إيران تنجو من مجزرة علماء نوويين

إحباط محاولة لتفجير قنبلة بـ «درون» صغيرة في مبنى لـ «المنظمة الذرية»
نجاح الهجوم كان سيودي بحياة نحو 100 من الكوادر الذرية وينسف مفاوضات فيينا
عرقلة روسية في «بوشهر» تثير تخوف طهران من ضغوط تبلورت عليها في قمة بايدن ـ بوتين

نشر في 24-06-2021
آخر تحديث 24-06-2021 | 00:10
أنصار الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي يهتفون في ضريح الإمام الرضا في مدينة مشهد شمال شرق إيران
أنصار الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي يهتفون في ضريح الإمام الرضا في مدينة مشهد شمال شرق إيران
في توقيت حساس بالنسبة إلى مفاوضات فيينا النووية، نجا ما يزيد على 100 من كبار علماء ومهندسي إيران النوويين من تفجير قنبلة بمبنى تابع لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، في مدينة كرج (غرب طهران)، حسبما علمت «الجريدة».

والهجوم، الذي أعلنت السلطات الإيرانية إحباطه دون الكشف عن أي تفاصيل أخرى، هو الأول من نوعه منذ فوز الأصولي المتشدد إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية، وهو الأول كذلك منذ رحيل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن السلطة وتسلم حكومة ائتلاف متنوعة زمام الأمور في تل أبيب.

وكان من شأن نجاح هذا الهجوم، بحسب تقديرات المصدر، نسف مفاوضات فيينا حول إعادة الاتفاق النووي من أساسها، أو على الأقل القضاء على محاولات التوصل لاتفاق قبل مغادرة حكومة الرئيس حسن روحاني في أغسطس المقبل.

اقرأ أيضا

كما تأتي محاولة التفجير، بالتزامن مع كشف واشنطن عن فشل محاولة إيرانية لإطلاق قمر صناعي.

وكانت تقارير عدة ذكرت، في السابق، أن تشويشاً أميركياً أفشل عدة محاولات إيرانية لإطلاق أقمار صناعية.

وقال مصدر في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، لـ«الجريدة»، إن الأجهزة الأمنية تمكنت من كشف قنبلة كانت مزروعة منذ مدة طويلة تحت أحد أساسات المبنى المستهدف، الذي يقع في منطقة كردان.

وكشف المصدر أن المبنى كان يستضيف اجتماعاً لكبار علماء إيران النوويين، وأن عملاء حاولوا تفجير القنبلة باستخدام «كوادكوبتر» (درون صغيرة) مزودة بجهاز تفجير لاسلكي، موضحاً أن الأجهزة الأمنية شكّت بالمسيّرة، التي ظهرت في أجواء المبنى بمجرد بدء الاجتماع، فتم إثر ذلك إصدار أوامر عاجلة لفض اللقاء وإجلاء جميع العلماء النوويين من الموقع.

وما إن بدأت قوات الأمن بإطلاق النار على «الكوادكوبتر» لإسقاطها، علِقت المسيرة الصغيرة بين كابلات الكهرباء والأشجار التي تحيط بالمكان، ولم يتمكن مسيّروها من تقريبها إلى المبنى لتنفيذ مهمتهم.

وحسب المصدر، فإن «فرق مكافحة التفجير توجهت إلى الموقع، على الفور، وبعد إنزال الدرون تبين أنها مجهزة بجهاز لاسلكي للتفجير، وبعد الكشف على المبنى بشكل دقيق تبين أن هناك قنبلة مزروعة تحت أحد الأعمدة الأساسية لصالة الاجتماعات، منذ زمن طويل، لربما منذ بناء المبنى أو ترميمه».

وقال المصدر إن الأجهزة الأمنية حاولت إلقاء القبض على منفذي العملية، الذين كانوا يسيّرون الطائرة الصغيرة، لكنهم لاذوا بالفرار.

واكتفت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية بالقول إن سلطات البلاد أحبطت محاولة تخريبية استهدفت مبنى لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، مضيفة أن الهجوم لم يسفر عن سقوط ضحايا أو تسجيل خسائر مادية، ولم يؤثر على أنشطة إيران النووية.

وقالت وكالة «نورنيوز» للأنباء، وهي مقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إن «التحقيقات جارية للتعرف على الجناة وتحديد ملابسات الواقعة».

وذكرت قناة «برس تي في» الإيرانية الناطقة بالإنكليزية أن «المحاولة العدوانية وقعت في وقت مبكر، أمس، لكنها لم تسفر عن أي ضحايا أو أضرار، بفضل التدابير الأمنية المشددة التي فُرضت بعد أعمال تخريب مماثلة استهدفت مواقع وعلماء نوويين إيرانيين».

ولم تقدم وسائل الإعلام الإيرانية أي تفاصيل بشأن المبنى المستهدف ومكانه، أو طبيعة الهجوم، الذي يأتي في وقت تخوض طهران والقوى الكبرى المرحلة الأخيرة من مباحثات إحياء الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة بشكل أحادي قبل 3 أعوام.

واتهمت إيران إسرائيل بشن هجمات عدة على منشآت مرتبطة ببرنامجها النووي واغتيال علمائها النوويين في السنوات الماضية. ولم تنف إسرائيل أو تؤكد صحة الاتهامات.

إلى ذلك، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، إنها على علم بالتطورات الأخيرة فيما يخص الإغلاق المؤقت لمحطة بوشهر للطاقة النووية، جنوبي إيران، وهي على تواصل مستمر مع نظرائها الإيرانيين.

وذكرت الوكالة، في بيان، أنها تلقت معلومات من طهران تفيد بأن الإغلاق المؤقت للمحطة كان بسبب مشكلة فنية في المولد الكهربائي.

وكان مصدر رفيع المستوى كشف، لـ «الجريدة»، أن سبب توقف هذه المحطة عن العمل لم يكن أعمال الصيانة الدورية، بل امتناع روسيا عن تزويد طهران باليورانيوم، الذي يحتاج إليه هذا المعمل، متذرعةً بالديون المتراكمة على إيران، وعدم إمكانية تحويل الأموال بسبب العقوبات، في خطوة أثارت شكوكاً إيرانية من أن تكون موسكو قد تعهدت بالتضييق على إيران، في القمة الأخيرة التي عقدت بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين في فيينا.

back to top