إيطاليا تسقي إسبانيا من كأس ركلات الترجيح وتبلغ النهائي

نشر في 07-07-2021 | 01:52
آخر تحديث 07-07-2021 | 01:52
واصل المنتخب الإيطالي قصة نجاحه الخيالية في «يورو 2020»، وحجز مقعده في المباراة النهائية للبطولة بفوزه على المنتخب الإسباني 4 -2 بركلات الترجيح، بعد تعادلهما 1-1، أمس، على استاد «ويمبلي» بلندن بالدور قبل النهائي.
تابعت إيطاليا مشوارها الرائع في بطولة كأس أوروبا 2020 لكرة القدم، بإقصائها إسبانيا بركلات الترجيح 4-2 (الوقتان الأصلي والإضافي 1-1) في المباراة التي أقيمت أمس الأول على ملعب ويمبلي في لندن.

تقدمت إيطاليا بواسطة نجم يوفنتوس فيديريكو كييزا من كرة لولبية رائعة (60)، وعادل زميله في نادي السيدة العجوز ألفارو موراتا لإسبانيا (80).

وتلتقي إيطاليا في المباراة النهائية المقررة الأحد، الفائز من مباراة انكلترا والدنمارك على الملعب ذاته الأربعاء.

وهي المرة الرابعة التي تبلغ فيه إيطاليا المباراة النهائية بعد عام 1968، عندما أحرزت لقبها الوحيد على حساب يوغوسلافيا، قبل أن تخسر نهائي عام 2000 أمام فرنسا بالهدف الذهبي، ثم أمام إسبانيا في نهائي نسخة 2012.

ورفع المنتخب الإيطالي رصيده إلى 33 مباراة من دون خسارة، في حين خرج المنتخب الإسباني حامل اللقب 3 مرات (رقم قياسي بالتساوي مع ألمانيا)، والذي خاض الوقت الإضافي للمرة الثالثة توالياً في الأدوار الإقصائية من هذه البطولة من دون أن يخسر أي مباراة في الوقتين الأصلي أو الإضافي.

«لا روخا» دفع الثمن

لكن "لا روخا" دفع هذه المرة ثمن ركلات الترجيح التي ابتسمت له في الدور السابق ضد سويسرا.

وافتتح المنتخب الإسباني أولى المحاولات الخطيرة في المباراة، عندما تسلم داني أولمو تمريرة من ميكيل أويارسابال داخل منطقة الجزاء، فأوقفه ليوناردو بونوتشي في المحاولة الأولى للتسديد، لكنه عاد وسددها إلى يمين جانلويجي دوناروما الذي تألق في صدها (25).

وفي الدقيقة 32، جرّب أولمو نفسه حظه بتسديدة من خارج المنطقة، اعتلت العارضة.

وشهد الشوط الأول فرصة وحيدة خطيرة على مرمى أوناي سيمون عندما وصلت إلى إيمرسون تمريرة من إنسينيي، الذي لم يتمكن من تخطي أسبيليكويتا، لكن تسديدته ارتطمت بالقائم الأيمن (45).

وهذه هي ثاني أطول فترة تنتظر فيها إيطاليا لتهديد مرمى المنافس منذ مباراتها أمام هولندا في البطولة نفسها عام 2000، حينما انتظرت 48 دقيقة وهي المدة الأطول منذ بطولة 1980، بحسب "أوبتا" للإحصاءات.

وبمشاركته في هذه المباراة، بات قلب الدفاع جورجو كييليني أول لاعب كرة قدم يخوض خمس مباريات أمام المنتخب نفسه في تاريخ البطولات الأوروبية.

وانتظر الإيطاليون حتى الدقيقة 60 من المباراة، عندما انطلقت الكرة من دوناروما في هجمة مرتدة سريعة وصلت إلى نجم يوفنتوس كييزا الذي صوب تسديدة رائعة بيمناه أسكنها الشباك إلى يسار سيمون الذي اكتفى بمشاهدتها.

وقال كييزا "لا أستطيع وصف مشاعري بكلمات. كانت مباراة صعبة، لكننا سنعود إلى هنا في 11 يوليو. في النهاية روح المجموعة هي التي انتصرت".

