ماذا عن عودة الطلبة للمدارس والكليات والمعاهد؟

نشر في 22-06-2021
آخر تحديث 22-06-2021 | 00:08
التحدي الحقيقي لوزارتي التربية والتعليم العالي يكمن في الحرفية والمهنية والمصداقية التي تدار بها العودة لمقاعد الدراسة، وبالمنهجية الميدانية التي على مؤسسات التعليم القيام بها مصحوبة ببرنامج توعوي للمجتمع والطلبة والكوادر التعليمية والإدارية وموظفي الخدمات في كيفية التعامل مع الوباء بمسؤولية أخلاقية وطنية في اتباع الإرشادات والتدابير الوقائية للحماية من المرض.
 أ. د. فيصل الشريفي من المتوقع عودة الدراسة إلى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا في المدارس والكليات والمعاهد مع بداية العام الدراسي القادم 2021-2022م، وقد تكون هذه العودة مشروطة بالمعطيات والمؤشرات الخاصة بخطورة الوباء، إلا أن هذه العودة ستدخلنا في دوامة الاختبارات الورقية ذاتها، وما صاحبها من رفض شعبي لولا صمود وزارة التربية، وما بذلته من جهود وتدابير احترازية ساهمت بشكل كبير في إقناع مجلس الأمة بالتصويت مع قرار وزارة التربية.

عودة الدراسة النظامية خلال شهر سبتمبر لن تكون بالأمر السهل ما لم تعلن وزارة التربية ووزارة التعليم العالي خطتهما في وقت مبكر، كما فعلت معظم دول العالم، ومن ضمنها الدول الخليجية التي سبقتنا بوقت طويل، بإقرار برنامجها التشغيلي لعودة الدراسة في مؤسساتها التعليمية.

من الواضح أن فيروس كورونا وتوابعه المتحورة لن تسمح للعالم بالتقاط أنفاسه، وسيظل الوباء موجوداً فترات طويلة رغم كل التدابير الوقائية والعلاجية التي قامت بها دول العالم، مما وضع أغلب شعوب العالم أمام حتمية التعايش مع الوباء، لذلك على وزارتي التربية والتعليم العالي وضع خطة وبرنامج عمل لعودة الدراسة مقترنة بدرجات الخطورة، ومن المؤشرات الصحية المرتبطة بعدد الإصابات والوفيات ونسبة الحالات الإيجابية من عدد الفحوصات.

لقد أبهرني ما وجدته على موقع وزارة التربية الإماراتي والقطري من معلومات دقيقة وإرشادات وتعليمات فائقة الوضوح تناولت الكثير من المعلومات والتوجيهات الإرشادية، بحيث لم أجد مساحة للتساؤل، فالمسؤوليات محددة والإجراءات أكثر وضوحاً، لذلك لم أستغرب من حالة الثقة التي يشعر بها مواطنوهم وامتثالهم لتوجيهات السلطات الصحية.

العمل على كسب ثقة وطمأنة الطلبة وأولياء أمورهم والكوادر التعليمية والإدارية لا يمكن الحصول عليه ما لم تتحمل مؤسسات التعليم مسؤولياتها تجاه توفير بيئة صحية آمنة لعودة الدراسة النظامية إلى ما كانت عليه قبل الجائحة من خلال تطبيقها تدابير وإجراءات احترازية تسمح بمراقبة الحالة الصحية للوباء داخل المنشآت التعليمية وخارجها.

التحدي الحقيقي لوزارتي التربية والتعليم العالي يكمن في الحرفية والمهنية والمصداقية التي تدار بها العودة لمقاعد الدراسة، وبالمنهجية الميدانية التي على مؤسسات التعليم القيام بها مصحوبة ببرنامج توعوي للمجتمع والطلبة والكوادر التعليمية والإدارية وموظفي الخدمات في كيفية التعامل مع الوباء بمسؤولية أخلاقية وطنية في اتباع الإرشادات والتدابير الوقائية للحماية من المرض.

ودمتم سالمين.

back to top