التواصل الافتراضي مع الطفل بديل أدبي فرضته «كورونا»

كاتبات استعرضن تجاربهن خلال الجائحة وأكدن أهمية ابتكار أساليب جديدة لمواكبة التغيرات

نشر في 06-08-2021
آخر تحديث 06-08-2021 | 00:00
شهدت فترة جائحة «كورونا» توقف الأنشطة والفعاليات الخاصة بالطفل، مما أثر في جميع مناحي الحياة اليومية، ومنها اللقاءات والتجمعات، ليواجه الأهل والمختصون والأدباء في مجال الطفل مهمة صعبة خلال تلك الفترة.
«الجريدة» التقت كاتبات متخصصات في مجال أدب الطفل، وطرحت عليهن عدة تساؤلات عن الأنشطة الافتراضية التي قدمنها وتجاربهن خلال تلك الفترة وطبيعتها، وما إذا كان الطفل قد تقبل هذا الأسلوب الافتراضي ونجح أم لا، وإلى التفاصيل:
بداية، أكدت الكاتبة هدى الشوا أن المرحلة الراهنة شكلت تحدياً على مستويات عديدة، "وبوصفي أديبة في مجال أدب الطفل والناشئة، وكاتبة مسرح، كان لابد من طرق مغايرة لتقديم إنتاج فني تعبيري فني يتماشى مع الواقع العالمي والعربي الراهن".

وقالت الشوا إنه مع تعذر المسرح الذي يعتمد على العمل الجماعي والتعاوني، "نشطت المبادرات والبرامج التي تضعنا كفاعلين أو ناشطين في المجال الثقافي أمام تحديات جديدة، مما حتم اقتحام الفضاء الرقمي بطرق مبتكرة، وإلا فسنكون كالمغردين خارج السرب".

واستذكرت مشاركتها خلال الجائحة على الصعيد المحلي، مبينة أنه كان من اللافت في الكويت ظهور مبادرات رقمية عديدة، وبخاصة الشبابية التي نظمها المجتمع المدني، مثل مبادرة كويت 282 التي أطلقت منصة رقمية تفاعلية منذ بداية الجائحة، لإقامة فعاليات افتراضية للأطفال وعائلاتهم بهدف تنظيم استغلال ساعات النهار خلال الحجر المنزلي.

وأضافت: "جاءت مشاركتي ضمن هذه الفعاليات عبر تنفيذ مشروع جديد، برنامج دُمى رقمي (أونلاين) أسميته "دُمى في دارنا".

ولفتت إلى أن "ظروف الجائحة فرضت تغيرا في طرق تواصلنا في العالم، وفرضت علينا تغيرات كثيرة في صميم حياتنا الأسرية والعلمية والعملية والثقافية، وبالتأكيد ستتطلب المراحل القادمة إنتاجاً ثقافياً مختلفاً".

اختفاء الأنشطة

من جانبها، قالت الكاتبة أمل الرندي إن "الجائحة كانت سبباً أساسياً لاختفاء الأنشطة الثقافية الجماعية، ولاسيما المقدمة منها للأطفال، لتصبح وسائل التواصل الافتراضية النافذة الوحيدة التي يمكن أن نتواصل من خلالها، ونشعر بأننا على قيد الحياة فنشارك في فعاليات ثقافية، لذا حرصت على أن أبتكر شكلاً آخر للتواصل مع الأطفال في الكويت والوطن العربي، بعد أن أوقفت الجائحة الحلقة الأخيرة من "مبادرة أصدقاء المكتبة" التي كنا نقوم بها بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فكانت مسابقة "جائزة نجم مبادرة أصدقاء المكتبة"، بالتعاون مع المجلس الوطني أيضاً".

وأعربت الرندي عن سعادتها الغامرة بالروح الحماسية والعطاء الحقيقي بشتى الطرق من كتّاب وكاتبات، "آمنوا معي بالدور الإيجابي الهام في هذه الفترة الحرجة من حياة الأطفال، وبضرورة دعمهم وتشجيعهم على المشاركة، وعمل شيء مفيد في كل هذه الأجواء السلبية، وقد أرسلنا فيديوهات نشرح فيها للأطفال وأهلهم شروط المسابقة، محفزين الجميع على إخراج أطفالنا من عزلة الحجر الصحي وانقطاع التواصل مع المدرسة".

