من يخلصنا من جرائم مستهتري الطرق‎؟

نشر في 30-04-2021
آخر تحديث 30-04-2021 | 00:00
 د. نوري أحمد الحساوي ما يحدث في شوارع الكويت جريمة بحق البلد وحق من يسكن فيه، فما نشاهده بشكل يومي من استهتار ورعونة من بعض الشباب المستهترين أثناء قيادتهم لسياراتهم في شوارع الكويت سواء في الطرق السريعة أو غيرها من الشوارع، معرضين مرتادي هذه الطرق للخطر والحوادث التي لا تحمد عقباها، إن ما نشاهده ويحدث في شوارع الكويت من حوادث مميتة بسبب السرعة ورعونة بعض الشباب الطائشين والمنحلين خلقيا ترك الأثر السيئ عند الكثير من المواطنين، مما جعلهم يتحاشون الخروج إلا للضرورة القصوى، ولكن هل هذا هو الحل؟ وإلى متى سيظل الوضع كما هو وستظل الشوارع أماكن رعب؟

هل تحركت الحكومة متمثلة بوزارة الداخلية بإداراتها المختصة؟ ونعني هنا إدارة المرور بتحرك جاد وفعال حيال هذه المشكلة الخطيرة أم اكتفت بوضع كاميرات السرعة التي عرف الشباب المستهترون التعامل معها من خلال تخفيض السرعة كلما اقتربوا منها، وبعدها يستمرون في سرعتهم الجنونية، أم اكتفت الإدارة بإيقاف سيارة دورية في الشارع وتشغيل "الفلاشر"؟ فكل تلك الإجراءات ليست بحلول لهذه المشكلة، بل ليس لها أثر ملموس وفعال.

نقول إن الحل يكمن في إيجاد خطة فعالة ومدروسة من المعنيين بهذا الموضوع تتمثل بتطبيق القانون بشدة ودون تهاون خصوصا مع هؤلاء الذين يعرضون حياة البشر للخطر حتى لو لزم الأمر ملاحقتهم بشتى الطرق واستخدام السلاح من رجال الأمن لتوقيفهم ومعاقبتهم، فهذه النوعية من البشر لا يفيد معهم إلا الضرب بيد من حديد، كذلك بالإمكان استخدام سيارات مدنية لرجال الأمن بملابس مدنية تجول في الشوارع وتوقف كل من يستخدم الطريق بصورة مخالفة للقوانين وتفرض عليه العقوبة المناسبة، ويمكن أيضا استخدام طريقة كبس السيارات التي يقودها صاحبها في رعونة واستهتار وهذا الأمر معمول به في بعض الدول الخليجية.

إذا تُرك الأمر على ما هو عليه فسنرى شوارعنا مرعى وملعبا لهؤلاء المستهترين الذين لا يضعون للقانون وللأنظمة أي اعتبار، يعتقد بعضهم أن هناك من يقف معهم في حالة أي مخالفة من خلال واسطة محترمة تبعدهم عن أي عقوبة أو مخالفة، لذلك لا بد للمسؤولين من الوقوف ضد هذا الأمر وتطبيق القانون على الكل دون هوادة، فلا نريد القانون أن يطبق على الوافد فقط الذي لم يصبغ سيارته أو أن سيارته تدخن ويترك من يعرض أرواح الناس للخطر والموت يمرح ويسرح في شوارع الكويت، فحان الوقت لضرب هؤلاء بيد من حديد قبل أن نُضرب نحن بالحديد، والله المستعان.

د. نوري أحمد جاسم الحساوي

back to top