إسبانيا تُسقِط سويسرا بركلات الترجيح

نشر في 04-07-2021
آخر تحديث 04-07-2021 | 00:02
حجز المنتخب الإسباني بطاقة العبور إلى الدور قبل النهائي لبطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم، عقب تغلبه على نظيره السويسري 3-1 بضربات الترجيح في دور الثمانية.
وضعت إسبانيا حاملة اللقب ثلاث مرات حداً لمشوار سويسرا المثير، وبلغت الدور نصف النهائي من كأس أوروبا لكرة القدم، عندما تغلبت عليها 3-1 بركلات الترجيح، بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والاضافي، أمس الأول، في سان بطرسبورغ في ربع النهائي.

وخاضت سويسرا الدور ربع النهائي للبطولة القارية للمرة الاولى في تاريخها، والاولى في بطولة كبرى منذ 67 عاما، بعد إقصائها فرنسا بطلة العالم في أكبر مفاجآت الدور ثمن النهائي.

وحافظت إسبانيا على سجلها مثاليا ضد سويسرا، إذ سقطت امامها مرة يتيمة في 23 مباراة، كانت في دور المجموعات من مونديال جنوب إفريقيا 2010 بهدف نظيف، أشعلت رغبة منتخب "لا روخا" بالتعويض ليمضي ويحصد لقبه الوحيد في تاريخه بكأس العالم.

وكانت هذه المرة الاولى التي يلتقي فيها المنتخبان في كأس أوروبا.

وفشلت سويسرا في فك عقدة ربع النهائي في بطولة كبرى، إذ انتهى مشوارها عند هذا الدور للمرة الرابعة بعد كأس العالم 1934، و1938 و1954 عندما خسرت أمام النمسا 5-7 في أعلى مباراة تهديفية في تاريخ المونديال.

وكان المنتخبان تأهلا للدور ربع النهائي الاثنين الماضي في يوم دراماتيكي الأكثر إثارة في البطولة القارية.

بعد أن تأخرت 3-1 أمام فرنسا، سجل رجال بتكوفيتش هدفين في الدقائق التسع الاخيرة، وفرضوا شوطين إضافيين، قبل ان يحتكم الفريقان لركلات الترجيح التي حسمتها سويسرا 5-4، عندما تصدى سومر للركلة الأخيرة لكيليان مبابي.

أما إسبانيا فكادت تهدر تقدمها 3-1 أمام كرواتيا وصيفة بطلة العالم، عندما سجلت الاخيرة هدفين في الدقيقة 85 والوقت بدل الضائع لتفرض التمديد. إلا ان منتخب "لا روخا" حسم الامور بهدفين في الشوط الاضافي الاول لألفارو موراتا وأورياسابال (5-3).

غياب القائد تشاكا

وافتقدت سويسرا في المباراة أحد أبرز عناصر تشكيلتها، لاعب الوسط غرانيت تشاكا الذي حصل على جائزة "رجل المباراة" ضد فرنسا، بسبب الإيقاف.

وأجرى المدرب لويس إنريكي، الذي سجل أول أهدافه الدولية في فوز اسبانيا (3- صفر) على سويسرا بالذات في الدور ثمن النهائي لمونديال 1994، تغييرين على التشكيلة التي بدأت ضد كرواتيا، كليهما في خط الدفاع، إذ دفع بباو توريس بدلا من إريك غارسيا، في حين عاد ظهير ايسر برشلونة جوردي ألبا بدلا من خوسيه لويس غايا.

أما التغيير الوحيد على تشكيلة سويسرا فكان اضطراريا للاعب وسط بوروسيا مونشنغلادباخ الالماني زكريا بدلا من تشاكا.

وأمام 20 ألف متفرج في ملعب "غازبروم أرينا"، افتتحت إسبانيا بطلة 1964، و2008 و2012 التسجيل عندما وصلت الكرة الى ألبا إثر ركنية من كوكي، تابعها "على الطائر" منخفضة بيسراه من خارج المنطقة، حاول زكريا تشتيتها الا أنها تابعت طريقها الى المرمى (8).

ولم يشكل المنتخبان خطورة كبيرة على المرمى في الشوط الاول في ظل افضلية اسبانية، كانت ابرزها رأسية لسيسار أسبيليكويتا إثر ركنية من كوكي تصدى لها سومر (25)، وكانت التسديدة الوحيدة بين الخشبات الثلاث في الشوط الاول، في حين لم تحقق سويسرا أيا منها.

وكاد زكريا أن يعوّض خطأه عندما تابع برأسه الكرة من ركنية مرت قريبة من القائم الايمن (56).

وانتظرت سويسرا حتى الدقيقة 64 لتسدّد للمرة الاولى على المرمى بعد تبادل مميز للكرة بين البديل فارغاس وستيفن زوبر، وصلت الى الاخير داخل المنطقة تابعها من زاوية ضيقة قرب القائم الايمن تصدى لها سيمون (64).

واستفاد فرويلر من سوء تفاهم بين قلبي دفاع اسبانيا أيميريك لابورت وباو توريس ليقتنص الكرة ويمررها خالصة الى شاكيري الذي أسكنها على يمين سيمون (68)، ليصبح أفضل هداف لمنتخب بلاده في تاريخ البطولة القارية (4 أهداف).