وأهدر أويارسابال فرصة إدراك التعادل بعد كرة ساقطة من كوكي ضرب بها الخط الدفاعي لإيطاليا، ليفشل الأول بغرابة في إسكانها برأسه في الشباك.

موراتا يعادل النتيجة

جاء الفرج الإسباني في الدقيقة 80، فبعد فكّ نحسه بهدف جميل في مرمى كرواتيا (5-3 بعد التمديد) في ثمن النهائي، تبادل موراتا، الذي دخل بديلاً لفيران توريس بعد دقيقتين من الهدف الإيطالي، الكرة مع أولمو لينفرد بدوناروما ويسكن الكرة إلى يمينه ويدرك التعادل لـ"لا روخا".

وبات موراتا، المعروف للجماهير البريطانية بعد حمله ألوان تشلسي بين 2017 و2019، أول لاعب إسباني يسجل مع ناديه ومنتخب بلاده على ملعب ويمبلي، كما بات اللاعب الإسباني، الذي يسجل أعلى عدد من الأهداف (6) في البطولة الأوروبية، متخطياً فرناندو توريس (5).

وبعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 1-1، احتكم المنتخبان إلى شوطين إضافيين.

وفي الدقيقة 98، سنحت فرصة خطيرة لإسبانيا عن طريق أولمو الذي سدد ركلة حرة كادت تخدع دوناروما، فعادت ووصلت إلى موراتا الذي اصطدم بالدفاعات الإيطالية.

وبعد ثلاث دقائق، سدد ماركوس يورنتي كرة مشتتة من دوناروما، لكن بونوتشي أبعدها من أمام المرمى الخالي (102).

وسجل البديل دومينيكو بيراردي هدفاً ثانياً للأتزوري في الدقيقة 110، لكن الحكم ألغاه بداعي التسلل.

وعليه، انتهى الشوطان الإضافيان بالتعادل أيضاً، ليلجأ المنتخبان إلى ركلات الترجيح.

وأخفق المنتخب الإيطالي في الركلة الأولى التي سددها مانويل لوكاتيلي وصدها سيمون، ومثله أولمو الذي سدد كرة علت مرمى دوناروما.

وأهدر موراتا الضربة الرابعة، لتحجز إيطاليا بطاقة المباراة النهائية بإحراز جورجينيو الركلة الأخيرة.

مانشيني سعيد بتحدي التوقعات

أكد مدرب المنتخب الإيطالي لكرة القدم روبرتو مانشيني، أنه سعيد بتحدي التوقعات، عقب قيادة "الأزوري" إلى المباراة النهائية لكأس أوروبا، بفوز دراماتيكي بركلات الترجيح على إسبانيا.

وأعاد مانشيني إيطاليا إلى قمة المجد، بعد ثلاث سنوات على تسلمه مهمة منتخب في الحضيض فشل في بلوغ نهائيات كأس العالم، فقاده حتى الآن إلى سجل خالٍ من الهزائم في 33 مباراة متتالية، محققا رقما قياسيا وطنيا، وبات على بُعد فوز واحد من التتويج باللقب القاري للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1968.

وقال مانشيني: "قلة من الناس كانوا واثقين من قدرتنا على تحقيق هذا الإنجاز، باستثناء اللاعبين الذين كانوا على ثقة بذلك منذ اليوم الأول قبل ثلاث سنوات. نحن في النهائي، وسعداء بإدخال الفرحة في قلوب الإيطاليين بكل مكان".

وأوضح مانشيني أنه "عندما تلعب في كأس العالم أو في بطولة أوروبية، يكون الأمر شديد الصعوبة، وهناك دائما مباراة يجب أن تعاني فيها من أجل الفوز. لا يمكن أن يكون كل شيء سلسا. كنا نعلم أن هذا كان سيكون صعبا حقا، ولهذا السبب أعتقد أن اللاعبين، وكل من عمل معنا خلال السنوات الثلاث الماضية، يستحق الكثير من التقدير، لأنه لم يكن سهلاً بأي حال من الأحوال".

