الشيخ د. أحمد الناصر: إسرائيل لن توقف جرائمها ما دام مجلس الأمن صامتاً

• ألقى كلمة الكويت خلال جلسة الدورة الـ 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة
• الممارسات الإسرائيلية تتطلب تفعيل الآليات الدولية لضمان مساءلة سلطة الاحتلال ومحاسبتها

نشر في 23-05-2021
آخر تحديث 23-05-2021 | 00:04
 وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ د. أحمد الناصر يلقي كلمة الكويت في الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة
وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ د. أحمد الناصر يلقي كلمة الكويت في الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة
قال وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ د. أحمد الناصر، إن اسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال لن تتوقف عن ارتكاب جرائمها واعتداءاتها بحق المدنيين العزل وسياساتها الاستيطانية طالما بقي مجلس الأمن صامتا، مشددا على أن غياب المحاسبة والإفلات من العقاب في أي مكان وزمان سيؤدي إلى استمرار ارتكاب المزيد من الجرائم وهو الأمر ذاته ينطبق على ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي يعاني شعبها من جرائم يومية.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الناصر، الخميس الماضي، خلال الجلسة الخاصة التي عقدت على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة للدورة الـ 75 في مدينة نيويورك لمناقشة الأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي عقدت تحت البند 37 (الحالة في الشرق الأوسط) والبند 38 (القضية الفلسطينية).

وأضاف وزير الخارجية، في كلمته، أن تلك الممارسات الإسرائيلية باتت تتطلب منا أكثر من أي وقت مضى تفعيل الآليات الدولية والسياسية والقانونية لضمان مساءلة سلطة الاحتلال ومحاسبتها على استمرار انتهاكاتها لحقوق الشعب الفلسطيني المصانة بموجب القوانين الدولية واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 لوقف عمليات القتل التي تستهدف المدنيين وهدم المباني وتدمير الممتلكات والاستيلاء عليها والتهجير القسري ناهيك عن تشديد الحصار المفروض على غزة منذ حوالي 14 عاما والاعتداءات المتكررة على الأماكن المقدسة.

وأعرب الناصر عن امتنانه وتقديره لرئيس الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة فولكان بوزكير على جميع الجهود التي بذلها من أجل الإعداد والتحضير لعقد هذه الجلسة الهامة والتي جاءت بطلب من المجموعتين العربية والإسلامية في ضوء أعمال العنف والاعتداءات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية، مؤكدا دعم وتأييد الكويت لبيانات المجموعة العربية والإسلامية وحركة عدم الانحياز في هذه الجلسة كما أشكر الأمين العام على مداخلته.

إحلال السلام

وتابع: يصادف هذا الشهر الذكرى الـ58 على انضمام الكويت إلى الأمم المتحدة ففي الوقت الذي تجدد فيه بلادي التزامها بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والعمل على دعم جميع الجهود لإحلال السلام، حرصت الكويت على التواجد معكم اليوم لتجديد دعمها والتزامها الثابت والمبدئي في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ونحييه هنا ومن على هذا المنبر على صموده ونضاله لنيل كافة حقوقه السياسية المشروعة.

وزاد: عندما ارتضينا جميعا ميثاق الأمم المتحدة الذي أنشئت بمقتضاه منظمة الأمم المتحدة تعاهدنا جميعا أن نجنب الأجيال المقبلة ويلات الحرب وأن نحترم الحقوق الأساسية للانسان وكرامة الفرد وتحقيق العدالة وحفظ السلم والأمن الدوليين، مستطردا: هذه هي الوعود التي قطعناها جميعا على أنفسنا لدى انضمامنا لهذه المنظمة الدولية إلا أننا نجتمع اليوم في جلسة خاصة تحت البندين الحالة في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية وسط قلق كبير ينتاب المجتمع الدولي جراء التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية المتمثل بالعدوان الإسرائيلي الغاشم الذي يستهدف حياة ومقدسات وممتلكات الشعب الفلسطيني.

الترحيب بوقف إطلاق النار في غزة
أعربت وزارة الخارجية، في بيان لها، أمس الأول، عن ترحيب الكويت بالاتفاق الذي تم التوصل إليه لوقف إطلاق النار في غزة.

وأشادت الوزارة بالجهود العربية والدولية المتواصلة التي قادت للتوصل إلى هذا الاتفاق، مستذكرة بالتقدير في هذا الصدد جهود مصر.

