الوزير يسرق الخاتم السحري ويصبح سلطاناً - الأخيرة

زوجة معروف تدبّر مكيدة للوزير في ليلة عرسه

نشر في 19-05-2021
آخر تحديث 19-05-2021 | 00:00
No Image Caption
توقفت شهرزاد في الحلقة السابقة عند عودة معروف بالكنز الذي وجده في أرض الفلاح أثناء حراثة الأرض، ونقله بواسطة الجني أبو السعادات إلى مدينة اختيان الختن، التي بها زوجته ابنة الملك، فيهرع الجميع لاستقباله، ويوزع هدايا من الذهب والجواهر على الجميع.
وفي هذه الحلقة، تسرد شهرزاد ما حدث لمعروف الإسكافي بعد عودته، فبعد توزيع الهدايا وامتلاء خزنة الملك بالذهب والجواهر، وفرحة زوجته، لا يزال وزير الملك يشكّ في تصرفاته ويحتال عليه لكشف سره، ويسرق منه الخاتم السحري، ويصير الجني أبو السعادات ملكا للوزير وتحت طوعه، لكن ابنة الملك تستعيد الخاتم، وتعيد أباها وزوجها الى عرش المدينة.
ولما كانت الليلة التاسعة والخمسون بعد السبعمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن الملك قال لمعروف: يا ولدي يكفي هذا العطاء، لأنه لم يبق من الحملة إلا القليل، فقال له: عندي كثيرٌ، واشتهر صدقه، وما بقي يقدر أن يكذبه، وصار لا يبالي بالعطاء، لأن الخادم الجني أبو السعادات يحضر له مهما طلب، ثم إن الخازندار أتى للملك وقال له: يا ملك إن الخزينة امتلأت، وصارت لا تسع بقية الأحمال، وما بقي من الذهب والمعادن أين نضعه؟ فأشار له إلى مكانٍ آخر. ولما رأت زوجته هذه الحالة ازداد فرحها وصارت متعجبةً، وتقول في نفسها: يا هل ترى من أين جاء له كل هذا الخير؟ وكذلك التجار فرحوا بما أعطاهم ودعوا له، أما التاجر علي فإنه صار متعجباً ويقول في نفسه: يا ترى كيف نصب وكذب حتى ملك هذه الخزائن كلها، فإنها لو كانت من عند بنت الملك ما كان يفرّقها على الفقراء. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

سخاء متواصل

اقرأ أيضا

وفي الليلة الستين بعد السبعمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أما ما كان من أمر الملك، فإنه تعجّب غاية العجب مما رأى من معروف، ومن كرمه وسخائه ببذل المال، ثم بعد ذلك دخل معروف على زوجته، فقابلته وهي مبتسمةٌ ضاحكةٌ فرحانةٌ وقبّلت يده، وقالت: هل كنت تتمسخر عليّ أو كنت تجرّبني بقولك أنا فقيرٌ وهاربٌ من زوجتي؟ والحمد لله، حيث لم يقع منّي في حقك تقصيرٌ، وأنت يا حبيبي وما عندي أعزّ منك، سواءٌ كنت غنياً أو فقيراً، وأريد أن تخبرني ما قصدت بهذا الكلام؟ قال: أردت تجريبك حتى أنظر هل محبتك خالصةٌ أو على شأن المال وطمع الدنيا، فظهر لي أن محبتك خالصةٌ، وحيث إنك صادقةٌ في المحبة فمرحباً بك، وقد عرفت قيمتك.

بدلة كنوزية

ثم إنه اختلى في مكان وحده، ودعك الخاتم فحضر له أبو السعادات، وقال له: لبيك فاطلب ما تريد، قال: أريد منك بدلةً كنوزية لزوجتي، وحلياً كنوزياً مشتملاً على عقد فيه أربعون جوهرةً يتيمةً، قال: سمعاً وطاعةً، ثم أحضر له ما أمره به، فحمل البدلة والحليّ بعد أن صرف الخادم، ثم دخل على زوجته ووضعهما بين يديها، وقال لها: خذي والبسي، فمرحباً بك. وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الحادية والستين بعد السبعمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن التاجر معروف قال لزوجته: مرحباً بك، فلما نظرت إلى ذلك طار عقلها من فرحتها، ورأت من جملة الحليّ خلخالين من الذهب مرصّعين بالجواهر صنعة الكهنة، وأساور وحلقاً وحزاماً لا يتقدّم بثمنها أموال، فلبست البدلة والحليّ، ثم قالت: يا سيدي مرادي أن أدخرها للمواسم والأعياد، قال: البسيها دائماً، فإن عندي غيرها كثير، فلما لبستها ونظرنها الجواري فرحن وقبّلن يديه، فتركهن واختلى بنفسه، ثم دعك الخاتم فحضر له الخادم، فقال له: هات لي مئة بدلةٍ بمصاغها، فقال سمعاً وطاعةً،، ثم أحضر البدلات وكل بدلةٍ مصاغها في قلبها، وأخذها وزعق على الجواري فأتين إليه، فأعطى كل واحدةٍ منهن بدلةً، فلبسن البدلات وصرن مثل الحور العين، وصارت الملكة بينهن مثل القمر بين النجوم.

