عبدالعزيز السريع: المشهد الأدبي في الكويت جيد جداً

«لا يوجد عصر ذهبي للفن فكل جيل ينبهر بالرواد والكبار»

نشر في 04-05-2021
آخر تحديث 04-05-2021 | 00:02
الكاتب عبدالعزيز السريع
الكاتب عبدالعزيز السريع
يعكف الكاتب الكبير عبدالعزيز السريع على كتابة نصوص مسرحية جديدة، يحرص على إطلاقها مطبوعة للجمهور، وإن لم تجد طريقها لخشبة المسرح، وفي لقاء مع «الجريدة» أشار المؤلف القدير إلى أنه لا يجد رغبة في الكتابة الإبداعية للتلفزيون، بعد ما قدم من أعمال مهمة، كان آخرها إعداد مسرحية «الثمن» للمؤلف الأميركي آرثر ميلر، والتي تم تقديمها في عروض ضخمة بمركز جابر الثقافي، ولكنه يشعر أن الفنان يجب أن يكون على تواصل دائم مع جمهوره، ولذلك يحرص على استمرار برنامجه الإذاعي الشهير «خير الجليس»، الذي يعود من خلاله بعد شهر رمضان... وفيما يلي نص اللقاء:

• هل تجد رغبة في إثراء الساحة الدرامية بنص جديد من إبداعاتك؟

- أنا متوقف عن الدراما التلفزيونية، وكان آخر أعمالي مسرحية «الثمن» التي أطلقها وأنتجها مركز جابر الثقافي، في عروض ضخمة بمشاركة الفنانين عبدالله السدحان وناصر كرماني وفاطمة الطباخ وشهاب جوهر، والمخرج يوسف الحشاش، وقد حازت المسرحية على نجاح كبير من خلال عروض فنية ضخمة، ولكني بشكل عام لا أكتب لتوضع أعمالي على الرف، بل يجب أن تجد طريقها للجمهور.

• هل يشعر الفنان بعدم القدرة على العطاء الفني في مرحلة ما؟

- ربما الظروف الصحية تمنع الفنان من الإبداع، ولكني الحمد لله ليس لدي مانع صحي من العطاء، كما لم أشعر بجفاف الإبداع في داخلي، بل أحرص بين الحين والآخر على كتابة نصوص مسرحية مطبوعة تطرح للقراء، وإن لم تجد طريقها لخشبة المسرح، فإنها تجد طريقها للجمهور والعقول والوعي، وهو ما يعنيني بالأساس، أما عن التواصل مع الجمهور فأنا حريص على استمرار برنامجي الإذاعي «خير الجليس»، الذي تجاوز حتى الآن الـ 1600 حلقة، منذ أن تم إطلاقه قبل سنوات، وأقرأ من خلاله النصوص الإبداعية الجديدة والقديمة، تارة أحللها وأنقدها، وتارة أكتفي بعرضها على المستمعين ليقرروا بأنفسهم، وسنعود بعد رمضان لاستكمال حلقات البرنامج الذي يحظى بنسبة استماع كبيرة من الجمهور.

جمهور الإذاعة

• وكيف تجد إقبال المستمعين على الإذاعة؟

- إقبال رائع جدا، ولولا الجمهور ما استمررت، فالجمهور هو من شجعني على الاستمرار، ولكني لا أنكر أن هذا الاقبال فاجأني، فلدينا دائما اعتقاد بأن زمن الإذاعة انتهى، بعد إقبال الناس على التلفزيون والسينما ومواقع التواصل، ولكني يوميا أتلقى اتصالات من المستمعين وأناقش معهم أموراً عدة، وأحرص على التواصل المباشر معهم والرد على اتصالاتهم فهي تشبعني وتشعرني بقيمة ما أقدمه، وحجم وصوله للناس، ولذلك أحرص على التنوع فيما أقدمه، لأن جمهوري عريض ومتنوع وفي مراحل سنية مختلفة، فالبعض يميل للأدب والبعض للتاريخ، والفنون والعلوم، ولذلك أقدم الجديد والقديم بالاعتماد على مكتبات الكويت وبيروت والقاهرة، فهي أهم مصادري للحصول على المؤلفات بشكل مستمر.

