خاص

أحمد الخباز لـ الجريدة•: لقاحا «فايزر» و«أكسفورد» لا يؤثران على «DNA» ونتوقع التطعيم سنوياً

«لا فرق بين الترخيص للاستخدام الطارئ والعام في الدراسات والأمان إنما فقط في الترتيب»

نشر في 21-06-2021
آخر تحديث 21-06-2021 | 00:05
 رئيس وحدة الحساسية والمناعة الإكلينيكية في مستشفى مبارك الكبير الاستشاري د. أحمد الخباز
رئيس وحدة الحساسية والمناعة الإكلينيكية في مستشفى مبارك الكبير الاستشاري د. أحمد الخباز
أكد رئيس وحدة الحساسية والمناعة الإكلينيكية في مستشفى مبارك الكبير الاستشاري د. أحمد الخباز، أن التطعيم ضد فيروس "كورونا" هدفه تدريب جهاز المناعة وتكوين المضادات اللازمة لقتله وخلق ذاكرة مناعية ضده، وكل التطعيمات تشترك بهذه الخاصية، لكنها تختلف بطريقة تعرف جهاز المناعة على الفيروس، مبيناً أن (mRNA) لا تؤثر على (DNA) إطلاقاً.

وقال الخباز، لـ"الجريدة"، "إن الفرق بين آلية عمل تطعيم "فايزر" و"أكسفورد" داخل الجسم هي في طريقة تعرّف جهاز المناعة على الفيروس، فهذا الجهاز كي يتعرف عليه دون أن يصاب الإنسان بالمرض يتم فيه إعطاء أقسام غير نشيطة من الفيروس للإنسان، وليس لها القدرة على التسبب بالمرض، مردفاً: وفي "كورونا" يسمى هذا بالشوكة أي قسم محدد من الفيروس يتم استخدامه للدخول إلى خلايا الجسم.

وأضاف أنه بالنسبة لتطعيم أكسفورد "Viral Vector Vaccine" تستخدم تقنية تقليدية بحيث يتم لصق الشوكة البروتينية من فيروس كورونا على فيروس حامل يسمى "ادينوفيروس" وهو فقط يصيب فصيلة "الشمبانزي" وليس له القدرة على التسبب بالمرض لدى البشر.

وبين أن هذا الفيروس يعمل كناقل للشوكة إلى داخل خلايا جسم الإنسان، حيث يتعرف جهاز المناعة عليها ويكون المناعة ضدها، فإن حصلت العدوى الحقيقية تكون المناعة لديها التدريب الكافي للتخلص من الفيروس بسرعة من خلال إنتاج أجسام مضادة وتكوين ذاكرة مناعية.

تطعيم فايزر

ولفت إلى أنه في تطعيم فايزر "mRNA Vaccine" لا يتم إدخال الشوكة بذاتها إنما يتم إدخال شفرة الشوكة داخل الخلية، وهنا تقوم الخلية بنسخ الشفرة عن طريق mRNA وصنع بروتين الشوكة الخاص بفيروس كورونا، ومن بعد يتعرف جهاز المناعة عليه ويكوّن المضادات اللازمة للحماية من فيروس كورونا.

وأشار إلى أن هناك لغطاً كبيراً لدى البعض بأن mRNA تؤثر على DNA، مؤكداً أنه لا تدخل النواة التي تحتوي على DNA إطلاقاً إنما هي بمنزلة الوصفة التي عن طريقها تصنع الخلية بروتين الشوكة حتى تنتج أجساماً مضادة لمكافحة الفيروس.

تأخر الجرعة الثانية

ورداً على سؤال ما إذا كان التأخير في الجرعة الثانية للقاح أكسفورد يقلل من فعاليته، أوضح أنه لم يثبت أن التأخير مدة قصيرة يؤثر على فعالية التطعيم، بل يوجد دليل على أنه يزيد الفعالية في حالة تطعيم أكسفورد بالتحديد إذا كان ثلاثة أشهر، لكن ليس من المعلوم في هذا الوقت التأثير على الفعالية، إن تأخر التطعيم أكثر من ستة أشهر.

وأشار الخباز إلى "بند الاستخدام الطارئ للقاحات" الذي تم تداوله أخيراً، قائلاً، إن بند الاستخدام الطارئ يعني أن اللقاح أكمل الدراسات الأولية في المختبر، وأكمل أيضاً المراحل الثلاثة للفاعلية والأمان على البشر بعدد كبير، وهناك حاجة إليه بشكل مستعجل، إضافة إلى أن الشركة المنتجة ملزمة بالإخطار بأي آثار جانبية تحصل خلال التطعيم.

وأوضح أنه لايوجد فرق بين الترخيص للاستخدام الطارئ والترخيص العام في الدراسات والأمان، إنما الفرق فقط في الترتيب، أي بمعنى أن الاستخدام الطارئ يعني الموافقة والإنتاج في وقت واحد، مستطرداً: لكن في الحالة العادية لايوجد إنتاج إلا بعد الحصول على الموافقة.