حيلة الوزير

ثم أن بعض الجواري أخبر الملك بذلك، فدخل على ابنته فرآها هي وجواريها، فتعجب من ذلك غاية العجب، ثم خرج وأحضر وزيره، وقال له: يا وزير إنه حصل كذا وكذا، فما تقول في هذا الأمر، قال: يا ملك الزمان إن هذه الحالة لا تقع من التجارة، لأن التاجر تقعد عنده القطع الكتان سنين ولا يبيعها إلا بمكسب، فمن أين للتجار قوم كرمٌ مثل هذا الكرم؟ ومن أين لهم أن يحوزوا مثل هذه الأموال والجواهر التي لا يوجد منها عند الملوك إلا قليل، فكيف يوجد عند التجار منها أجمل؟ فهذا لا بدّ له من سبب، ولكن إن طاوعتني أبيّن لك حقيقة الأمر، فقال له: أطاوعك يا وزير، فقال له: اجتمع عليه ووادده وتحدث معه، وقل له: يا نسيبي في خاطري أن أروح أنا وأنت والوزير من غير زيادة بستاناً لأجل النزهة، فإذا خرجنا إلى البستان نحطّ سفرة المُدام، واغصب عليه واسقه، ومتى شرب المُدام ضاع عقله وغاب رشده، فنسأله عن حقيقة أمره، فإنه يخبرنا بأسراره والمُدام فضاح، ومتى أخبرنا بحقيقة الأمر، فإننا نطّلع على حاله، ونفعل به ما نحب ونختار، فقال له الملك: صدقت، وباتا متفقين على هذا الأمر. وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

اتفاق سرّي

وفي الليلة الثانية والستين بعد السبعمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير لما دبّر للملك هذا التدبير قال له: صدقت وباتا متفقين على هذا الأمر، فلما أصبح الصباح خرج الملك إلى المقعد وجلس، وإذا بالخدامين والسيّاس دخلوا عليه مكروبين، فقال لهم: ما الذي أصابكم؟ قالوا: يا ملك الزمان، إن السياس غروا الخيل وعلّقوا عليها وعلى البغال، وفتشنا الاصطبلات، فما رأينا خيلاً ولا بغالاً، ودخلنا محلّ المماليك، فلم نر فيه أحدا، ولم نعرف كيف هربوا، فتعجب الملك، وقال لهم: يا ملاعين، ألف دابة وخمسمئة مملوك وغيرهم من الخدام، كيف هربوا ولم تشعروا بهم؟ فقالوا: ما عرفنا كيف جرى حتى هربوا، فقال: انصرفوا حتى يخرج سيدكم من الحريم وأخبروه بذلك، وقد خرجوا من قدّام الملك وجلسوا متحيّرين.

فبينما هم جالسون على تلك الحالة، وإذا بمعروف قد خرج من عند الحريم، فرآهم مغتمين فقال لهم: ما الخبر؟ فأخبروه بما حصل فقال: وما قيمتهم حتى تغتموا عليهم، امضوا إلى حال سبيلكم، وقعد يضحك ولم يغتظ ولم يغتمّ من هذا الأمر.

