاعر «وضاح»؟

يوسف عبدالكريم الزنكوي

back to top