دينا عبدالله: عائلتي دخلت الوسط الفني... مصادفة

أكدت أن والدها ربط استمرارها في التمثيل بنجاحها الدراسي

نشر في 03-05-2021
آخر تحديث 03-05-2021 | 00:01
بدأت الفنانة دينا عبدالله مسيرتها الفنية في مرحلة عمرية مبكرة، فالطفلة المعجزة، كما لقبت في طفولتها، شاركت في أعمال عديدة مع كبار الفنانين، ما بين السينما والتلفزيون عاشت دينا حياة الطفولة بين البلاتوهات المختلفة.
في دردشتها مع «الجريدة» تستعيد ذكرياتها وكواليس الأعمال التي شاركت فيها، كما تتحدث عن سبب ابتعادها عن الوسط الفني مؤخراً.

● كيف دخلت عائلتك الوسط الفني خصوصا أن شقيقتك الكبرى إيناس سبقتك في مجال التمثيل؟

اقرأ أيضا

- لم أكن انتمي إلى عائلة فنية، لكن المصادفة البحتة عرفتنا على الوسط الفني، فوالدي كان أستاذاً بالجامعة ومحامياً، ووالدتي شقيقها كان يعمل بالخارجية، وشغل منصبا مهما بالسفارة المصرية في برلين، وعندما تواجد في كان هناك لقاء تلفزيوني معه، فاصطحب والدتي معه لترافقه، وكانت برفقتها شقيقتي الكبرى إيناس التي دخلت لمكتب رئيسة التلفزيون آنذاك همت مصطفى مع خالي ووالدتي، وعندما وجدوها تتحدث كثيراً بطريقة تلقائية، عرضوا عليها الاشتراك في أحد المسلسلات التي كان يجري تحضيرها آنذاك.

● هل اعترضت الأسرة على احتراف شقيقتك للتمثيل؟

-بالرغم من أن العالم الفني غريب على الأسرة فإن الأم تحمست بشدة، خصوصا أنها رأت في ابنتها الكبرى تحقيق حلمها الذي لم تحققه بالعمل في الفن، ومن هنا بدأت علاقات العائلة مع الوسط الفني، خصوصا بعدما شاهد المخرج عاطف سالم أختي إيناس، ورشحها للمشاركة معه في فيلم "أبو العروسة"، ولم تكن والدتي تفارقها في جميع أيام التصوير، ورغم وجود شقيقتي الوسطى إيمان معها أحياناً فإن إيمان لم تحب التمثيل، ورفضت خوض التجربة.

● كيف جاءت بدايتك في الطفولة؟

- بداياتي مع التمثيل جاءت عندما كان عمري 3 سنوات من خلال فيلم "السلم الخلفي"، وهو العمل الذي تسبب في إطلاق لقب الطفلة المعجزة علي، لأنني كنت صغيرة جداً، ومثلت بشكل جيد ومع نجوم كبار، وكنت سعيدة بحسن المعاملة والأخلاق التي كانت تصاحب الأعمال الفنية التي اشترك فيها، وتعلمت الكثير.

● ما الذكريات التي تتذكرينها عن تجربتك في فيلم "السلم الخلفي"؟

- أتذكر قيام المخرج عاطف سالم بمنحي "كلاكيت"، وإطلاق لقب الطفلة المعجزة علي، فهو من صمم الكلاكيت الصغير من أجلي، وكنت سعيدة بهذه الهدية، واحتفظت بها، وهو من المخرجين الذين احببت العمل معهم، واتذكر انني قدمت معه 3 أفلام من التجارب التي احببتها.

● ما الأعمال التي تذكرينها في تلك المرحلة العمرية؟

- شاركت في العديد من الأعمال الفنية بين السينما والتلفزيون من بينها مسلسل "محمد رسول الله"، وكان عمري وقتئذ 9 سنوات، كما قدمت دور شقيقة ليلى علوي المريضة بالقلب في مسلسل "بنت الأصول"، وهو من الأعمال التي أحبها كثيراً، وحمل صعوبات كثيرة على المستوى النفسي بالنسبة لي، لصعوبة الدور، وكنت موجودة باستمرار في برامج "ماما كاريمان" الدينية، وكنا نصورها في مصر والسعودية، وأيضاً شاركت في مسلسل "وهم الحب" مع المخرج محمد جلال.

