خابي... ودموع المطوّع!

نشر في 15-06-2021
آخر تحديث 15-06-2021 | 00:05
رسم كاريكاتيري لصانع المحتوى الإيطالي في برامج التواصل الاجتماعي خابي ليم
رسم كاريكاتيري لصانع المحتوى الإيطالي في برامج التواصل الاجتماعي خابي ليم
خابي ليم، صانع محتوى إيطالي في برامج التواصل، حصد حسابه في "إنستغرام" أكثر من 21 مليون متابع من أنحاء العالم في فترة وجيزة، ولا يزال الرقم يرتفع يومياً بشكل مذهل، اقتصرت وصفة نجاحه السريع على إعادة بث فيديوات لأشخاص متحذلقين يخلقون مشكلات لا وجود لها، ليطرحوا حلولهم المتذاكية لها، وكأنهم مبدعون، ومن ثم يكتفي "خابي" بالسخرية الصامتة، مشيراً إلى الحل المنطقي والبديهي بكلتا يديه!

لدينا الكثير في الكويت مما يستوجب التوقف عنده والإشارة إلى المسؤولين بالحل البديهي والمنطقي بطريقة "خابي"، بدلاً من الانشغال بمحاولة إعادة اختراع البشتختة (سئمنا من مثال العجلة)، فقد اخترعها أديسون ضمن أكثر من ألف اختراع، من بينها الإضاءة التي أنارت حياتنا، من المخجل بعدها أن نصرّ على العيش في الظلام، منشغلين بمحاولة إيجاد حلول ترقيعية ومتذاكية لإدارة مختلف المجالات تجعلنا نضيّع الوقت في الجري غير المجدي كفئران في عجلة التجارب، بل إن الفأر يجري في مكانه ونحن نتقهقر.

المثال السابق ينطبق على القطاعات كافة بلا استثناء، الاقتصادي، والتعليمي، والصحي، والثقافي، والرياضي، ليس علينا سوى الإمساك بكل قطاع على حدة ووضعه على محكّ المقارنات الجادّة مع النماذج المتفوقة في العالم لنرى عمق الفجوة بيننا وبين النجاح، لا جدوى من المكابرة والإنكار، لنأخذ الجامعة الحكومية الوحيدة نموذجاً، إذ استمر تراجعها لتخرج أخيراً من قائمة أفضل 1000 جامعة في العالم للمرة الأولى، حسب تقييم مؤسسة QS، بالرغم من كل ما أنفقته وتنفقه الكويت عليها، عن الانحدار المتسارع نتحدث لا عن الجمود المذموم!

نلتفت إلى زاوية أخرى، الرياضة؟ اللعبة الأكثر جماهيرية في العالم، والتي باتت تتنافس وتتنازع عليها الدول، لما لها من فوائد جمّة اقتصادياً واجتماعياً، وغيرها، بما فيها الدول الخليجية التي تزايد حضورها في البطولات الأوروبية الكبرى بأشكال عديدة، ولكن... أين الكويت؟

في عام 1980 كانت الكويت الدولة الأصغر تعداداً في العالم التي تحصد بطولة قارية، بفارق شاسع عن بقية الدول، ما الذي حدث بعد ذلك؟ وصلت بنا الحال إلى عدم القدرة على تجاوز المركز الأخير في كأس الخليج غير المعترف بها من "فيفا"، وما دموع النجم بدر المطوع التي ذُرِفت أخيراً سوى دموع اختُزِلت بها مشاعر محبّي الكويت حسرة على الرسوب غير اللائق بالقدرات الحقيقية للكويتيين.

وأما بشأن الحركة الثقافية/ الفنية في الكويت، فتلك حكاية أخرى ستروى بعد انقشاع الغبار، لكن على طريقة خابي!

فيصل خاجة

back to top