بدورها، قالت الكاتبة منيرة العيدان: "بادرنا في قسم نشر الثقافة العلمية في مؤسسة التقدم العلمي بنشر برنامج طوال العام يتزامن مع المدارس والمهرجانات التي تتعلق بالطفل، إضافة إلى الإصدارات الدورية"، مبينة أن الأنشطة لم تتوقف خلال الجائحة بل استمرت بشكل افتراضي عبر تطبيق "زووم".

أما من ناحية تفاعل الأطفال افتراضيا، فذكرت أنه كان جيدا وبدأ الأطفال في التجاوب.

وأكدت العيدان أن الطفل دائما يحتاج إلى التواصل البصري المباشر، ولكن الأزمة حتمت علينا التواصل الافتراضي وهناك فرق شاسع، "فأنا اعتقد أن أهم شيء هو رجوع الطفل إلى صفوف المدرسة حتى لا يفقد القدرات الاجتماعية في التواصل والتفاعل".

إجراءات احترازية

من ناحيتها، تحدثت الكاتبة ريهام الفوزان عن أنشطة فترة كورونا وطبيعتها، مبينة أنه كان "للإجراءات الاحترازية والظروف الصحية التي فرضت علينا التباعد والحظر الكلي فترة غير قصيرة، أثر في جميع مناحي الحياة اليومية، ومنها اللقاءات والتجمعات والأنشطة الثقافية، مع ذلك لم تلغ الظروف أنشطة الطفل بشكل كامل، وإن خفت عن السابق".

ورأت الفوزان أن "أساليب الوصول الجديدة - الأنشطة الإلكترونية - فتحت فرصاً ربما لم تكن موجودة سابقاً، فأصبحت المحاضرات وقراءات القصص والأنشطة المختلفة مفتوحة للمشتركين من كافة أنحاء العالم، واتسعت دائرة الخبرات والمعارف مع هذا الانفتاح، والذي كان سابقاً محصوراً في اللقاءات الحضورية".

وهل تقبل الطفل التواصل افتراضيا؟ أجابت: "يعتمد مدى نجاح النشاط من فشله على الدافعية والرغبة لدى الطفل أساساً وعلى قدرة المدرب على لفت انتباهه وشد تركيزه، فمن الصعب أن أفرض على الطفل الجلوس في مقعده وعدم التحرك وشد انتباهه وفكره منصب على الحركة والركض والتفاعل، وأحيانا أكثر يصيبه الملل من وضعه خلف الشاشة خاصة بعد يوم طويل في المدرسة وبنفس أسلوب المدرسة التوجيهي، لذا أتمنى أن يحترم أولياء الأمور رغبات أطفالهم واهتماماتهم حتى لا تأتي النتيجة عكسية"، مبينة أن العمر يلعب دوراً في عملية التركيز والانضباط والاهتمامات.

وأكدت أن تجربتها مع الأطفال في اللقاء الافتراضي كانت ناجحة لأنها لم تعتبرهم متدربين بل أصدقاءها في عالم القراءة، مضيفة أنها شاركت خلال فترة "كورونا" بعدة ورش لقراءة القصص من ضمن نشاطات النادي الافتراضي للأطفال@okclub.kw، بالإضافة لإقامة الموسم الرابع والخامس من نادي "غيمة تقرأ" للصغار افتراضياً.

أما الكاتبة في مجال الطفل

د. عائشة ناصر الهولي، والتي تعمل مستشارة تربوية وتعليمية في تخصص الموهبة والإبداع، فذكرت أنه خلال فترة الجائحة كانت الأنشطة والفعاليات تقدم بطابع مختلف عما عهدناه في السابق، وأن التعامل مع الأطفال في فترة الحجر المنزلي يتطلب من المدرس والأهل ابتكار الكثير من الأساليب لتمضية الوقت، لافتة إلى أنها قدمت مجموعة من الأنشطة منها الورش التدريبية لتطوير التفكير الإبداعي من خلال اللعب افتراضيا مع أنشطة تطبيقية عند بعد. وأوضحت أن الأطفال في بداية الأمر لم يكونوا متقبلين، لكنهم تعودوا بعد ذلك على تلك الأجواء، خصوصا بعد إدراكهم كيفية التعامل مع تلك التقنية، مضيفة أنها قدمت للمعلمين وأولياء الأمور عدة رسائل وتوجيهات خاصة بكيفية توجيه أسئلة إبداعية للأطفال أثناء التعلم عن بُعد.

فضة المعيلي

الشوا: ظروف الجائحة فرضت تغيراً في طرق تواصلنا مع العالم

الفوزان: في تواصلي مع الطفل لا أعتبره متدرباً بل صديقاً في عالم القراءة
back to top