القبول ومحبة الناس

نشر في 02-04-2021
آخر تحديث 02-04-2021 | 00:00
 د. نبيلة شهاب البعض يُقبل ويقبل معه الاستبشار والسرور والبعض عكس ذلك، فالقبول بين الناس ومحبتهم شيء جميل، وهو أن يستبشر الآخرون بقدوم الفرد ويشعرون بالسعادة بوجوده، وغالباً ما يكون ذلك بسبب شخصيته المميزة وسلوكياته الإيجابية، فكثيراً ما كانت خفة الدم والانبساط والتبسط مع الآخرين والمرح أهم الميزات التي تقرب الفرد من الآخرين إلى جانب طيبة القلب والابتسامة وروح التفاؤل التي يبعثها في مكان وجوده وحوله.

والشخص المحبوب هو في الغالب من يستولي على اهتمام أغلب من يكون حوله سواءً كانوا أهلاً أو أصدقاء أو زملاء، وأحياناً يتعدى الأمر إلى القبول من قبل الأغراب، فتلك المرأة التي تبدأ الحوار بابتسامة وكلام جميل مليء بالتفاؤل والاستبشار ونحن ننتظر، من الطبيعي وبكل سلاسة أن تستولي على اهتمامنا وسرورنا بالحديث معها.

وقبول الآخرين ومحبتهم للشخص المحبوب أحياناً تسبب مشكلة لآخرين، فمن لا يستطيع مجاراته اجتماعياً فمن الطبيعي أن يشعر بالانزعاج، ويظن أنه يستولي على اهتمام الآخرين، وقد يشعر البعض أنه يستولي على حق من حقوقهم، فعلى سبيل المثال الصديق الهادئ الذي لا يعرف كيف يبادر ويبدأ الحوار مع أصدقائه، سوف يشعر بأنه على أقل معيار مختلف عن ذلك الصديق المحبوب المرح والذي غالباً ما يبدأ الحوار، ويلفت انتباه الجميع ويضع المقترحات لهم للقيام بأنشطة تسعدهم وخلافه.

والابن المحبوب الذي يتقرب من والديه ويظهر حبه لهما باستمرار ويوليهما اهتماماً خاصاً، ويحسن التعامل معهما والذي لا ينفك يشارك الجميع تفاصيل حياتهم ويتقاسم معهم الأفكار للقيام بأنشطة تفيدهم وتسعدهم، قد يظل محل غيرة بعض إخوته، لا كرهاً فيه أو عدم حب له، بل لأنهم يشعرون أنه يستولي على حب الوالدين والإخوة ولا يترك لهم نصيباً من الاهتمام.

وهذا ينقلنا الى النقطة المهمة في الموضوع ألا وهي طريقة تعامل الآخرين أو الوالدين والإخوة أو الأصدقاء والآخرين مع الشخص المحبوب، فلا يعتبر من الإنصاف أن يستولي الشخص المحبوب على جل اهتمام الوالدين وسرورهما أو الإخوة ويحظى غيره بالتهميش ولو دون قصد، ولا أن يكون هذا الصديق الهادئ آخر من يعلم عن خطط أصدقائه ويتصدر الموقف الشخص المحبوب.

في علاقاتنا الاجتماعية المتزنة الصحيحة يجب أن نكون منصفين ولا نفرق بين من نتعامل معهم سواءً كانوا محبوبين أو غير ذلك من ناحية الاحترام والاهتمام، ولا يعني ذلك أن لا يكون هناك اختلاف في المعاملة، لكن يجب ألا يكون في هذا الاختلاف اهتمام بأحد على حساب الآخرين.

وعلى المنوال نفسه يجب على الرؤساء أو المديرين والمسؤولين ألا يفرقوا بين مرؤوسيهم بغير التفوق في العمل والجد والاجتهاد، أما ما يقوم به البعض من رفع وتمييز من يتقرب منهم بالفعل والقول دون الآخرين ففي ذلك ظلم كثير، الى جانب أنه في مجال العمل أكثر من غيره تجد الممثلين ومتصنعي الود والمتزلفين، ولذا من المهم إعطاؤهم حجمهم الحقيقي وإفشال خططهم في سرقة جهد الآخرين وعطائهم وتقديرهم.

د. نبيلة شهاب

back to top