اندماج أو ظلم؟ التحوّل الجنسي في رفع الأثقال يثير الجدل

نشر في 01-08-2021 | 18:46
آخر تحديث 01-08-2021 | 18:46
الرباعة المتحوّلة جنسياً لوريل هوبارد
الرباعة المتحوّلة جنسياً لوريل هوبارد
تستهلّ الرباعة المتحوّلة جنسياً لوريل هوبارد مشاركتها في أولمبياد طوكيو غداً الأثنين، في ظهور تاريخي للنيوزيلندية أثار جدلاً ساخناً حول إحدى أكثر القضايا إثارة للانقسام في عالم الرياضة.

ولدت هوبارد ذكراً ونافست مع الرجال قبل التحوّل جنسياً في الثلاثينيات، عاودت ممارسة الرياضة بعد تلبية معايير اللجنة الأولمبية الدولية للرياضيين المتحوّلين جنسياً.

تقول اللجنة الدولية إنها أول امرأة متحوّلة جنسياً تشارك في الألعاب، مشيدة بخطوة تاريخية في الحركة الأولمبية.

قال المسؤول الطبي في اللجنة ريتشارد بادجت لمراسلين في طوكيو «لوريل هوبارد امرأة، تنافس وفقاً لقواعد اتحادها ويتعين علينا الإشادة بشجاعتها ومثابرتها بالمشاركة والتأهل إلى الألعاب».

مع ذلك فإن تواجدها مع باقي المشاركات في وزن +87 كلغ على المستوى العالمي يثير الجدل حول الأخلاقيات البيولوجية، حقوق الإنسان، العلوم، العدالة والهوية في الرياضة، ويرى المؤيدون لها أن مشاركتها هي انتصار للاندماج وحقوق المتحوّلين جنسياً.

في المقابل، يعتبر المعارضون لمشاركتها أن لديها ميزة غير عادلة على باقي المنافسات، بسبب التفوّق الجسدي الكامن لعقود في جسدها عندما كانت ذكراً.

ويتحوّل الجدل حول هذه القضية إلى لاذع، حيث تتطاير الانتقادات من الجانبين على الانترنت، مما دفع اللجنة الأولمبية النيوزيلندية إلى اتخاذ تدابير لحماية هوبارد من التنمّر على وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن اللجنة الأولمبية الدولية تقرّ بأن هناك أسئلة مشروعة عمّا إذا كانت هوبارد تملك «ميزة تنافسية غير متكافئة».

قلق

من جانبهن، أعربت المدافعات عن حقوق السيدات في الرياضة، من بينهن نجمة كرة المضرب السابقة المثلية مارتينا نافراتيلوفا، عن قلقهن من تقويض المتحوّلين جنسياً المكاسب التي تحققت لرفع شأن الرياضة النسوية، وقالت «يسعدني مخاطبة امرأة متحوّلة جنسياً بأي شكل تفضّله، لكني لن أكون سعيدة للمنافسة في وجهها، لن يكون ذلك عادلاً».

بدورها، أعلنت كايتلين جينر التي أحرزت ذهبية العشارية لدى الرجال في أولمبياد 1976 قبل تحوّلها عام 2015 «الأمر ليس عادلاً ببساطة».

هناك مخاوف أيضاً من أن إدراج السيدات المتحوّلات في الرياضات الخشنة، قد تعرّض سلامة باقي المتنافسات للخطر، ما دفع الاتحاد الدولي للرجبي إلى منعهن من المشاركة في المنافسات الدولية العام الماضي.

لكن بعض الاتحادات، على غرار النيوزيلندي، أشار إلى أنه سيسمح للنساء المتحوّلات في مسابقات الجذور، مؤكّداً اختلاف الآراء حول هذه القضية.

عند اتخاذ قراره، تطرّق اتحاد الرجبي الدولي إلى دراسات علمية تظهر أن الذكور أقوى من الإناث بنسبة 30%.

وقالت أليسون هيذر أخصائية علم وظائف الأعضاء في جامعة أوتاغو لوكالة فرانس برس إن المزايا الأخرى للذكور تشمل الأطراف الأطول وكتل عضلية أكبر، بالإضافة إلى قلب أكبر وسعة رئة أوسع، ما يعزّز تدفّق الأوكسجين والقدرة على التحمّل.

لكن بادجت من الأولمبية الدولية قال «إن الأمر ليس بسيطاً كمقارنة الذكور للإناث، بحجة أن المتحوّلات يمكن أن يتعرّضن لانخفاض في الأداء عند خضوعهن لعمليات التحوّل».

وأضاف بادجت «إن هناك حاجة لمزيد من البحوث»، مضيفاً «نظراً لعدم وجود متحوّلات جنسياً على أعلى المستويات الآن»، وأضافت «أعتقد أن التهديد الذي تتعرض له الرياضة النسوية ربما يكون مبالغاً فيه».

أقرّت اللجنة الأولمبية الدولية بأن إطار العمل الجديد الذي سيوفّر فقط إرشادات للاتحادات الرياضية الدولية بدلاً من قواعد صارمة وسريعة، لن يكون الكلمة الأخيرة في قضية من المقرر أن تبقى محور جدل ساخن في المستقبل المنظور.

back to top