تراشق بين حركتا «حماس» و«فتح» حول منظمة التحرير

• السنوار: المعركة المقبلة مع إسرائيل ستغير الشرق الأوسط
• مهمة نتنياهو لعرقلة «التغيير» تتعقد

نشر في 06-06-2021
آخر تحديث 06-06-2021 | 00:04
خبير متفجرات في «حماس» يفرز الصواريخ غير المنفجرة في غزة أمس         (أ ف ب)
خبير متفجرات في «حماس» يفرز الصواريخ غير المنفجرة في غزة أمس (أ ف ب)
بانتظار انعقاد حوار جديد في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية، تبادلت حركتا «حماس» و«فتح» الانتقادات، بعد أن هاجم رئيس «حماس» في غزة يحيى السنوار «منظمة التحرير»، في وقت يحذر مراقبون من أن التهدئة الهشة في غزة معرضة للخطر مع تزايد الانتهاكات.
تبادلت حركتا «فتح» و«حماس» الاتهامات قبيل حوار فلسطيني جديد في القاهرة.

وفي تصعيد يتقاطع مع حديث الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله عن ربط الجبهات، وتأكيده أن التطورات في الأراضي المحتلة أسست لمعادلة تقوم على أن المساس بالقدس والمسجد الأقصى سيؤدي إلى حرب إقليمية، شدد رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، أمس، على «شكل الشرق الأوسط سيتغير لو عادت المعركة مع الاحتلال»، في وقت توعّد رئيس حكومة إسرائيل المحتمل زعيم حزب «يمينا» المتطرف، نفتالي بينيت، بعدم التردد في شنّ عملية عسكرية على قطاع غزة ولبنان.

وفي كلمة جديدة عن جولة التصعيد الأخيرة، التي تردد صداها أيضاً في اليمن، مع توعد جماعة الحوثي بالانضمام إليها، رغم بعد المسافة، قال السنوار، خلال لقائه الكتّاب والأكاديميين وأساتذة الجامعات في غزة: «مقاومتنا المحاصرة من العدو والأقربين استعملت فقط 50 بالمئة من قوتها، وقدرنا نمرمط تل أبيب، ونستطيع أن ندكها بـ130 صاروخاً برشقة واحدة»، لافتا إلى أن «الرشقة الأخيرة بمعركة سيف القدس كان القرار أن تدكّ بكل صواريخها القديمة، وما خفي أعظم».

وأضاف السنوار: «غزة، رغم بعض صور الدمار، لن ترجع للوراء، ودافعية القتال لدينا بأفضل حالاتها»، لافتا إلى أن «الاحتلال لم يدمّر إلا 3 بالمئة من الأنفاق، وفشل في تدمير مترو حماس أو تحطيم قدرات المقـاومة وفي تنفيذ خطته لقتل 10 آلاف مقاتل».

وذكر أن «أي شخص يريد أن يستثمر في غزة، أو يقدّم الدعم سنفتح له الباب، ولن نأخذ أي شيء»، لافتا إلى أن «الأيام القادمة ستكون اختباراً حقيقياً للاحتلال وللعالم وللسلطة لترجمة ما تم الاتفاق عليه»، مؤكداً أن هناك «فرصة لإنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني».

وشدد السنوار على أن «منظمة التحرير من دون حماس وفصائل المقــاومة مجرد صالون سياسي»، قائلاً: «أمامنا استحقاق فوري لترتيب منظمة التحرير لتمثّل الجميع، ولنضع استراتيجيتنا الوطنية لإدارة الصراع لتحقيق جزء من أهداف شعبنا».

وفي حين اعتبر السنوار أن «كل ما كان مطروحاً لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني قبل انتهاء المعركة الأخيرة في 21 مايو الماضي، لم يعد صالحا اليوم»، سارعت حركة «فتح» بالرد عليه، وطالبته بالتراجع عن موقفه وتصريحاته، منبهة إلى خطورتها على الوحدة الفلسطينية والمحاولات الجارية لإعادة اللحمة.

حرب بينيت

في المقابل، شدد بينيت على أن ائتلاف التغيير، الذي اتفق المحللون على وصفها بأنه «حكومة شلل متطرفة» في كل الملفات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، فضلاً عن الملفات الداخلية، لن تمتنع عن شنّ حرب على قطاع غزة أو لبنان إذا استدعت الحاجة.

ورغم إقراره بأن شنّ الحرب سيقود حزب القائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس لسحب دعمه للحكومة وإسقاطها، فقد قال بينيت: «إذا كانت هناك حاجة إلى عمل عسكري في غزة أو في لبنان، فماذا نفعل؟ سنقوم به، لا توجد قيود سياسية، وفي نهاية الحرب نفسها إذا كان هناك ائتلاف فليكن، إذا لم يكن كذلك فسنذهب إلى صناديق الاقتراع، كل شيء على ما يرام».

وتوقّع بينيت، المعروف بدعمه للاستيطان ومعارضته الشديدة لقيام دولة فلسطينية ودعوته المتكررة لضم المنطقة «ج» التي تشكل 60 بالمئة من مساحة الضفة الغربية، أن تتعرض الحكومة الجديدة لضغوط من الإدارة الأميركية وقال: «بالتأكيد حول موضوع الاستيطان هناك خلافات، لذلك سنحاول تحديد وإدارة هذه المسألة، لكن هناك الكثير من الأمور المشتركة».