● وبالنسبة لفترة المدرسة، كيف وفقت بين التمثيل والعمل في الأعمال التي شاركت فيها؟

- تفوقت في مدرستي ولم يؤثر عملي في الفن على التزامي بالمدرسة، خصوصا أنني درست في مدارس الراهبات، وشكلت شخصيتي داخل المدرسة على الالتزام والصرامة في المواعيد واحترام الكبير، فأنا أدين للمدرسة بالكثير في تكوين شخصيتي بالطفولة، وهو أمر لم يكن يكتمل بدون وجود والدتي التي لم تفارقني يوماً، ودائما ما احتضنتي وساعدتني على النجاح والتفوق، سواء في التمثيل أو المدرسة.

● هل أثر التمثيل على علاقتك بزملائك في المدرسة؟

- على الإطلاق، فالمدرسة دائما ما كانت لها الأولوية في حياتي، ووالدي دائما ما رهن استمراري في التمثيل باستمراري في التفوق الدراسي، لذا كان التمثيل بالنسبة لي حافزا على المذاكرة، وكنت من أوائل دفعتي في المدرسة.

● لماذا لم تلتحقي بمعهد التمثيل وفضلت كلية الآداب؟

- فضلت أن أتعامل مع التمثيل كهواية، حتى يكون لدي القدرة على الاختيار والرفض والقبول، وكنت متفوقة في دراستي، وفي ممارسة الرياضة، فكنت بطلة المدرسة في البينج بونج بالمرحلة الإعدادية، وكنت أشترك في فريق التمثيل، وأقوم بالتمثيل بالفرنسية، وكذلك في مسرح الجامعة، وحصلت على دكتوراه في الإعلام الاقتصادي، وبعدما ارتبطت بالخطوبة عقب قصة حب لم تكتمل بالزواج قمت برعاية والدي، الذي عانى مشاكل صحية كثيرة، والآن أقوم برعاية والدتي، التي مهما قدمت لها فلن أتمكن من رد ما فعلته معي.

فرع● هل هناك نوعية أدوار محددة أردت تقديمها في بدايتك الفنية؟ي

- أعتبر نفسي محظوظة بتقديم جميع الأدوار في مراحل عمرية مختلفة ما بين الكوميدي والصعيدي في مسلسل "الوشم" وغير ذلك من الأدوار، وما رفضته فقط هو تقديم أدوار الإغراء، لأنها لا تناسبني، ولم أشعر بالندم مطلقاً على الاعتذار عن عدم تقديم هذه الأدوار.

● عادة ما يواجه الفنانون الذين بدأوا في طفولتهم إشكاليات في مراحل عمرية معينة، فهل حدث هذا معك؟

- هناك فارق في المراحل العمرية التي قمت بالتمثيل فيها، صحيح أنني بدأت منذ الطفولة لكني استمررت حتى بعد ما كبرت، وهناك فترة بالفعل تراجعت فيها الأدوار التي تناسبني، لكن هذا الأمر لم يزعجني على الإطلاق، فعائلتي كانت دائماً تساعدني وتشرح لي ما لا أفهمه، ووالدي كان بجواري، فنشأتي في منزل يقدر قيمة الأسرة ساعدني كثيراً في حياتي بشكل عام.

● ماذا عن تجربتك في فيلم "الحفيد"؟

- قدمت أكثر من 55 مسلسلا متنوعا بخلاف الأفلام والبرامج، لكن الجمهور يتذكر دوري في الحفيد، خصوصاً أن شخصية "رويتر" التي قدمتها علقت مع الجمهور، وأدين بالفضل في نجاح هذا الدور لبابا مدبولي، كما كنت أناديه في حياته، فهو ساعدني كثيراً، وكذلك ماما كريمة، وكنت سعيدة بالفيلم ونجاحه، وأتذكر أن أجري فيه كان فستانا فقط، ولم أحصل على أموال.

