إيران تُوسّع «بارشين»... وروحاني ينتقد «الجنرالات»

«محادثات فيينا» على الطريق الصحيح رغم الصعوبات... وانتقادات إسرائيلية لـ«تراجع» بايدن

نشر في 19-04-2021
آخر تحديث 19-04-2021 | 00:05
شاحنات تحمل طائرات مسيرة وصواريخ خلال استعراض للجيش في طهران أمس (إرنا)
شاحنات تحمل طائرات مسيرة وصواريخ خلال استعراض للجيش في طهران أمس (إرنا)
كشفت صور أقمار صناعية، أمس، توسيع إيران لموقع ذري مشبوه بقلب جبال قرب طهران، في وقت اعتبر كبير مفاوضي إيران بمباحثات فيينا الدولية أن الجهود الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي أمام طريق صعب لرفع العقوبات عن بلاده، وحث الرئيس حسن روحاني الجنرالات السابقين على الابتعاد عن الحياة السياسية.
في حين تتسلط الأضواء على مجريات مباحثات فيينا الدولية الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، نشر معهد "إنتل لاب" للأبحاث، فجر أمس، صورة لمجمع بارشين الدفاعي النووي في إيران، التقطت بالأقمار الاصطناعية تشير إلى قيام طهران بتوسيع الموقع المشبوه وإنشاء 4 مبان جديدة بمحيطه.

وأوضح المعهد أن المباني الجديدة في مجمع بارشين محاطة بـ"تلال" مضادة للانفجار قيد الإنشاء. وتشير تقارير سابقة إلى أن الموقع، الذي يقبع قرب طهران، شهد عمليات بحث وتطوير وإنتاج للذخائر والصواريخ والمتفجرات. وفي الآونة الأخيرة، أوردت تقارير أميركية أن محيط موقع بارشين شهد أنشطة مشبوهة.

ورفضت طهران بشكل متواصل السماح لمفتشي وكالة الطاقة الدولية بزيارة الموقع، بحجة أن الوكالة الأممية سبق أن قامت بعمليات تفتيش فيه عام 2005 لم تسفر عن نتيجة، وهو ما وضع علامات استفهام كثيرة ورسم الكثير من التساؤلات حول نشاطاته. وكانت الوكالة الدولية قدمت طلبا لزيارة المنشأة في أواخر عام 2011، بعد أن لاحظت أن هناك عمليات هدم وبناء جديدة في الموقع.

واتهمت مؤسسة بحثية أميركية إيران في أغسطس 2015 بتطهير المجمع العسكري. وكشف "معهد العلوم والأمن الدولي"، ومقره واشنطن، صورا التُقطت بالأقمار الصناعية تبين مركبات وأجساما مثل الحاويات يجري نقلها من "بارشين". في حين أوضحت طهران أن هذا جزء من أعمال صيانة وشق طرق في المنطقة ليس إلا.

أما المعهد فشرح أن الصور التُقطت بعد أن وقعت إيران الاتفاق مع القوى العالمية في 14 يوليو 2015 للحد من أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات. وقال في حينها إن "هذا النشاط الجديد الذي يحدث بعد توقيع اتفاق 14 يوليو يثير مخاوف من أن إيران تقوم بمزيد من أعمال التطهير لإجهاض عملية التحقق التي تقوم بها الوكالة الدولية".

كما أضاف المعهد: "هذا النشاط الجديد ربما يكون آخر محاولة لضمان عدم العثور على أي أدلة ثبوت" بشأن أنشطة تتعلق بتطوير أسلحة ذرية.

ووفقا لمعلومات قدمتها بعض الدول الأعضاء للوكالة الدولية قبل سنوات، فإن "بارشين" ربما شهد تجارب هيدروديناميكية لقياس مدى تفاعل مواد محددة تحت ضغط عال، مثلما يحدث في انفجار نووي.

تحقق وصعوبة

وجاء الكشف عن توسيع وتحصين الموقع، بالتزامن مع تأكيد وكالة الطاقة الدولية أن الجمهورية الإسلامية بدأت عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة %60 في أحد المعامل بمدينة نطنز.

وأعلن المدير العام للوكالة رافايل غروسي، في تقرير حول التفتيش والرقابة في إيران للدول الأعضاء، أن الوكالة تحققت من رفع طهران تخصيب اليورانيوم الذي يقربها من النسبة المطلوبة لتطوير الأسلحة الذرية.

