واجهتنا البحرية...الجمال المفقود

نشر في 02-07-2021
آخر تحديث 02-07-2021 | 00:07
 د. عبد الأمير الفرج يوم الجمعة الماضي انتشر مقطع فيديو لمواطن كويتي يحذر فيه من وجود قواعد خرسانية أسمنتية في عرض البحر في شمال الجزيرة الجنوبية من جسر جابر، وأنها تشكل خطورة على رواد البحر وأصحاب القوارب؛ حيث تضرر منها نحو 25 قارباً.

وأعتقد أن حالة التعدي على البحر هذه ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، ما لم تتخذ إجراءات حكومية جادة للحد منها، فهناك حالات أخرى شهدت اعتداءات على بيئتنا البحرية وشواطئنا وجون الكويت، ولا تزال أغلب هذه الشواطئ والسواحل تعاني بسبب قيام بعض المرتادين بإلقاء النفايات والمخلفات، من زجاجات الماء الفارغة والعصائر وعلب البلاستيك، إضافة إلى ما يُلقى من زيوت ودهون في مجارير الأمطار ومناهيل الصرف الصحي والصناعي، مما يدل على غياب الرقابة والوعي وضعف الإحساس بالمسؤولية، وهو ما يتسبب في تشويه جمال هذه الشواطئ وتلوث البيئة البحرية، ويلحق الأضرار بالثروة السمكية والكائنات البحرية ونفوق الأسماك.

إن المطلوب من الحكومة ومجلس الأمة المبادرة إلى حماية شواطئنا مما تتعرض له، من خلال سنّ قوانين رادعة وعقوبات صارمة تحد من هذه الظواهر المؤسفة، وأن تسارع الجهات المعنية إلى إجراء تحقيق عاجل عن المتسبب في حادثة إلقاء القواعد الخرسانية الأسمنتية الأخيرة في شمال الجزيرة الجنوبية من جسر جابر، فمثل هذه الاعتداءات على البحر لا يمكن السكوت عنها، ولا بد من إطلاق حملات توعوية عن أضرار تلوث الحياة البحرية، وإعطاء المواطنين والمقيمين صورة واضحة ودقيقة عن الآثار السلبية الناتجة عن التخلص غير الصحيح من النفايات على شواطئ البحر، وإيجاد بدائل أخرى للتخلص من النفايات، ووضع خطة وطنية شاملة على مستوى الدولة لمواجهة هذا التلوث البحري، والالتزام بقانون البحار والمحيطات، الذي يهدف إلى سلامة البيئة البحرية وحمايتها، ومتى ما اتخذنا مثل هذه الخطوات الجادة، فإننا سنعيد إلى واجهاتنا البحرية وبيئتها جمالها المفقود، ونحمي الجميع من مخاطر وأضرار لا تحمد عقباها.

وقفة: الكويت عضو في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار والمحيطات، ومن أهم أهدافها حماية البيئة البحرية أو الأفراد، وتنص في إحدى موادها على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق بمشاركة الجهات المختصة، خصوصاً فيما يتعلق بالبحث والإنقاذ البحري.

د. عبد الأمير الفرج

back to top