● حدثينا عن ذكرياتك مع الفنان عزت العلايلي؟

- شاركت مع الراحل في عدة أعمال مهمة، من بينها مسلسل "سنوات الغضب" الذي قدمت فيه دور فتاة تعرضت لإعاقة جسدية حرمتها من الرياضة التي تحبها وتحترفها، فهذا الدور واحد من الأعمال التي تركت بصمة في نفسي، وأدركت فيها قيمة رسالة الفن التي نقدمها، خصوصا عندما قابلتني سيدة في الخارج برفقة ابنتها وأخبرتني أن ابنتها بعدما شاهدت المسلسل، وكانت قد تعرضت قبله لإعاقة، أقبلت على الحياة مجدداً، وبدأت التفكير فيما يمكن أن تفعله في حياتها الجديدة، ولا تتخيل سعادتي وقتئذ بهذه التجربة.

● من الأفلام التي شاركت فيها "مايوه لبنت الأسطى محمود"، حدثينا عن هذه التجربة؟

- بالفعل هذا الفيلم له ذكريات كثيرة معي، وهو من إنتاج التلفزيون، ورشحني له المخرج إبراهيم الشقنقيري، وشاركت فيه مع الفنان محمد رضا ويسرا، وكنت بطلته، لأن الأحداث تدور حول شراء ملابس بحر لي باعتباري ابنة الأسطى محمود خلال المصيف في الإسكندرية، والفنان الراحل كان حريصا على تدليلي باستمرار في الكواليس، خصوصا خلال فترة تصويرنا في الاسكندرية، فهو من الممثلين الذين أحببت العمل معهم.

● ماذا عن تجاربك على خشبة المسرح؟

- خضت عدة تجارب مسرحية مميزة اعتز بها كثيراً، من بينها مسرحية "عطيل الواد الجن" مع الراحل يونس شلبي، كذلك على خشبة مسرح الجامعة التي تفوقت بها وكنت من أوائل القسم الفرنسي بكلية الآداب، فالمسرح له متعة ومذاق مختلف، وأعتبر نفسي محظوظة أنني قدمت أعمالا على خشبة المسرح القومي.

● وبالنسبة للإذاعة؟

- الإذاعة أتاحت لي فرصا لم تتح من قبل، خصوصا في التعاون مع كبار، فكنت أقوم بالعمل خلف الميكروفون مع نجمات كبار منهم فاتن حمامة، وردة، بالإضافة إلى أن عملي خلف الميكروفون ساعدني كثيراً على تقديم الدوبلاج لأفلام الأطفال.

● حدثينا عن ذكرياتك مع كبار النجوم؟

- ثمة شخصيات فنية تركت في أثرا كبيرا، من بينهم الفنانة الراحلة ماجدة الصباحي، التي كانت تحبني بشدة وربطتني بها علاقة قوية، وكذلك السندريلا سعاد حسني التي قدمت معها "أميرة حبي أنا"، وأتذكر أنني بعد أحد المشاهد بكيت بشدة فاحتضنتي، فالجيل القديم من كبار النجوم تميز بالأخلاق والحرص على الأجواء الإيجابية في أي عمل كانوا يشتركون فيه، لذا عندما استعيد ذاكرتي لا أتذكرهم إلا بكل خير وسعادة، وأتذكر أيضاً تجربتي في مسلسل "قلب الليل" مع ممدوح عبدالحليم، فهو من الأدوار المميزة بالنسبة إلي لتقديمي شخصية "دلالة"، فهو دور لم اقدمه من قبل، ومن الفنانين الذين احببت العمل معهم الراحل نور الشريف، فهو مثال للفنان الملتزم الموهوب الذي يساعد من حوله، ولا يدخر جهداً في هذا الأمر.

● كيف جاء ترشيحك للاشتراك في "ليالي الحلمية"؟

- من خلال المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ، والفنانة لوسي، اتصل بي الأستاذ اسماعيل، وأخبرني أنه يرغب في أن اكون معه في المسلسل، ليقدمني بشكل مختلف من خلال شخصية الدكتورة فاتن، ووقتئذ كنت مع العائلة في المصيف بفرنسا، وعندما عدت التقيت به وبالفنانة لوسي التي تمسكت بوجودي في العمل بشدة، وكانت تحضر حتى المشاهد التي لا تجمعني معها، وكانت تعاملني مثل ابنتها، وأشادت بأدائي كثيراً، وحققت نجاحا كبيرا في الشخصية، وعشت في التصوير علاقة استثنائية مع لوسي، التي رشحتني بعد المسلسل لفيلمها "ليه يا بنفسج"، الذي أنتجته، لكنني اعتذرت لأسباب خاصة بي.