وتابع: "إنها ركلات الترجيح. لقد كانت مباراة صعبة جدا. إسبانيا منتخب رائع جدا، ولعب بشكل جيد جدا. قدَّمنا مباراة جيدة، لكن ليس كالمعتاد. كنا نعلم أننا سنعاني في مثل هذه المباراة. لقد صعَّبوا مهمتنا. هم أساتذة الاستحواذ على الكرة. هنيئا لنا ببلوغ النهائي، وهنيئا لإسبانيا، لأنها منتخب رائع جدا".

وأردف: "لا تزال هناك خطوة واحدة يجب أن نقطعها، وعلينا الآن أن نرتاح، لأن هذا كان يمثل تحديا كبيرا حقا. عندما تدخل مباراتك السادسة مع كل الرحلات التي قمنا بها حتى الآن، يصبح الأمر متعبا جدا. لا تزال هناك مباراة واحدة، يتعين علينا أن نفعل الشيء نفسه".

إنريكي فخور بلاعبيه رغم الهزيمة

أكد مدرب إسبانيا لويس إنريكي أنه "فخور باللاعبين الذين بذلوا كل ما في وسعهم من أجل الفوز"، مفضلا الحفاظ على إيجابية هذه البطولة، وذلك بعد الهزيمة أمام إيطاليا بركلات الترجيح، في نصف نهائي كأس أمم أوروبا أمس الأول.

وقال إنريكي: "إنها ليست أمسية حزينة بالنسبة لنا، على الإطلاق، هذا يذكرنا أنه في كرة القدم يمكنك الفوز أو الخسارة. لا يمكننا أن نكون يائسين، علينا أن نهنئ خصومنا. قلت قبل انطلاق المنافسات إننا بين ثمانية منتخبات قادرة على الفوز باللقب، لا أعتقد أنني أخطأت، نعود إلى الوطن ونحن نعلم أنه كان بإمكاننا الفوز بالبطولة".

وأضاف: "قام اللاعبون بعمل رائع، ليس لدي أي شيء لأوبخهم به. أظهرنا أننا فريق وسنواصل القيام بذلك. يتعين علينا الراحة الآن، وسنلتقي مرة أخرى في المعسكرات المقبلة"، مشيدا بمهاجمه موراتا رغم إهداره الركلة الترجيحية التي أخرجت إسبانيا من البطولة، وقال: "ألفارو رائع، أراد أن ينفذ ركلة الجزاء رغم أنه عاش أوقاتا صعبة في هذه المسابقة. لقد كان ممتازا، سجل هدف التعادل لكن لم يحالفه الحظ في الركلات الترجيحية".

ولخص القائد لاعب الوسط سيرجيو بوسكيتس الإقصاء بقوله: "للأسف، كنا نود ألا تنتهي بطولتنا اليوم (الثلاثاء)، لكن هذه هي كرة القدم كذلك. كنا الأفضل خلال معظم المباراة. يمكننا أن نفخر، وأشعر بالفخر لزملائي في الفريق. الكل كان يرشح إيطاليا، لكننا أظهرنا أننا الأفضل".

وتابع بوسكيتس: "اكتسب اللاعبون الشباب الثقة في هذه البطولة، وسيعود هذا المنتخب بقوة. لا يزال هناك عام ونصف قبل كأس العالم، لكننا على الطريق الصحيح، لدينا منتخب كبير، حتى لو لم نتوج مثلما كنا نتمنى"، وتجنب الحديث عن مستقبله الدولي، وقال: "الآن ليس الوقت المناسب للتفكير بي. حان الوقت للحزن والفخر في الوقت ذاته".

أما القائد الثاني جوردي ألبا فذكر "انها ضربة قاسية. كنا نستحق أفضل قليلا. هكذا الأمر مع ركلات الترجيح. في اليوم الآخر، فزنا (في ربع النهائي ضد سويسرا)، وهذه المرة خسرنا. أنا فخور جدا بزملائي في الفريق والجهاز الفني... شكلنا مجموعة رائعة، وأثبتنا أنها جاهزة لكأس العالم".

back to top