قصيدة: دبيب فوق «الهيكل»
ما بين الموتِوبين الموتِأحنُّ إلى
جبانةِ بيتي إلى أركانٍ مثقلةٍ بهمومِ النوقِ وشتاتِ الأسمنتِبكت الطفلةُبعد جفاف حليب صباهابعد جفاء شموس ضحاهاما بين الموتِ وبين الموتِشريانٌ يحملمأساة في جنبيهمصباحاً سحرياً تحت السترةِأو مسباراً غيبياً في عينيهكان كليمُ الله يبادر في معركةٍ من أجل القومومن أجل الأرضِفيشقّ البحرَويلقي بعصاه فإذا بالجوقةِ تنشق طواعيةًعن قاع الجرفحين يصب عيوناً في مجراه فتطيش الصحبة والرغبة والضربة قبل الآهقلت لمن يفهم في عزم لا ننشده أو رب لا نعبده:هل من كونٍ نسكنه لا يسكنناويكون المهد الضالع في المأساة؟قالوا: لا ينفع من كان يعذبنا في البدءِوفي البدءِكان الآبُوكان الابنُوكانت عذراء اللهقلت: أواهٌ منكم يا أهل الشيمِ المنقولة يا قافلةَ الفتنةِيا جوقةَ أهل الحيرة يا أصنام "الهيكل" وطواقي الإخفاءما كان يباغتنا بالأمسِأو مبحوحاً ببكاءأصبح تحت عيون المارة محض عبورٍ لجمالٍ وبغالٍ وإماءلا فخرٌ يسندنا بعد اليوم لا أنسٌ يشقينا لا صوم فالليلة للأقصى يا قوم الليلة للأقصى يا قوم *****ما بين شتاءٍ قارسوعبورٍ من أجل الصيف تتمطأ أنسامٌ ما بين الكرمة في الأقصى والسجدةِ والقذف يصطف مصلون فتغطيهم زمزم برذاذِ عيون بعناكب ويمامٍ وطحالب وغصون شيخ المسجد يعتلي المنبر يلقي بوشاحٍ أخضر وخمارٍ أسودوزوارق وأتون فتدوس الشرطة جثمانًا من زمن الناصر للقلعةِما بين الأقصى والأدنىقبابٌ للصخرةقومٌ فوق الأرضوفوق الأعشاب النضرةإسراءٌ لنبي لملاكٍ رباني لجبالٍ وكواكب لبحارٍ وسهول ومراكب هل أسريت بصحبك يا جبريل؟هل أتقنت الإسراءوأحكمت التنزيل؟ما بين الأقصى والأدنى ألف دليلٍ ودليل قومٌ يقتاتون على حفنةِ أحلامٍ وحسامٍلا يشفي غليلهل أتقنت الإسراء بصحبك يا جبريل؟شعر: أسامة مهران مايو 2021