وأكدت أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يُعد خطوة في طريق حقن دماء الأشقاء الفلسطينيين، وإنهاء العنف الذي تتحمل مسؤوليته سُلطات الاحتلال الإسرائيلية، إلا أن تحقيق سلام واستقرار دائمين في المنطقة يتطلب تضافر الجهود الدولية لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط، وضمان التزام سُلطات الاحتلال الإسرائيلية بها، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

جرائم شنيعة

وقال إن ما نشهده من جرائم شنيعة ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب المستوطنين غير الشرعيين بحق الشعب الفلسطيني الأعزل والاستيلاء على منازلهم وممتلكاتهم والاعتداء عليهم أمام مرأى المجتمع الدولي ما هو إلا ممارسات تؤكد تكريس إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال لسياسة الاحتلال والفصل العنصري وتتنافى مع مقاصد ومبادئ الميثاق وتنتهك انتهاكا صارخا القانون الدولي وحقوق الإنسان.

وأكد أن الكويت تدين بأشد العبارات كل السياسات والجرائم التي ترتكبها إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال في مدينة القدس وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة وجميع المخططات الاستيطانية الإسرائيلية التي تهدف إلى الاستيلاء على منازل وممتلكات المواطنين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعلى وجه الخصوص في حي الشيخ جراح في محاولة لتفريغ المدينة المقدسة من سكانها وتهجير أهلها ومن ثم تهويدها.

القضية الأولى

وأوضح أن الجميع يدرك أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى للأمتين العربية والإسلامية وتبقى مدينة القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين وجزءا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 كما يبقى المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ذا أهمية كبرى ومكانة خاصة لدى المسلمين حول العالم.

وأردف الناصر: إذا ما أردنا اليوم البحث عن السبب الرئيسي لما آلت إليه الأمور من تصعيد خطير في الأراضي الفلسطينية مؤخرا فلا بد لنا أن نؤكد أنه جاء نتيجة لأطول فترة احتلال عسكري في العالم المعاصر، وسعي إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال إلى تأجيج التوتر عبر سياساتها العدوانية في القدس الشريف أثناء شهر رمضان المبارك ومن ثم محاولاتها لتغيير الحقائق والظهور في صورة الضحية بدلا من الجاني.

تغيير الحقائق

وأشار إلى أن الكويت ترفض تلك المحاولات اليائسة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تغيير الحقائق على الأرض، وتؤكد على خطورة المساس بالمحددات القانونية التي تم التوصل إليها عبر السنوات الماضية بما في ذلك صدور أكثر من 700 قرار من الجمعية العامة منذ القرار رقم 181 وكذلك 86 قرارا صادرا من مجلس الأمن منذ عام 1967 ابتداء من القرار 242 والقرارات الهامة الأخرى كالقرار 478 و2334 والتي تؤكد من بين جملة أمور عدم المساس بالمكانة الخاصة للقدس وإبطال أي إجراء تجاهها يهدف إلى التغيير من طبيعتها ويجب على السلطة القائمة بالاحتلال احترام التزاماتها وصونها للممتلكات الخاصة في الأرض المحتلة ولا يمكنها مصادرتها كما اعتبرت المستوطنات الإسرائيلية باطلة ولاغية بحسب القانون الدولي.

وقف الاعتداءات

وأشاد بالجهود العربية والدولية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وما نجم عنها من مأساة إنسانية فاقمت من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، فقد بات لزاما على مجلس الأمن الجهاز المسؤول عن صيانة السلم والأمن الدوليين أن يتحمل مسؤولياته ويوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية التي راح ضحيتها أكثر من 256 فلسطينيا بما في ذلك الاطفال والنساء ونزوح أكثر من 75 ألف شخص من بينهم 2500 شخص دون مأوى.

وأكد دعم الكويت للجهود العربية والإسلامية والدولية لوقف العدوان الإسرائيلي وإحياء عملية السلام والمفاوضات بناء على المرجعيات الدولية وبما يؤدي إلى حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه السياسية المشروعة وإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشرقية وعلى حدود الرابع من يونيو لعام 1967 ووفقا للشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادرة السلام العربية للعام 2002.

الجرائم الشنيعة التي ترتكبها قوات الاحتلال انتهاك صارخ للقانون الدولي وحقوق الإنسان

التزام ثابت ومبدئي للكويت في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني ونثمن صموده ونضاله لنيل حقوقه المشروعة

فلسطين القضية المركزية الأولى للأمتين العربية والإسلامية وتبقى القدس الشرقية عاصمتها
back to top