طرد فرويلر

وتلقت سويسرا ضربة موجعة بطرد فرويلر (77) لتدخل على مورينو الذي دخل بديلا لموراتا بعد عشر دقائق من انطلاق الشوط الثاني.

وفرض سومر نفسه بطلا للشوط الاضافي الاول بعد أن أنقذ مرماه من فرص خطيرة، أولها لألبا الذي وصلت إليه كرة من اورياسابال فوق المدافعين، فصوبها نحو الشباك فحولها السويسري الى ركنية ليتصدى مجددا لرأسية ماركوس يورنتي عن الكرة الناتجة عنها (96)، قبل أن يبعد تسديدة أخرى من مورينو (101) ومحاولة قوية من اورياسابال بيسراه من داخل المنطقة (104).

واستمر الضغط الإسباني في الشوط الاضافي الثاني عبر البديل داني أولمو بعد أن تابع كرة "على الطائر" اثر تمريرة من ألبا استقرت بين يدي سومر (111)، قبل أن تعلو كرته العارضة من مسافة قريبة (112).

وكان ماريو غافرانوفيتش اللاعب السويسري الوحيد الذي سجل ركلته الترجيحية، في حين ارتدت كرة قائد إسبانيا سيرجيو بوسكتس من القائم، وتصدى سومر لكرة رودري الذي أدخله إنريكي في الدقيقة الاخيرة من الشوط الاضافي الثاني، في حين سجل أولمو ومورينو محاولتيهما.

إنريكي: تحلينا بالهدوء

ذكر مدرب منتخب إسبانيا لويس انريكي أنه لم يكن يشعر بالقلق إطلاقا خلال ركلات الترجيح التي ابتسمت لمنتخب بلاده على حساب سويسرا في ربع نهائي كأس أمم أوروبا.

وقال انريكي: "لم أشعر بالقلق، لقد كانت أهدأ ركلات ترجيح في حياتي، وأبلغت اللاعبين أن عليهم بالهدوء، واتحت لهم حرية اختيار من سيسدد الركلات. الآن يمكنني أن أقول بصدق وبدون مبالغة ان ما تحقق كان أمرا كبيرا، الآن نحن أحد أربعة منتخبات يمكنها الفوز بلقب يورو 2020... لذلك علينا أن نستمتع بالانتصار، وأن نركز على التعافي بدنيا قبل المواجهة المرتقبة أمام إيطاليا".

وعن تغيير موراتا، ودخول جيرارد مورينو، أوضح: "لقد قمت بتغييره لأنه كان يشعر بضغط كبير... أشكر الرب أن موراتا لم يفشل أو يهدر فرصة، لأن الصحافيين كانوا سيهاجمونه كثيرا... جيرارد مورينو لم يسجل كذلك، من حسن الحظ أن موراتا لم يكن من أهدر تلك الفرصة وإلا لكنتم ستقتلونه".

من جانبه، أفاد حارس المرمى الإسباني سيمون، الذي ارتكب هفوة في الفوز على كرواتيا في ثمن النهائي، لكنه قدم مباراة جيدة أمام سويسرا، "كما كان علينا أن نمحو ذاكرة ذلك الخطأ في المباراة الاخيرة، علينا أن ننسى سريعا هذا الفوز، لأننا نواجه خصما صعبا تاليا".

وتابع حارس مرمى أتلتيك بلباو، الذي اختير "نجم المباراة"، "صراحة، كنت لأمنح (الجائزة) ليان سومر، يجب أن ندخل الدور نصف النهائي بمعنويات مرتفعة وبثقة عالية ورؤوسنا مرفوعة. يجب أن نفوز باليورو الآن".

بيتكوفيتش: نغادر مرفوعي الرأس

قال مدرب منتخب سويسرا فلاديمير بيتكوفيتش إن فريقه يمكنه مغادرة بطولة أوروبا لكرة القدم مرفوع الرأس، بعد الخروج أمام إسبانيا بركلات الترجيح من دور الثمانية.

وأوضح بيتكوفيتش أن اللاعبين كانوا أبطالا هذا اليوم، واستحقوا الوصول للدور قبل النهائي. لا يمكنني التذمر، وأرفع القبعة لجميع أعضاء الفريق"، متابعا: "لدي مشاعر مختلطة. أنا فخور جدا، بإمكاننا أن نكون كذلك جميعا، كنا قريبين جدا من نصف النهائي، وهذا لا يحصل غالبا. لدي مشاعر ايجابية اكثر منها سلبية".

وأفاد بأنه لا يمكنه أن يلوم روبن فارغاس، الذي سدد ركلة الترجيح فوق العارضة، قائلا إن لاعبه أظهر قوة ذهنية بقبول تسديد الركلة، بعد مباراة طاحنة وطويلة، مضيفا: "استنزفنا كل قوانا ونفدت طاقتنا، ركلات الترجيح تعتمد على جزء كبير من الحظ، ولم يحالفنا في هذه المرة".

وأشار إلى أنه لم يشاهد العرقلة، التي تسببت في طرد ريمو فرويلر، الذي صنع هدف التعادل، لكنه يعتقد أنها مخالفة بسيطة ضد جيرارد مورينو.

back to top