● كيف جاءت فكرة اتجاهك لمجال التقديم التلفزيوني؟

- أردت أن أقوم بتكريم كبار النجوم الذين عملت معهم في مسيرتي الفنية خلال الطفولة، وكانت رغبتي في الاحتفاء بالكبار هي الدافع الحقيقي في فكرة برنامج "حبيب الملايين" الذي قدمته على مدار سنوات عديدة، وحقق نجاحا كبيرا عند عرضه، بل تبعته برامج اخرى مماثلة قدمها زملاء لي على نفس الفكرة، واتذكر أول حلقة قمت بتصويرها في البرنامج كانت مع الفنان عبدالمنعم مدبولي، وشكرني كثيراً على التكريم، وقال لي انه يشعر بسعادة عندما يتلقى التكريم في حياته، وكانت حلقة ممتعة بالنسبة لي وشديدة التأثر له، وكان ضيوفي يشعرون بالراحة في البرنامج خلال الحديث لذلك تجدهم كشفوا عن أسرار كثيرة، وأحاديث لم يتطرقوا إليها من قبل، وكل حلقة في هذا البرنامج لها معزة كبيرة في قلبي على المستوى الشخصي واتذكر تفاصيلها، فهي لم تكن مجرد حلقات احتفائية بالفنانين لكنها حلقات نقلت مشاعر الحب من الجمهور للضيوف الذين شعروا بأهمية ما قدموه، ولمسوا حب الناس عن قرب واستمر البرنامج أكثر من 6 سنوات على الشاشة.

● خضت أيضاً تجربة تقديم البرامج الإنسانية، فما سبب حماسك لها؟

- بالفعل كنت متحمسة بشدة لخوض هذه التجربة التي اعتبرها إنسانية، وقدمت عدة برامج منها "طوق نجاة"، و"الدنيا بخير"، وهي برامج هدفت لمساعدة المحتاجين في المقام الأول وعرضت حالات انسانية لم تكن سهلة والحمدلله تمكن أصحابها من تلقي العلاج ومواجهة صعوبات الحياة، وهذه البرامج بجانب انشغالي بالتدريس في الجامعة جعل البعض يعتقد أنني ابتعدت عن التمثيل.

● لماذا لم تعودي للتمثيل؟

- لم اعتزل حتى أعود، بل على العكس اتمنى العمل مع الجيل الجديد، لكن لظروف عائلية ابتعدت قليلاً عن الوسط الفني، ولدي رغبة في العودة بعمل قوي يناسبني، خصوصا أنني قدمت الكثير من الأدوار في أعمال جيدة ومهمة ولا أرغب في أن أكون موجودة لمجرد التواجد فحسب، وإذا لم يكن العمل جيدا ويضيف لي فلن أعود، أمر آخر تسبب في غيابي هو اختلاف القائمين على الوسط الفني في الوقت الحالي عمن تعاملت معهم سلفاً، وليس لدي علاقات معهم.

● هل تشعرين بالرضا عن مسيرتك الفنية؟

- بالتأكيد، خصوصا أنني قدمت أعمالا كثيرة في فترة زمنية قصيرة نسبياً، وحصدت العديد من الجوائز والتكريمات، ليس في مصر فقط بل في الوطن العربي، وشاركت في تجارب ناجحة داخل وخارج مصر، والأهم من ذلك أنني قدمت ما أشعر انه يضيف لي فنيا، ولم اقدم عملا أشعر بالخجل منه أو أندم عليه.

هيثم عسران

مشاركتي في "السلم الخلفي" السبب في إطلاق لقب الطفلة المعجزة

فضّلت الحفاظ على هواية التمثيل وحصلت على دكتوراه في الإعلام

أردت تكريم كبار النجوم في حياتهم ولم أعتزل التمثيل حتى أعود

راضية عن مسيرتي الفنية وحصدت تكريمات عديدة داخل مصر وخارجها
back to top