وثيقة لها تاريخ: «الأوقاف» تتعاون مع مكتبنا الإعلامي في الهند وتتصدى لموقف مؤيد للعراق عام 1993

نشر في 02-04-2021
آخر تحديث 02-04-2021 | 00:05
الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد رحمه الله في زيارة للهند وإلى جانبه السفير ضرار الرزوقي
الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد رحمه الله في زيارة للهند وإلى جانبه السفير ضرار الرزوقي
تقدم الكويت حكومة وشعباً الكثير من المساعدات الإنسانية لشعوب العالم، فنجد مساعداتها تتوزع في جميع القارات، وتستهدف جميع الأديان والألوان والأصول، دون تفرقة ودون ربط مساعداتها بشروط سياسية أو غير ذلك. لكن ظروف الغزو العراقي جعلت الكويت تعيد النظر في هذه المسألة، لأنها شاهدت مواقف غريبة تجاهها من بعض الفئات والجماعات، ومنها جماعة إسلامية كبيرة في عدد من الدول.

عندما كنت أعمل في الهند، اطلعت على افتتاحية في إحدى المجلات التي تتحدث بلسان حال جماعة من الجماعات الإسلامية المهمة، والتي كانت تتلقى الكثير من الدعم المالي لمشاريع مثل المدارس والمساجد ودور الأيتام، وغير ذلك من نشاطات متنوعة. وقد تركزت الافتتاحية، التي نشرت بتاريخ 11-17 يوليو 1993، على موضوع الهجوم الأميركي على مقر الاستخبارات العراقية في بغداد، وكانت متعاطفة مع الجانب العراقي، حيث جاء عنوان الافتتاحية كالتالي "هجوم لا مبرر له"... وإليكم أهم ما ورد فيها:

• ارتكبت الولايات المتحدة خطأ في الهجوم قبل الإعلان عن قرار المحكمة في الكويت.

• شنت الولايات المتحدة هجومها على العراق دون إذن من الأمم المتحدة.

• العديد من الأبرياء لقوا حتفهم بسبب الهجوم الأميركي.

• إن العالم كله وقف ضد الهجوم الأميركي الذي لم يكن له مبرر باستثناء المملكة المتحدة والكويت.

لقد كان موقف هذه الجماعة متعاطفاً جداً مع العراق، رغم أن الكويت وشعبها هم من تعاطفوا لسنوات طويلة مع هذه الجماعة، وقدموا لها الكثير من الدعم لتمكينها من تنفيذ مشاريعها!

ولقد حرصت على أن تصل هذه المعلومة إلى وزارة الأوقاف، لتتخذ موقفاً يتناسب مع الموقف. وفعلاً تم إصدار قرار بتجميد المساعدات المالية لهذه الجماعة، مما دفعها بعد شهور قليلة إلى التواصل معي والاعتذار عما ورد في الافتتاحية. وفي شهر نوفمبر من نفس العام نشرت المجلة ذاتها افتتاحية أخرى تحت عنوان "زعزعة في الخليج"، وكان موقفها داعماً ومؤيداً للكويت، وجاء في الافتتاحية ما يلي:

• إن العراق لا يعترف بالحدود التي تم ترسيمها مع الكويت من قبل لجنة مختصة من الأمم المتحدة.

• طالما أن هذا هو الحال، وأن العراق لا يعترف بالحدود التي رسمتها الأمم المتحدة، فإن حوادث الاعتداء العراقي ضد الكويت ستتكرر وهو أمر مرفوض.

• يجب على منظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الأمم المتحدة العمل السريع والجاد لإقناع صدام حسين بوقف الاعتداءات ضد الكويت، وفي حالة الرفض عليها أن تتخذ إجراء عملياً وحاسماً ضد العراق.

• على العراق أيضاً أن يتعاون مع الكويت لإنهاء مشكلة الأسرى والمفقودين الكويتيين، وأن يقدم كل ما لديه من معلومات للعثور عليهم أحياء أو أمواتاً.

ونشرت المجلة بعد فترة قصيرة افتتاحية أخرى مؤيدة ومتعاطفة مع الكويت، وقد عرفت أن سبب نشر الافتتاحية الأولى المتعاطفة مع العراق هو عدم التنسيق مع المسؤولين في هذه الجماعة، واجتهاد أحد الكتّاب دون التشاور مع مسؤوليه.

back to top