الصدمة التحسسية

وبشأن المخاوف التي لدى مرضى الحساسية من التطعيم، أفاد الخباز بأن الحساسية ليست مرضاً واحداً ولا درجة واحدة، فهناك حساسيات أنفية وصدرية وجلدية وغذائية ودوائية، مضيفاً أن هناك أيضاً حالات خفيفة جداً وحالات تشكل خطراً على الحياة تسمى الصدمة التحسسية، التي تشمل ضيق النفس وهبوط الضغط بسبب التحسس للأكل أو الدواء.

وأوضح أن التحذير الوحيد الذي تم إصداره في بداية التطعيم هو للحالات التي لديها الصدمة التحسسية، بسبب عدم معرفة السبب، لكن بعد عدة شهور تم التعرف على السبب وهو ماده تسمى PEG" Polyethylene Glycol".

وتابع أنه مع زيادة عدد التطعيمات إلى الملايين، وبعد تقصي الحالات وجد أن التحسس مع التطعيم نسبته أقل من 1 في المئة وهذا يشبه احتمال التحسس مع العينات والأدوية الأخرى، مؤكداً أنه لم يصل التحسس في أي حالة إلى الوفاة، لذلك تم إلغاء التحذير والسماح بالتطعيم لجميع الحالات إلا التي تتحسس بشكل خطير مع الجرعة الأولى من التطعيم.

التطعيم سنوياً

وبسؤاله ما إذا كنا سنحتاج إلى التطعيم سنوياً أجاب بأنه في الفترة القريبة والسنوات المقبلة لن نتمكن من الحصول على المناعة العالمية ضد "كورونا" لذا من المتوقع أن يكون التطعيم سنوياً.

واستطرد أنه "يجب تقبّل أن كوفيد 19 فيروس جديد والجائحة لم تنته إلى حد الآن وهو في حال تحور مستمر ومتوقع لذلك توجد الكثير من المجهولات التي ستتم معرفتها بتقدم الوقت والتجربة، لكن الواضح حالياً أن المناعة بعد التطعيم أو الإصابة ثم التطعيم تمتد فترة طويلة لا تقل عن ستة أشهر وقد تصل إلى 11 شهراً.

المتحور الهندي

وعن المتحور الهندي وما إذا كانت اللقاحات المعتمدة من وزارة الصحة لديها فاعلية ضده، أكد أن فيروس كورونا من نوع فيروسات RNA وهي بطبيعتها تتحور أسرع من الفيروسات الأخرى وحتى الآن تم رصد أكثر من 14 تحوراً فقط اثنان منها تبين أنهما تغيرا للأسوأ.

وقال إن المتحور الهندي يعتبر تحوراً مزدوجاً أي انه يحوي تحورين وسمي (B1617) وهذا التحور يجعل الفيروس يلتصق بالجسم بطريقة أقوى ويتكاثر بشكل أسرع كما أنه يقلل من رد فعل المناعة والأجسام المضادة في المصاب مما يحتمل إعادة الإصابة بالمستقبل.

ولفـــــت الخــــبــــاز إلـــــى أنــــه لا توجد إلى حد الآن دراسات على المتحور الهندي لكن تؤكد الأوساط العلمية بأن التطعيم يحمي على الأقل من الإصابات الشديدة أو الوفيات.

الفطر الأسود ينشط بوجود العدوى

أفاد د. الخباز بأن الفطر الأسود «ميكورمايكوسيس» مرض غير معد ويصاب به المريض بضعف المناعة ويتعرض له بالاستنشاق خصوصاً في البيئة الملوثة.

وأشار إلى رصد زيادة الإصابة بالفطر الأسود في بعض الحالات المصابة بفيروس كورونا وهو ليس فيروساً لكنه ينشط في وجود العدوى وضعف المناعة لأسباب كثيرة والأشخاص الذين يأخذون جرعات عالية من الكورتيزون أو مصابون بالسكر أو السرطان ويتم علاجه والتحكم به بمضادات خاصة.

تطعيم الأطفال ليس أولوية

عن التوجه لتطعيم الأطفال ذكر د. أحمد الخباز أنه وفق التوصيات الحديثة من هيئة الرقابة الدوائية الأميركية، فإن فئة الأطفال ليست في الأولوية بسبب عدم وفرة التطعيم، كذلك بسبب الدراسات والملاحظات التي تدل على أن الأطفال أقل من عمر 12 سنة هم أقل عرضة للمرض الشديد بالمقارنة بالكبار.

وتابع أن الأطفال في حال كانوا يحملون فيروس كورونا فهم في الغالب لا تظهر لديهم أعراض أو تظهر بشكل خفيف جداً على شكل رشح بسيط أو إسهال وحتى دون حرارة والسبب غير معروف لكنه ينسب إلى تعرضهم لفيروسات «كورونا» الموسمية التي توفر لهم مناعة أولية ضد «كوفيد- 19».

حنان السعيدي

لم يثبت أن التأخير مدة قصيرة يؤثر على فعالية التطعيم بل يزيد الفعالية

المتحور الهندي أقوى وأسرع ويقلل رد فعل المناعة ويحتمل إعادة الإصابة به مستقبلاً

رصد أكثر من 14 تحوراً... اثنان منها فقط تبين أنهما تغيرا للأسوأ

الشركات المنتجة للقاحات ملزمة بالإخطار بأي آثار جانبية تحصل خلال التطعيم
back to top