قصيدة: دبيب فوق «الهيكل»

نشر في 16-06-2021
آخر تحديث 16-06-2021 | 00:00
الشاعر أسامة مهران
الشاعر أسامة مهران
ما بين الموتِ

وبين الموتِ

أحنُّ إلى

جبانةِ بيتي

إلى أركانٍ مثقلةٍ

بهمومِ النوقِ

وشتاتِ الأسمنتِ

بكت الطفلةُ

بعد جفاف حليب صباها

بعد جفاء شموس ضحاها

ما بين الموتِ

وبين الموتِ

شريانٌ يحمل

مأساة في جنبيه

مصباحاً سحرياً

تحت السترةِ

أو مسباراً غيبياً في عينيه

كان كليمُ الله

يبادر في معركةٍ من أجل القوم

ومن أجل الأرضِ

فيشقّ البحرَ

ويلقي بعصاه

فإذا بالجوقةِ

تنشق طواعيةً

عن قاع الجرف

حين يصب عيوناً

في مجراه

فتطيش الصحبة

والرغبة

والضربة قبل الآه

قلت لمن يفهم في عزم لا ننشده

أو رب لا نعبده:

هل من كونٍ نسكنه

لا يسكننا

ويكون المهد الضالع في المأساة؟

قالوا: لا ينفع من كان يعذبنا

في البدءِ

وفي البدءِ

كان الآبُ

وكان الابنُ

وكانت عذراء الله

قلت: أواهٌ منكم يا أهل

الشيمِ المنقولة

يا قافلةَ الفتنةِ

يا جوقةَ أهل الحيرة

يا أصنام "الهيكل"

وطواقي الإخفاء

ما كان يباغتنا بالأمسِ

أو مبحوحاً ببكاء

أصبح تحت عيون المارة

محض عبورٍ

لجمالٍ

وبغالٍ وإماء

لا فخرٌ يسندنا بعد اليوم

لا أنسٌ يشقينا

لا صوم

فالليلة للأقصى يا قوم

الليلة للأقصى يا قوم

*****

ما بين شتاءٍ قارس

وعبورٍ من أجل الصيف

تتمطأ أنسامٌ ما بين

الكرمة في الأقصى

والسجدةِ والقذف يصطف مصلون

فتغطيهم زمزم برذاذِ عيون

بعناكب ويمامٍ وطحالب وغصون

شيخ المسجد يعتلي المنبر

يلقي بوشاحٍ أخضر وخمارٍ أسود

وزوارق وأتون

فتدوس الشرطة جثمانًا

من زمن الناصر للقلعةِ

ما بين الأقصى والأدنى

قبابٌ للصخرة

قومٌ فوق الأرض

وفوق الأعشاب النضرة

إسراءٌ لنبي

لملاكٍ رباني

لجبالٍ وكواكب

لبحارٍ وسهول ومراكب

هل أسريت

بصحبك يا جبريل؟

هل أتقنت الإسراء

وأحكمت التنزيل؟

ما بين الأقصى والأدنى

ألف دليلٍ ودليل

قومٌ يقتاتون على حفنةِ أحلامٍ

وحسامٍ

لا يشفي غليل

هل أتقنت الإسراء

بصحبك يا جبريل؟

شعر: أسامة مهران مايو 2021

back to top