إبراهيم رئيسي: إيران ستحافظ على الردع بالخليج وبحر عُمان

بلينكن لن يسمح لطهران بالإفلات ويعاقب وكلاءها... وماكرون يطالبها بوقف انتهاك الاتفاق النووي فوراً

نشر في 10-08-2021
آخر تحديث 10-08-2021 | 00:03
الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي خلال اجتماع مجلس الوزراء بطهران أمس الأول (أ ف ب)
الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي خلال اجتماع مجلس الوزراء بطهران أمس الأول (أ ف ب)
تعهد الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالحفاظ على «قوة الردع» في منطقة الخليج وبحر عمان، في حين أفادت مصادر بأن قوات خاصة بريطانية وصلت لليمن لملاحقة المتورطين بهجوم مميت استهدف ناقلة إسرائيلية، ويعتقد أنه انطلق من مناطق نفوذ «أنصار الله» الحوثية.
وسط الاتهامات الغربية بالوقوف وراء الهجوم المميت على ناقلة النفط الإسرائيلية «ميرسر ستريت» والتحركات العسكرية البريطانية لملاحقة المتورطين فيه، شددت إيران، أمس، على أنها «ستحافظ على الردع» في المنطقة ومحيطها البحري.

وقال الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي، خلال اتصال هاتفي استمر ساعة مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن «إيران جادة جداً بتأمين السلامة والحفاظ على الردع في منطقة الخليج وبحر عمان ومواجهة أي عوامل تحرم المنطقة من الأمن»، داعياً الدول الأوروبية والولايات المتحدة إلى تنفيذ تعهداتها وضمان وحفظ مصالح الشعب الإيراني في أي مفاوضات مقبلة.

وإذ رحب رئيسي بتعزيز العلاقات مع باريس «على أساس الاحترام المتبادل»، هنأه الرئيس الفرنسي بمناسبة توليه السلطة، ودعاه إلى «وضع حد من دون تأخير» لانتهاك الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وحثّ ماكرون نظيره الإيراني على ضرورة استئناف مفاوضات فيينا من جديد بشأن إحياء الاتفاق النووي. وشدد على أولوية خلق أجواء مستقرة أولاً للتأكد من إمكانية ارساء الاستقرار في مختلف الملفات وبما في ذلك حرية الملاحة البحرية.

من جانب آخر، أعرب الرئيس الفرنسي عن أمله في أن تكون الساحة ممهدة بطهران من أجل لعب دور مساند لمبادرة باريس الرامية لتحقيق الاستقرار والأمن للشعب اللبناني.

استئناف فيينا

وجاء إجراء أول اتصال بين الرئيس الإيراني ورئيس أوروبي بالتزامن مع تقارير عن استعداد رئيسي لإرسال تشكيلته الحكومية إلى البرلمان خلال ساعات تمهيداً لبدء التصويت على منحها الثقة السبت المقبل. وجدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة التأكيد على استعداد رئيسي لاستئناف مفاوضات فيينا، بشأن إحياء الاتفاق النووي، التي توقفت أواخر يونيو الماضي، قبل نحو 6 أسابيع من توليه السلطة خلفاً للرئيس المعتدل حسن روحاني.

وقال المتحدث، إن طهران ستعود إلى المفاوضات مع القوى الدولية، والتي تشارك بها إدارة الرئيس جو بايدن بشكل غير مباشر، حال الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة.

وأضاف زادة: «لم نغادر محادثات فيينا قط، وهناك عملية انتقال ديمقراطي للسلطة في إيران، وفي هذه العمليات يتم إجراء تغييرات في الفرق التنفيذية».

من جانب آخر، اتهم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بريطانيا بالانحياز لإسرائيل بعد اتهامها طهران بالتورط في الهجوم المميت على ناقلة «ميرسر ستريت» الإسرائيلية.

وقال زادة أمس: «موقف بريطانيا من النظام الإرهابي الصهيوني يظهر الموقف الدولي لهذا البلد»، مضيفاً: «من يظن أن التقرب لإسرائيل سيوفر له الأمن فهو خاطئ».