داخل البستان

فنظر الملك في وجه الوزير وقال له: أي شيءٍ هذا الرجل الذي ليس للمال عنده قيمة، فلا بدّ لذلك من سبب، ثم إنهم تحدثوا ساعةٌ، وقال الملك: يا نسيبي خاطري أروح أنا وأنت والوزير بستاناً لأجل النزهة، فما تقول؟ قال: لا بأس، ثم إنهم ذهبوا وتوجهوا إلى بستان فيه من كل فاكهةٍ زوجان، أنهاره دافقةٌ وأشجاره باسقةٌ وأطياره ناطقةٌ، ودخلوا في قصرٍ يزيل عن القلوب الحزن، وجلسوا يتحدثون والوزير يحكي غريب الحكايات، ويأتي بالنكت المضحكات والألفاظ المطربات، ومعروف مصغٍ إلى الحديث حتى طلع الغداء وحطوا سفرة الطعام وباطية المدام، وبعد أن أكلوا وغسلوا أيديهم، ملأ الوزير الكأس وأعطاها للملك فشربها، وملأ الثانية، وقال لمعروف: هاك كأس الشرب الذي تخضع لهيبته أعناق ذوي الألباب، فقال معروف: ما هذا يا وزير؟ قال الوزير: هذه البكر الشمطاء والعانس العذراء ومهدية السرور إلى السرائر، وما زال يرغّبه في الشراب ويذكر له محاسنه ما استطاب وينشده ما ورد فيه من الأشعار واللطائف، حتى مال إلى ارتشاف ثغر القدح، ولم يبق غيرها مقترح. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

غياب الوعي

وفي الليلة الثالثة والستين بعد السبعمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير ما زال يملأ لمعروف وهو يشرب، ويستلذ ويطرب حتى غاب عن صوابه ولم يميّز خطأه من صوابه، فلما علم أن مفعول الشراب بدأ، قال له: يا تاجر معروف والله إني متعجبٌ من أين وصلت إليك هذه الجوهرة، التي لا يوجد مثلها عند الملوك الأكاسرة، إلا وعمرنا ما رأينا تاجراً حاز أموالاً كثيرة مثلك ولا أكرم منك، فإن فعالك أفعال ملوك لا أفعال تجار، فبالله عليك أن تخبرني حتى أعرف قدرك ومقامك، وصار يمارسه ويخادعه وهو غائب العقل.

كشف السر

فقال له معروف: أنا لم أكن تاجراً ولا من أولاد الملوك، وأخبره بحكايته من أولها إلى آخرها، فقال له: بالله عليك يا سيدي معروف أن تفرّجني على هذا الخاتم حتى ننظر كيف صنعته، فقلع الخاتم وقال خذوا تفرّجوا عليه، فأخذه الوزير وقلّبه وقال: هل إذا دعكته يحضر الخادم؟ قال: نعم ادعكه يحضر لك وتفرّج عليه، فدعكه وإذا بقائلٍ يقول: لبيك يا سيدي، اطلب تًعط، هل تخرب مدينة أو تعمر مدينة، أو تقتل ملكاً، فمهما طلبته فإني أفعله لك من غير خلاف.

وحشيّة الوزير

فأشار الوزير إلى معروف وقال للخادم: احمل هذا الخادم ثم ارمه في أوحش الأراضي الخراب، حتى لا يجد فيها ما يأكل ولا ماء يشرب، فيهلك من الجوع كمدا، ولا يدري به أحد، فخطفه الخادم وطار به بين السماء والأرض. وأدرك شهرزاد لصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الرابعة والستين بعد السبعمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أنه لما رأى معروف ذلك أيقن بالهلاك وسوء الارتباك، فبكى وقال: يا أبا السعادات إلى أين أنت رائح بي؟ فقال له: أنا رائح أرميك في الربع الخراب يا قليل الأدب، مَن يملك رصداً مثل هذا ويعطيه للناس يتفرّجون عليه؟ لكن تستاهل ما حلّ بك، ولولا أني أخاف الله لرميتك من مسافة ألف قامة، فلا تصل إلى الأرض حتى تمزّقك الرياح، فسكت وصار لا يخاطبه حتى وصل به إلى الربع الخراب، ورماه هناك ورجع وخلّاه في الأرض الموحشة، هذا ما كان من أمره.

