«متمردو تيغراي» يوسعون سيطرتهم وأديس أبابا تهددهم بالعودة
حكومة أحمد تربط الانسحاب من الإقليم بالتركيز على «النهضة»
قال المتحدث باسم فريق العمل الحكومي الإثيوبي، المعني بإقليم تيغراي، رضوان حسين، أمس، إنه بمقدور الجيش العودة إلى ميكلي عاصمة الإقليم، في غضون 3 أسابيع إذا لزم الأمر.وأكد حسين انسحاب جنود ومقاتلين إريتريين كانوا انضموا إلى صف الحكومة الفدرالية الإثيوبية بعد تعرض قواعدها لهجوم واسع من "قوات دفاع تيغراي" التابعة للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، واصفا وقف إطلاق النار، الذي أعلنته أديس أبابا من جانب واحد، بأنه قرار سياسي "اتُّخذ لأسباب إنسانية".وقال رضوان إن أديس أبابا تريد التركيز على سد النهضة والتهديدات الخارجية التي تحيط به. وقال رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد إن الجيش انسحب من ميكيلي لأنها لم تعد "محورا للصراعات"، وإن "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" لم تعد تشكل خطراً على البلاد.
من ناحيته، حذر الجيش الإثيوبي قوات تيغراي من إعادة تنظيم صفوفها، قائلا إن رده على ذلك "سيكون هائلا"، وقال اللفتنانت جنرال باشا ديبيلي: "أقول لهؤلاء الذين قالوا إن بإمكانهم إعادة تنظيم صفوفهم، لن تمروا شبرا واحدا"، مضيفا: "إذا حاولوا استفزازنا فسيكون ردنا هائلا، وسيكون أكبر من المرة السابقة".وهذا أول تصريح عام يصدره أي مسؤول بالحكومة الاتحادية في إثيوبيا منذ سيطرة "قوات تيغراي" على ميكيلي، في تحول كبير للأحداث بعد صراع استمر 8 أشهر، وأودى بحياة الآلاف.وبحسب شهود عيان سيطر متمردو الجبهة على ميكيلي وبلدة شاير، مؤكدين انسحاب القوات الإريترية من هذه البلدة القريبة من الحدود الشمالية مع إريتريا.وجاء في مذكرة تقييم للوضع الأمني نشرتها الأمم المتحدة، أن القوات الإثيوبية والإريترية تخلت عن نقاط التفتيش التابعة لها في شاير، كما فرت كذلك السلطات الانتقالية المعينة.ولجأ إلى مدينة شاير مئات آلاف النازحين من مناطق أخرى في تيغراي، وتشير المذكرة إلى أن العمليات الإنسانية متواصلة بعد سيطرة المتمردين عليها.وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن استيلاء المتمردين على ميكيلي جاء في أعقاب سلسلة من انتصاراتهم بالمناطق الريفية المحيطة خلال الأيام العشرة الماضية، لكنها كانت مدفوعة أيضا بحسابات رئيس الوزراء آبي أحمد الخاطئة. وأشارت الصحيفة إلى أن "قبضة الحكومة في ميكيلي كانت تضعف باستمرار الأشهر الأخيرة، وفقا لمسؤولين بالحكومة. فقد انشق ضباط من الشرطة وانضموا للثوار واختفوا مع أسلحة أو سيارات أو حتى سجناء أخرجوا من السجن، كما تسلل الأطباء الشباب من مستشفى آيدر بالمدينة، الذي عالج المدنيين المصابين بالغارات الجوية الإثيوبية، وانضموا إلى الثوار".وكان جيتاشيو رضا، المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، قال أمس الأول إن قوات تيغراي "تسيطر على 100 في المئة من ميكيلي"، واصفا إعلان وقف إطلاق النار بأنه "مزحة"، وهدد بملاحقة حلفاء القوات الحكومية داخل إقليم أمهرة (الإثيوبي) والحدود الإريترية.وأمس، قال رضا إن القوات الحكومية أُجبرت على الانسحاب، بعد تعرضها لهزيمة عسكرية، واصفاً تصريحات أبي أحمد بأنها "كذب".وتحارب الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وهي حزب سياسي قائم على أساس عرقي، هيمن على الحياة السياسية في إثيوبيا لنحو ثلاثة عقود، الحكومة المركزية منذ أوائل نوفمبر.وخاضت إريتريا حربا عنيفة مع إثيوبيا بين 1998 و2000، عندما كانت الجبهة تهيمن على الحكومة المركزية الإثيوبية، وتعتبر اريتريا الجبهة عدوا لدودا.وأفادت مجموعة الأزمات الدولية بأن "قوات الدفاع عن تيغراي تسيطر حاليا على الجزء الأكبر من الإقليم، بما فيه المدن الرئيسية".وقال كبير محلليها وليام دافيسون إن هذه القوات حققت هذه المكاسب "بشكل رئيسي من خلال الدعم الشعبي الشامل والاستيلاء على الأسلحة والإمدادات من خصومها".وذكرت الأمم المتحدة ان ما لا يقل عن 350 ألفا في الإقليم يواجهون مجاعة، ويحتاج 5 ملايين آخرين لمساعدات غذائية عاجلة، في أسوأ أزمة غذاء عالمية في 10 سنوات.وأصدر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد بيانا رحب فيه بـ "وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية"، كما فعلت حكومات الصين وفرنسا والإمارات، إلا أن الولايات المتحدة رحبت بحذر.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس إن "إعلان حكومة إثيوبيا عن وقف أحادي الجانب للنار في تيغراي يمكن أن يشكل خطوة إيجابية إذا أعقبته تغييرات على الأرض لإنهاء النزاع والفظائع، والسماح بحرية المساعدات الإنسانية"، مضيفا: "ندعو جميع الأطراف إلى التزام بوقف نار فوري وغير محدود ومتفاوض عليه، أولويتنا هي الاستجابة للوضع الإنساني العاجل".