ووسط حالة استقطاب شديدة بين الإسرائيليين، قرر رئيس «الكنيست» ياريف لافين الإعلان غداً عن نجاح المفوض بتشكيل الحكومة، زعيم حزب «هناك مستقبل»، يائير لابيد، في إنجاز مهمته، وتحديد موعد لعرضها على النواب لنيل الثقة في غضون أسبوع.

مصير نتنياهو

ورجحت مصادر أن يؤخر الأمر حتى يوم الاثنين 14 الجاري، لإتاحة المجال أمام رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو لمواصلة محاولاته لاستقطاب حلفائه السابقين من داخل أحزاب اليمين للمشاركة في التوليفة الجديدة، ليفقدها الأغلبية البرلمانية المطلوبة للحصول على الثقة والتوجه إلى انتخابات خامسة.

وأكدت القناة 12 الإسرائيلية أن «معسكر التغيير» بقيادة بينيت ولابيد، اللذين سيترأسان الحكومة بالتناوب، عزز فرصه لحصد دعم أغلبية «الكنيست» وسيتمكن، حسب التقييمات الأولية، من كسب ثقة 61 نائباً من أصل 120.

وذكرت القناة أن النائب عن «يمينا» نير أورباخ الذي كان يعد منشقاً محتملاً عن «معسكر التغيير» قال لعدة أشخاص حاولوا إقناعه بالتصويت ضد الحكومة الجديدة: «لا تعلّقوا آمالكم عليّ. ما لم يحدث أي تغيرات دراماتيكية، أنوي التمكين من إقامة هذه الحكومة، إما من خلال دعمها بشكل نشط خلال التصويت أو بالاستقالة من الكنيست».

وفي حال استقالة أورباخ، من المتوقّع أن تحتل محله زميلته شيرلي بينتو، المعروفة بدعمها الراسخ للحكومة الجديدة.

وأكدت القناة 13 صحة هذه الأنباء، ونقلت عن أورباخ قوله إنه لن يخطو خطى النائب المتمرد على «يمينا»، أميخاي شيكلي، الذي أعلن قبل أيام أنه سيصوّت ضد الحكومة الجديدة، مما أسفر عن تقليص مستوى الدعم المتوقع لـ «معسكر التغيير» في الكنيست من 62 إلى 61 مقعدا.

وفي حين أقر شيكلي بأنه فشل في إقناع أورباغ بالتصويت ضد تشكيل الحكومة الجديدة وترك مساعيه في هذا الشأن، أعلنت النائبة «المتمردة» الأخرى عن «يمينا» إديت سيلمان، أمس الأول، أنها اتخذت قراراً نهائياً لدعم تشكيل «حكومة التغيير».

وأشارت القناتان 12 و13 إلى أن هناك مخاوف محدودة بشأن إمكانية أن يغيّر زئيف إلكين، النائب عن حزب «الأمل الجديد» المنشق عن حزب نتنياهو (ليكود)، موقفه فجأة في آخر لحظة ويرفض دعم «معسكر التغيير». لكن القناة 12 نقلت في الوقت نفسه عن رئيس «الأمل الجديد»، جدعون ساعر، قوله إنه يعلم كيفية التأكد من تصويت جميع أعضاء حزبه لمصلحة تشكيل الحكومة الجديدة.

وإذ انتقد ضغوط نتنياهو وحزبه (ليكود) على النواب لعدم التصويت لمصلحة الحكومة، التي سيتناوب على رئاستها مع لابيد، أعرب بينيت عن أمله في أن يتم تشكيلها ومنحها الثقة في غضون 10 أيام، واعداً «بإعادة إسرائيل إلى مسارها الصحيح بعد فترة سيئة من المشاجرات و4 انتخابات وفوضى».

وبعد تأكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، أن واشنطن ستبقى على دعمها الثابت لإسرائيل مهما حدث، وأياً تكن حكومتها ومساعدتها في إعادة بناء مخزون الدرع المضادة للصواريخ، أكد وزير الخارجية أنتوني بلينكن التزامه بـ «إعادة بناء العلاقات مع الشعب الفلسطيني». وكتب بلينكن، في سلسلة تغريدات، أن «الإسرائيليين والفلسطينيين يستحقون تدابير متساوية من الأمن والحرية والفرص والكرامة»، مشدداً على «التزام الرئيس جو بايدن بمكافحة معاداة السامية، وسط ارتفاع مقلق في الحوادث» بهذا الشأن.

انفجار وإعمار

وفي القدس، حذّر نائب محافظ المدينة المقدسة عبدالله صيام، أمس، من استكمال المستوطنين لمسيرة الرقص بالأعلام بحماية قوات الاحتلال يوم الخميس في البلدة القديمة، مشيراً إلى أن ذلك سيدفع إلى «انفجار جديد».

وأفادت وكالة «معا»، بأن عدداً من المستوطنين نصبوا أمس 4 بيوت متنقلة في أراض تعود ملكيتها لعائلتي المخارزة والجبارين في خربة زنوتا شرق بلدة الظاهرية جنوب الخليل، بحماية القوات الإسرائيلية، موضحة أن الهدف هو الاستيلاء على عشرات الدونمات من أراضي القرية لإنشاء بؤرة استيطانية جديدة.

المستوطنون يدفعون إلى انفجار جديد في القدس... وينصبون بيوتاً متنقلة جنوب الخليل
back to top