حوار كيميائي: فلا نامت أعين الجبناء

نشر في 09-05-2021
آخر تحديث 09-05-2021 | 00:20
 د. حمد محمد المطر عُرفت الكويت، عبر تاريخها الطويل ومنذ بدايات القرن العشرين، بمناصرتها للقضية الفلسطينية، وكانت مواقفها ثابتة ومبدئية في كل مراحل الصراع مع الكيان المحتل، وقاتل الجيش الكويتي إلى جانب إخوانه العرب في الجبهة المصرية في حرب 1973، وكان موقف الحكومات الكويتية المتعاقبة ثابتاً في تبني القضية الفلسطينية ومناصرة الشعب الفلسطيني في كافة معارك الصراع، التي خاضها مع هذا الكيان الغاصب، دفاعاً عن حقه في وطنه ودفاعاً عن القدس والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

ومنذ أكثر من عشرة أيام يتعرض سكان حي الشيخ جراح في القدس لحملة اعتقالات واسعة من قبل الكيان الصهيوني، في محاولة لإجبارهم على مغادرته، ضمن جهود الكيان لتهويد مدينة القدس والاستيلاء على المسجد الأقصى، وسبق ذلك إغلاق ساحة باب العمود في المسجد الأقصى من قبل الكيان، وإعلانه يوم القدس العبري في 28 رمضان، وأصدرت وزارة الخارجية الكويتية بياناً في هذا الشأن استنكرت ودانت أعمال العنف ضد الشعب الفلسطيني، والقيود التي فرضتها سلطات الاحتلال على وصول المصلين بحرية إلى المسجد الأقصى، والإجراءات المخالفة للقانون الدولي ولحق المقدسيين في أرضهم وبيوتهم، ويأتي هذا البيان ترسيخاً للموقف المبدئي الكويتي من القضية الفلسطينية، فالكويت لم تتوانَ خلال مئة عام عن نصرة الأقصى، وعن تقديم الدعم الكامل للشعب الفلسطيني، كما يعبر هذا البيان عن السياسة الوطنية، التي رسم معالمها صاحب السمو الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، وهو الموقف الذي يجب أن يستمر في مواجهة التطبيع والتصدي للاحتلال الصهيوني، وإن كان من الواجب أن تخلو لغة الخطاب في هذه البيانات أو في التصريحات من كلمة "إسرائيل"، تماشياً مع الموقف الرسمي والشعبي بعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني ولو لفظياً.

وإذا كانت بيانات الاستنكار في زمن مقاطعة الكيان الصهيوني مهمة، وكانت الكويت سباقة في ذلك، فإنها واجبة في زمن التطبيع، ولاسيما أنها تتوافق وتنحاز للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة التي أكدت عدالة القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني الثابت في أرضه.

إننا إذ نشكر الخارجية الكويتية على موقفها المبدئي، فإننا ندعوها إلى أن توجه ممثلي الكويت في مجلس التعاون الخليجي، وفي الجامعة العربية، للدعوة إلى اجتماع خليجي - عربي طارئ لهذا الشأن، ومناقشة المستجدات وسبل التصدي لإجراءات الكيان الصهيوني المستمرة في تهويد القدس، نصرةً للأقصى وللشعب الفلسطيني، وتكريساً للموقف الوطني الثابت والمبدئي من القضية الفلسطينية.

«Catalyst» مادة حفّازة:

فلسطين المحتلة + العدو الصهيوني= مبادئ كويتية

د. حمد محمد المطر

back to top