وجاء ذلك غداة تقرير لصحيفة «ديلي إكسبريس» تحدث عن وصول قوات خاصة بريطانية إلى اليمن للبحث عمن يقفون وراء هجوم الناقلة «ميرسر ستريت» الذي تسبب بمقتل بريطاني وروماني.

وذكرت الصحيفة أن القوات البريطانية تعمل أساساً بالتنسيق مع قوات أميركية موجودة بالخليج، لافتاً إلى الخطوة تمثل رسالة لطهران بأن لندن لن تتسامح مع مثل تلك الهجمات المميتة. وأفادت نقلاً عن مصادر بأن الأدلة تشير إلى الطائرة المسيرة التي ضربت السفينة أقلعت من اليمن حيث تنشط جماعة «أنصار الله الحوثية المتمردة المدعومة من قبل طهران.

في سياق منفصل، أفادت وكالة «تسنيم» بأن اللجنة الدستورية في البرلمان الإيراني، قدمت شكوى ضد الرئيس السابق، حسن روحاني، ووزير نفط حكومته، بيجن زنكنه بتهمة الاستعجال والإهمال في افتتاح مشروع أنبوب نفط يمتد إلى ميناء جاسك.

مراجعة أميركية

يأتي ذلك في وقت يراجع مسؤولون أميركيون خياراتهم، بعد أشهر على تعليق محادثات فيينا، وسط تسارع جهود طهران نحو تعزيز قدراتها النووية نحو اكتساب القدرة على صنع أسلحة ذرية، في حين تجد طهران وسائل للتعامل مع العقوبات الأميركية، الأمر الذي يرجح أن العودة للاتفاق المبرم في 2015، «ربما لم تعد ممكنة»، وفقاً لوكالة «بلومبرغ»، أمس.

وعــــلى الــــــرغم من أن واشنطــــن لا تزال تدعو إلى عودة سريعة إلى الاتفاق الذي انسحب منه ترامب عام 2018، فيما تعتبره مساراً نحو صفقة «أبعد مدى وأكثر قوة»، فإنها مستعدة لمناقشة بدائل، بما في ذلك خطوة مؤقتة لتخفيف محدود للعقوبات، في مقابل تجميد إيران عملياتها النووية الأكثر استفزازاً.

ويعد هذا الاحتمال، بحسب «بلومبرغ»، رداً جزئياً على توترات متزايدة، برزت مع تولي رئيسي السلطة بما في ذلك إطلاق «حزب الله» اللبناني صواريخ على إسرائيل، والهجوم على ناقلة النفط العبرية «ميرسر ستريت» قبالة سواحل عُمان، مما أسفر عن مقتل روماني وبريطاني.

من جهة ثانية، أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلى «جولات عدة من المحادثات مع السعودية للتوصل إلى رؤية مشتركة من خلال الحوار»، معتبرا أنه «ليس من الضروري حل جميع نقاط الخلاف، لكن التوصل إلى نتيجة سيكون ممكناً».

ولاحقاً، جدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال جلسة لمجلس الأمن حول أمن الملاحة البحرية، اتهام إيران بشن الهجوم على «ميرسر»، داعيا إلى «إعادة الالتزام بالدفاع عن النظم والقواعد البحرية».

وقبل إعلانه عن عقوبات واسعة على كيانات موالية لها في سورية والعراق ولبنان منها «عصائب الحق» و«كتائب الشهداء» و«حزب الله»، توعد بلينكن مجدداً بمعاقبة إيران على الهجوم على الناقلة الإسرائيلية، مؤكدا أن العالم لا يمكنه السماح «بالإفلات من العقاب». واعتبر بلينكن، خلال جلسة افتراضية لمجلس الأمن حول الامن البحري، أن استهداف «ستريت» يأتي ضمن سلسلة هجمات وسلوكيات استفزازية أخرى على كل الدول محاسبة المسؤولين عنها.

وزارة الخارجية تؤكد العودة لفيينا وتسعى لرؤية مشتركة مع الرياض
back to top