اغتيال رئيس هاييتي... والسلطات تتهم مرتزقة

الدومينيكان تغلق حدودها وواشنطن تعرض المساعدة في التحقيق

نشر في 08-07-2021
آخر تحديث 08-07-2021 | 00:00
مويز وزوجته في صورة تعود إلى يناير 2020 (أ ف ب)
مويز وزوجته في صورة تعود إلى يناير 2020 (أ ف ب)
استفاقت هاييتي، الدولة الواقعة في الكاريبي، أمس، على إعصار سياسي ضحيته الرئيس جوفينيل مويز، الذي واجه طوال فترة حكمه القصيرة معارضة شديدة من شرائح واسعة من الناس اعتبرت ولايته غير قانونية.

وقال رئيس الوزراء الانتقالي، كلود جوزيف، الذي تولى قيادة البلاد، رغم أن مويز كان عيّن خليفة له لتشكيل حكومة جديدة في غضون أسبوعين، في بيان، «اغتيل الرئيس في منزله على أيدي أجانب يتحدثون الإنكليزية والإسبانية»، علماً بأن لغة البلاد الرسمية هي الفرنسية، بينما وصف مسؤول رفيع المستوى في الحكومة المهاجمين بأنهم «مرتزقة».

وقد دان جوزيف «العمل الوحشي وغير الإنساني»، مشدداً على أن الشرطة وغيرها من الأجهزة الحكومية تحتفظ بالسيطرة على الوضع.

وتداول رواد مواقع التواصل، على نطاق واسع، مقطع فيديو قصيرا يُظهر عدداً من المسلحين الذين ترجّلوا من مركبات مدنية، وبدا أنهم عسكريون أو أمنيون.

وذكر موقع صحيفة ميامي هيرالد الأميركية التي تغطي الأحداث في هاييتي بانتظام، أن المهاجمين زعموا أنهم عملاء في وكالة مكافحة المخدرات، حسب فيديوهات صوّرها سكان حي بيليرين، الذي يقع فيه منزل مويز، ويحتل تلّة تشرف على العاصمة بورت أو برنس.

وفي أحد الفيديوهات، سمع أحد الأشخاص يقول بلكنة أميركية عبر مكبرات الصوت: «عملية خاصة لإدارة مكافحة المخدرات. الجميع يتنحى جانبا».

ووردت تقارير عن انفجار قنبلة يدوية واستخدام طائرات من دون طيار.

وأغلقت السلطات مطار بورت أو برانس الدولي، مع تعليق استقبال الطائرات المتوجهة إليه من دول أخرى.

وجاء الاغتيال وسط حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، وتصاعد في عنف العصابات. وكانت السلطات قد أعلنت في فبراير الماضي، أنها أحبطت محاولة لقتل مويز وإطاحة حكومته.

تم تنصيب مويز رئيساً في 2017 بعد أزمة انتخابية طويلة، لكن سرعان ما تركز الغضب الشعبي عليه يغذيه خصوصاً ارتفاع في الأسعار ثم نقص في المحروقات. في 2019 وُجهت إليه تهمة «اختلاس أموال».

اعتباراً من 2020 وبدون برلمان قادر على العمل حكم الرئيس بمراسيم.

وأعلن القضاء انتهاء ولايته في السابع من فبراير 2021 لكنه بقي في السلطة، معتبراً أنه ما زال لديه عام لأنه انتخب في اقتراع ألغيت نتائجه بتهم تزوير وأعيد انتخابه بعد عام.

وإضافة إلى الأزمة السياسية، تزايدت عمليات الخطف للحصول على فدية في الأشهر القليلة الماضية، في مؤشر جديد على النفوذ المتزايد للعصابات المسلحة في الدولة الكاريبية التي يبلغ عدد سكانها 11.26 مليون نسمة.

وهاييتي غارقة أيضا في فقر مزمن، وتواجه كوارث طبيعية متكررة.

وخلال عهده توالى 7 رؤساء حكومة في 4 سنوات، آخرهم كان جوزيف الذي كان من المفترض تغييره هذا الأسبوع بعد 3 أشهر في المنصب.

وكان مويز قد أعلن الاثنين الماضي تعيين رئيس جديد للوزراء هو أرييل هنري (71 عاما) مع مهمة خاصة هي إجراء الانتخابات.

في غضون ذلك، أمرت حكومة الدومينيكان بـ «إغلاق فوري» لحدودها مع هاييتي، في حين أعلنت الولايات المتحدة تعليق عمل سفارتها في العاصمة بورت أو برانس على خلفية التطورات الأخيرة.

ووصفت الناطقة باسم البيت الأبيــــض، جــيــــــن ســــاكــــــي، اغتيال مويز بـ «الهجوم المروع والمأسوي».

وقالت: «ما زلنا نجمع المعلومات ونقوم بالتقييم في الوقت الحالي». وأضافت: «سنمد يد المساعدة في أي طريقة لشعب هاييتي، لحكومة هاييتي في حال إجراء تحقيق».

وفي تغريدة على حسابه على «تويتر»، كتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: «أشعر بصدمة وبالحزن لوفاة الرئيس مويز»، موجها تعازيه إلى هاييتي. وأضاف «إنه عمل شنيع، وأدعو إلى الهدوء في هذا الوقت».

back to top