إخضاع مقتحم الكابيتول «ذو القرنين» لفحص الصحة العقلية

• يميني متطرف من مؤيدي دونالد ترمب
• بأمر قضائي فيدرالي بعد توجيه 6 تهم اتحادية له

نشر في 25-05-2021 | 13:17
آخر تحديث 25-05-2021 | 13:17
إخضاع مقتحم الكابيتول «ذو القرنين» لفحص الصحة العقلية
إخضاع مقتحم الكابيتول «ذو القرنين» لفحص الصحة العقلية
أصدر قاضٍ فيدرالي أميركي حكماً يقضي بإخضاع «شامان»، مرشد روحي ومعالج طارد للأرواح لمجموعة كيو أنون، يميني متطرف من مؤيدي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، لتقييم الصحة العقلية، أثناء محاكمته لمشاركته في التمرد الذي حدث في مبنى الكابيتول في العاصمة الأميركية واشنطن.

وأعرب رويس لامبيرث، وهو أحد قضاة محاكم المقاطعات الفيدرالية في الولايات المتحدة عن اعتقاده أن «امتحان الكفاءة الذهنية» مطلوب لجيكوب تشانسلي، وهو الاسم الحقيقي لجيكوب أنجيلي، الرجل الذي تم نشر صوره على نطاق واسع على الإنترنت، بعد أن ظهر مكشوف الصدر، ومعتمراً على رأسه فرو حيوان، ومرتدياً زياً لافتاً غير تقليدي، وصابغاً وجهه بألوان العلم الأميركي، ولذلك اكتسب هذا اللقب (كيو أنون شامان).

وقد تم توجيه ست تهم اتحادية إلى تشانسلي بسبب ما قام به في مقر التشريع في الولايات المتحدة، في السادس من يناير الماضي.

وتشمل هذه التهم على سبيل المثال لا الحصر، «السلوك العنيف وغير المنضبط في حرم الكابيتول»، و«اقتحام مبنى يحظر الدخول إليه والبقاء فيه».

وكان مثير الشغب قد استخدم العنف في اقتحام مبنى الكابيتول، على أثر احتشاد تجمع مؤيد للرئيس السابق دونالد ترمب، في الوقت الذي كان يتم فيه تأكيد فوز الرئيس الراهن جو بايدن في الانتخابات.

وقضى في محاولة الانتفاض تلك خمسة أشخاص من كلا الطرفين، من قوى إنفاذ القانون ومن المشاركين في أعمال الشغب.

الأمر الذي أصدره القاضي لامبيرث نص على وجوب أن يوضع تشانسلي في «منشأة مناسبة لفحص الكفاءة العقلية» على يد معالج أو أكثر.

أما ألبرت واتكينز المستشار القانوني لتشانسلي، فاستند في دفاعه إلى أن موكله يحتاج إلى رعاية صحية، مؤكداً أنه على الرغم من زيه الغريب، فإنه لم يؤذِ أحداً ولم يلحق ضرراً بالممتلكات.

وقال واتكينز للمحكمة، إن المتهم «لم يكن عنيفاً أو معتدياً، ولم يرتكب أي سرقة أو قام بتدمير ممتلكات أثناء وجوده في مبنى الكابيتول».

يشار إلى أن تشانسلي هو من أتباع الحركة اليمينية المتطرفة «كيو أنون»، التي تعتقد بنظرية المؤامرة، والتي عملت على إطلاق حملات ترويج لدونالد ترمب الذي تعتبره بطلاً، وتتهم في المقابل مسؤولين كباراً في حزب «الديمقراطيين» بالتورط في أعمال شائنة كعبادة الشيطان والاعتداء الجنسي على الأطفال.

وتبين في وقت لاحق أن بعض أعضاء الكونغرس المنتخبين كانت لديهم ارتباطات سابقة بهذه الحركة، منهم «الجمهورية» مارغوري تايلور العضو في مجلس النواب الأميركي عن ولاية جورجيا.

معلوم أن إقناع المحكمة أن شخصاً ما لا يتمتع بكفاءة عقلية، يشكل عذراً كافياً لتجنب أي إجراءات جزائية في حقه.

إلا أن سلوك هذا المسار يحتم إخضاع المتهم لعلاج في مستشفى داخل سجن فيدرالي، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن تصنيف الأشخاص ضمن هذه الخانة، لا يعني حصولهم على الحرية، إذ غالباً ما يتم احتجازهم خصوصاً في حال اعتبرت المحكمة أنهم يشكلون خطراً على الآخرين.

أما المتهمون الآخرون الذين تجري محاكمتهم لضلوعهم المحتمل في أحداث يناير في مبنى الكابيتول، فقد تم إرسالهم إلى مركز صحي لفحص سلامتهم العقلية، مثل لاندون كوبلاند الذي مثل أمام المحكمة عبر منصة «زوم»، وتسبب في إيقاف جلسة استماع تتعلق بمثير آخر للشغب.

إلا أن محاميه ريان ستوت تمكن من إقناع القاضي الذي يترأس جلسات الاستماع بإحالته إلى خدمات الصحة العقلية السلوكية قبل موعد محاكمته.

أما المحامون الآخرون فارتكزوا إلى وسائل دفاعية أخرى عرفت بما تسمى «فوكسيتيس» (تأثير قناة "فوكس نيوز" على متتبعي أخبارها، وجعلهم يصدقون رواياتها المتصلة بانتخابات عام 2020 وبوجهة نظر الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب) ما يعني أن شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية قد تسببت في بروز شريحة متطرفة واسعة من المجتمع، ولا سيما من الأشخاص العاطلين عن العمل الذين كانت فرصهم شبه معدومة في إمكان تحسين أحوالهم المعيشية بسبب تداعيات جائحة كورونا.

back to top