• إلى أي مدى ترى حرص الجمهور على القراءة والاستفادة من إضاءاتك لبعض الأعمال؟

-لدي أدلة كثيرة على أن الجمهور يقرأ، ويقبل على تناول الكتب والمؤلفات ويستفيد من الإضاءات التي ألقيها على بعض الأعمال، لأنه بالأصل يحب القراءة ويرحب بالتشجيع عليها، وظهر ذلك لي واضحا من أول حلقة ببرنامجي، حيث تلقيت اتصالاً من أحد المستمعين الذين لا أعرفهم، عرفني بنفسه وهو شخص مثقف، وتفاعل مع الحلقات باهتمام كبير، حتى الأجيال الجديدة تحب القراءة ومعرض الكتاب دليل قاطع على ذلك، فالمعرض الأول ضم 4 دور نشر، وفي آخر دورات المعرض كان هناك 125 داراً، وهذا دليل على زيادة المبيعات، وإلا ما ازدهرت صناعة النشر بالكويت.

الدراما المطولة

• لم تقبل خلال مسيرتك على الدراما المطولة، فما السبب؟

- قدمت خلال مسيرتي نحو 10 مسرحيات، وكتبت للدراما مسلسلات قصيرة، ما عدا مسلسل «الإبريق المكسور» من إنتاجي وإعدادي، وكان في 30 حلقة، ولا يزال يعرض حتى الآن، ولكني بشكل عام لا أميل لهذا النوع من العروض، التي أشعر أنها «ممطوطة»، أو يتعمد فيها الإطالة لأسباب انتاجية لا فنية، وهذه النوعية لا تجذبني، لما فيها من تكرار، أما الدراما الصحيحة على مستوى العالم فليس لها عدد حلقات معين، فربما تكون في 3 حلقات أو 7 أو 10، حيث يفرض النص نفسه على الكاتب، وليس العكس.

• كيف ترى المشهد الأدبي في الكويت مقارنة بالعصر الذهبي؟

- جيد، بل جيد جدا، وفي وجهة نظري أنه لا يوجد عصر ذهبي للفن والإبداع الكويتي، فكل جيل ينبهر بالرواد والكبار وهو أمر طبيعي، ولكن هذا لا يعني أن الجيل الحالي ضعيف، على العكس، فهناك شباب مبدعون على كافة الصعد، ومن الكتاب هناك عبدالوهاب حمادي وسعود السنعوسي وبثينة العيسى وعبدالله البصيص، وعلى مستوى الدراما أجد أن منى الشمري لافتة للانتباه بأعمالها المؤثرة.

الأعمال الرمضانية

• هل تتابع الأعمال الدرامية في رمضان؟

- أنا لست متابعاً جيدا للدراما أو التلفزيون، ولكن بعد الإفطار ربما ألتقط بعض المشاهد، ومنها مسلسل «ممنوع التجول» على mbc لناصر القصبي، ولكن لا أجد عملاً يدفعني على المتابعة المستمرة، أما اللافت للنظر فهو الثراء الذي حل على الساحة الدرامية العربية والخليجية من عدد هائل للممثلين والإنتاج الضخم والموضوعات المتنوعة، وهي أمور لم تكن متاحة في عصرنا، ومن الإنصاف أن نشيد بها ونعطي هذا الجيل حقه لأنه يستحق ذلك، ولكن الفارق الحقيقي هو الإقبال على الدراما التلفزيونية في السنوات الأخيرة، أما في عصرنا فكان الإقبال الأكبر من الفنانين على المسرح بغض النظر عن ضعف أرباحهم، أما التوجه الآن إلى الدراما، وهذا الإنتاج الضخم المقدر بالملايين إنما هو مدفوع بأمور ربحية وإنتاجية واضحة لأنها تدر أرباحا لا يستطيع أن ينافسها المسرح بأي حال من الأحوال.

عزة إبراهيم

«خير الجليس» حقق نجاحاً كبيراً على مدى 1600 حلقة ويعود بعد رمضان

لا أكتب لتوضع أعمالي على الرف بل لتصل إلى الجمهور
back to top