إلى ذلك، كشف كبير المفاوضين الإيرانيين، نائب وزير الخارجية عباس عراقجي، أن أمام بلاده طريقاً صعباً بشأن التوصل إلى تفاهمات في ما يتعلق بالاتفاق النووي الموقع عام 2015.

وكتب عراقجي عبر "تويتر"، مساء أمس الأول، عقب جولة محادثات بين إيران ومجموعة 4+1، "يبدو أننا الآن في الطريق الصحيح، لكنّ أمامنا طريقاً صعباً".

وأضاف عراقجي: "من السابق لأوانه التنبؤ بالنتيجة. ستواصل مجموعات الخبراء العمل الجاد لتوضيح القضايا المهمة".

وبدأت إيران الخميس الماضي الجولة الثانية من المفاوضات مع الدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بالإضافة إلى روسيا والصين، من أجل التوصل إلى تفاهم جديد بشأن إعادة العمل بالاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في مايو 2018 وتشديد العقوبات على طهران.

وأمس الأول، علمت "الجريدة" من مصدر مطلع أن طهران تقاوم مقترحا أميركيا لتقسيم العقوبات إلى: قابلة للرفع، وأخرى للتفاوض، وقسم غير قابل للرفع، وأن موقفها ثابت بضرورة رفع جميع العقوبات دفعة واحدة.

في شأن قريب، طلبت السلطات الإيرانية من الشرطة الدولية (انتربول) المساعدة في توقيف شخص يدعى رضا كريمي يشتبه بضلوعه في تفجير طال منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، واتهمت طهران إسرائيل بالتورط فيه.

وفي خطوة من شأنها إثارة المزيد من قلق الدول الغربية والإقليمية، كشف الجیش الإيراني، عن منظومة جديدة للدفاع الجوي بعيدة المدى من طراز "دماوند" أمس.

وقال الجيش إن المنظومة الجديدة قادرة على اعتراض وتدمير أنواع الطائرات والصواريخ الباليستية وكروز.

في غضون ذلك، حث الرئيس الإيراني حسن روحاني الجنرالات السابقين، الذين يتطلعون لخوض غمار الحياة السياسية والترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 18 يونيو المقبل، على الابتعاد عن العمل السياسي.

وقال روحاني: "واجب قواتنا المسلحة ليس فقط ذا طبيعة عسكرية، ولكن أيضا ليس الدخول في السياسة"، مشيراً إلى أن مهمة الجيش هي حماية سيادة الأمة والحكومة المنتخبة من قبل الشعب.

وأعلن العديد من العسكريين السابقين عزمهم الترشح للانتخابات، ما يثير مخاوف لدى التيار الإصلاحي الذي ينتمي إليه روحاني من أن البلاد قد تديرها حكومة عسكرية في المستقبل.

خيبة إسرائيلية

في هذه الأثناء، وجهت أوساط سياسية إسرائيلية انتقادات لاذعة إلى المواقف التي تبديها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه الملف النووي الإيراني، مشيرة إلى ما سمته "التراجع التام" للإدارة الأميركية أمام طهران.

ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً والمقربة من ديوان رئيس الحكومة المكلف بنيامين نتنياهو، عن هذه الأوساط قولها إن واشنطن قبلت من حيث المبدأ مطالب طهران بتعويضها بسبب العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب. وأكدت أن "خيبة أمل كبيرة" تسود إسرائيل من المواقف التي عبّرت عنها إدارة بايدن في مفاوضات فيينا، مشيرة إلى أن الفجوات بين موقفي واشنطن وتل أبيب "هائلة".

زلزال إيران لم يؤثر على «نووي بوشهر»

أعلنت العلاقات العامة لمحطة بوشهر النووية جنوبي إيران، أن الزلزال الذي وقع أمس، وبلغت شدته 5.9 درجات على مقياس ريختر لم يسفر عن أي أضرار في المحطة.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن إدارة المحطة القول، في بيان، إن كل الأقسام والأجهزة والمباني في محطة "بوشهر" سليمة تماما، وتواصل نشاطها من دون أي خلل.

ولفت البيان إلى أن "بوشهر" صمّمت وفقا للمعايير القياسية الدولية، وهي مقاومة لأقوى أنواع الزلازل في البلاد والمنطقة.

الجيش الإيراني يكشف عن منظومة دفاع جوي بعيدة المدى و«الوكالة الذرية» تؤكد رفع طهران التخصيب إلى %60
back to top