الانقلاب على الملك

أما ما كان من أمر الوزير، فأنه لما ملك الخاتم، قال للملك: كيف رأيت؟ أما قلت لك إن هذا كذابٌ نصابٌ ما كنت تصدقني، فقال له: الحق معك يا وزير، الله يعطيك العافية، هات الخاتم حتى أتفرّج عليه، فالتفت الوزير بالغضب وبصق في وجهه، وقال له: يا قليل العقل، كيف أعطيه لك وأبقى خادمك بعد أن صرتُ سيّدك؟ ولكن أنا ما بقيت أبقيك، ثم دعك الخاتم فحضر الخادم، فقال له: احمل هذا القليل الأدب وارمه في المكان الذي رميت فيه نسيبه النصاب، فحمله وطار به، فقال له الملك يا مخلوق ربي أي شيءٍ ذنبي؟ فقال له الخادم: لا أدري، وإنما أمرني سيدي بذلك، وأنا لا أقدر أن أخالف من ملك الخاتم هذا الرصد، ولم يزل طائراً به حتى رماه في المكان الذي فيه معروف، ثم رجع وتركه هناك، فسمع معروفاً يبكي، فأتى له وأخبره بحاله، وقعدا يبكيان على ما أصابهما، ولم يجدا أكلاً ولا شرباً، وهذا ما كان من أمرهما.

تهديد الوزير

وأما ما كان من أمر الوزير، فإنه بعدما شتت معروفاً والملك، قام وخرج من البستان، وأرسل إلى جميع العسكر وعمل ديواناً، وأخبرهم بما فعل مع معروف والملك، وأخبرهم بقصة الخاتم، وقال لهم: إن لم تجعلوني سلطاناً عليكم أمرت خادم الخاتم أن يحملكم جميعاً ويرميكم في الربع الخراب، فتموتون جوعاً وعطشاً، فقالوا له لا تفعل معنا ضرراً، فإننا قد رضينا بك سلطاناً علينا، ولا نعصي لك أمراً، ثم إنهم اتفقوا على سلطنته عليهم قهراً عنهم، وخلع عليهم الخلع وصار يطلب من أبي السعادات كل ما أراده، فيحضر بين يديه في الحال، ثم إنه جلس على الكرسي وأطاعه العسكر، وأرسل إلى بنت الملك يقول لها حضّري روحك فإني داخلٌ عليك في هذه الليلة، لأني مشتاقٌ إليك، فبكت وصعُب عليها أبوها وزوجها. وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

زواج بالقهر

وفي الليلة الخامسة والستين بعد السبعمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن زوجة معروف أرسلت للوزير الذي أصبح سلطانا، تقول: أمهلني حتى تنقضي العدّة، ثم اكتب كتابي وادخل عليّ في الحلال، فأرسل يقول لها: أنا لا أعرف عدّة ولا طول مدة، ولا أحتاج إلى كتاب ولا أعرف حلالاً من حرام، ولا بدّ من دخولي عليك في هذه الليلة، فأرسلت تقول له مرحباً بك ولا بأس بذلك، وكان ذلك مكرا منها، فلمّا رجع له الجواب فرح وصدره انشرح، لأنه كان مغرماً بحبّها، ثم أمر بوضع الأطعمة بين جميع الناس، وقال: كلوا هذا الطعام فإنه وليمة الفرح، فإني أريد الدخول على الملكة في هذه الليلة، فقال شيخ الإسلام: لا يحل لك الدخول عليها حتى تنقضي عدّتها، وتكتب كتابك عليها، فقال له: أنا لا أعرف عدة ولا مدة، فلا تكثر عليّ كلاماً، فسكت شيخ الإسلام وخاف من شره، وقال للعسكر: إن هذا كافرٌ لا دينٌ له ولا مذهب، فلما جاء المساء دخل عليها، فرآها لابسةً آخر ما عندها من الثياب، وهي ضاحكة، وقالت له: ليلة مباركة.

وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

مكر الزوجة

وفي الليلة السادسة والستين بعد السبعمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن بنت الملك قابلت الوزير، وقالت له: مرحباً بك، ولو كنت قتلت أبي وزوجي لكان أحسن عندي، فقال لها: لا بدّ أن أقتلهما، فأجلسته وصارت تمازحه حتى تظفر بالخاتم، وتبدّل فرحه بالنكد على ما ناصبته وما فعلت معه هذه الفعال، فلما رأى الملاطفة والابتسام هاج عليه الغرام، وطلب منها الوصال، فلما دنا منها تباعدت عنه وبكت، وقالت: يا سيدي أما ترى الرجل الناظر إلينا، بالله عليك أن تسترني عن عينه، فكيف تواصلني وهو ينظر إلينا؟ فاغتاظ وقال: أين الرجل؟ قالت: ها هو في فصّ الخاتم يطلع رأسه وينظر إلينا، فظنّ أن خادم الخاتم ينظر إليهما، فضحك وقال: لا تخافي، إن هذا خادم وهو تحت طاعتي، قالت: أنا أخاف من العفاريت، فاقلعه وارمه بعيداً عنّي، فقلعه ووضعه على المخدّة ودنا منها، فرفسته برجلها في قلبه، فانقلب على قفاه مغشياً عليه، وزعقت على أتباعها فأتوها بسرعةٍ، فقالت امسكوه، فقبض عليه أربعون جارية، وعجّلت بأخذها الخاتم من فوق المخدة ودعكته، وإذا بأبي السعادات أقبل يقول: لبيك يا سيدتي، فقالت احمل هذا الكافر وضعه في السجن، وثقّل قيوده، فأخذه وسجنه في سجن الغضب ورجع، وقال لها: لقد سجنته، فقالت له: أين أبي وزوجي؟، قال رميتهما في الربع الخراب، قالت: أمرتك أن تأتيني بهما في هذه الساعة، فقال: سمعاً وطاعةً، ثم طار من أمامها، ولم يزل طائراً إلى أن وصل إلى الربع الخراب، ونزل عليهما، فرآهما قاعدين يبكيان ويشكوان لبعضهما، فقال لهما: لا تخافا قد أتاكما الفرج، وأخبرهما بما فعل الوزير، وقال لهما أني قد سجنته بيدي طاعةً لها، ثم أمرتني بإرجاعكما، ففرحا بخبره، ثم حملهما وطار بهما، فما كان غير ساعة حتى دخل بهما على بنت الملك، فقامت وسلّمت على أبيها وزوجها وأجلستهما، وقدّمت لهما الطعام والحلوى، وباتا بقية الليلة.

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

عودة الملك

في ثاني يوم ألبست أباها بدلةً فاخرةً، وألبست زوجها بدلةً فاخرةً، وقالت: يا أبت اقعد أنت على كرسيك ملكاً على ما كنت عليه أولاً، واجعل زوجي وزير ميمنة عندك، وأخبر عسكرك بما جرى، وهات الوزير من السجن واقتله، ثم أحرقه فإنه كافرٌ، وأراد أن يدخل عليّ سفاحاً من غير نكاح، وشهد على نفسه أنه كافر وليس له دين يتديّن به، واستوصِ بنسيبك الذي جعلته وزير ميمنة عندك، فقال: سمعاً وطاعةً يا بنتي، ولكن أعطيني الخاتم أو أعطيه لزوجك، فقالت إنه لا يصلح لك ولا له، وإنما الخاتم يكون عندي، وربما أحميه أكثر منكما، ومهما أردتما فاطلباه مني، وأنا أطلب لكما من خادم هذا الخاتم، ولا تخشيا بأساً ما دمت أنا طيبة، وبعد موتي فشأنكما والخاتم، فقال أبوها: هذا هو الرأي الصواب يا بنتي. وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السابعة والستين بعد السبعمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن الملك أخذ نسيبه وطلع إلى الديوان، وكان العسكر قد باتوا في كربٍ عظيمٍ، بسبب بنت الملك وما فعل معها الوزير من أنه دخل عليها سفاحاً من غير نكاح، وأساء للملك ونسيبه، وخافوا أن تنتهك شريعة الإسلام، لأنّه ظهر لهم أنه كافرٌ، ثم اجتمعوا في الديوان وصاروا يعنّفون شيخ الإسلام، ويقولون له: لماذا لم تمنعه من الدخول على الملكة سفاحاً؟ فقال لهم: يا ناس إن الرجل كافرٌ، وصار ملكاً للخاتم، وأنا وأنتم لا يخرج من أيدينا في حقه شيء، فالله تعالى يجازيه بفعله، فاسكتوا أنتم لئلا يقتلكم، فبينما العساكر مجتمعون يتحدثون في هذا الكلام، وإذ بالملك دخل عليهم في الديوان ومعه نسيبه معروف ففرحوا، وأعاد الملك كل شيء الى ما كان قبل ما فعله الوزير.

الوزير احتال على معروف وسرق الخاتم وامتلك الجني أبو السعادات

إلقاء الملك ومعروف في الربع الخراب والزواج من الملكة قهراً

الوزير بدأ يستولي على كل شيء وأهل المدينة لا يستطيعون ردعه

ابنة الملك تستعيد الخاتم وتعيد أباها وزوجها إلى عرش المدينة

عودة الملك ومعروف الإسكافي... والأفراح تملأ المدينة
back to top