«تنمية الخيرية» تطلق حملتها الإغاثية الثانية لدعم لاجئي الروهينغا

• أقامت مؤتمراً صحافياً بحضور ممثلي المفوضية السامية للاجئين ومنصة «Give»
• العجمي: تفاقم هذه المعاناة ضاعف من مسؤولياتنا
• حدادين: المفوضية السامية للأمم المتحدة ماضية في جهودها لإنقاذ الروهينغا

نشر في 28-03-2021 | 15:20
آخر تحديث 28-03-2021 | 15:20
النقيب وحدادين والعجمي والصباح قبل بدء المؤتمر الصحفي
النقيب وحدادين والعجمي والصباح قبل بدء المؤتمر الصحفي
أطلقت الجمعية الخيرية العالمية للتنمية والتطوير «تنمية الخيرية» حملتها الإغاثية الثانية لمساعدة لاجئي الروهينغا تحت عنوان «شريان حياة – إغاثة وتمكين»، وذلك في مؤتمر صحافي نظمته الجمعية أمس بحضور ممثلي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى الكويت ومنصة «Give».

وأكد نائب رئيس مجلس الإدارة المدير العام لـ«تنمية الخيرية» د. ناصر العجمي على التعاون الوثيق والشراكة المتجددة التي تربط ما بين «تنمية الخيرية» والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى الكويت، معتبراً أن «التعاون المستمر يأتي ترجمة للثقة المتبادلة والتجارب السابقة الناجحة بين الطرفين».

وقال العجمي، أن «تنمية الخيرية رغم إمكاناتها المتواضعة، إلا أنها بالدعم الكبير من أصحاب الأيادي البيضاء نجحت بإحداث ثغرة إغاثية غير مسبوقة لدعم المنكوبين من لاجئي الروهينغا في العام الفائت، فكانت هذه الحملة المباركة ملء السمع والبصر».

وأضاف، «وجدنا أنه لزاماً علينا أن نطلق الحملة الثانية لانقاذ ما يمكن انقاذه فلم نعتد إغلاق أعيننا عن أخوة لنا يعانون، فنحن أبناء الكويت مركز العمل الإنساني ونحن أبناء صباح الأحمد رحمه الله قائد العمل الإنساني، ونحن أبناء نواف الخير، ومشعل العطاء».

وأوضح، أن «قرابة مليون لاجئ من أقلية الروهينغا يعيشون في مخيمات وملاجئ موقتة في مناطق نائية على حدود بنغلاديش، إذ يتوزعون على 34 مخيماً فرعياً مكتظاً بالسكان، وكان نحو 220000 شخص من الروهينغا فروا إلى هنا من السبعينيات إلى التسعينيات، عندما تم طردهم بصورة منهجية لأول مرة من موطنهم الأصلي في ميانمار، لافتاً إلى انه ومنذ شهر أغسطس 2017، فر أكثر 740000 شخصاً عبر الحدود القريبة الروهينغا - هذه الأقلية المضطهدة».

وذكر العجمي أن «الروهينغا يعيشون في منازل بسيطة عبارة عن مخيمات، يصطف الواحد بجانب الآخرعلى مساحة 26 كيلومتراً مربعاً، وما زاد الأمر سوءاً، هو اضطرار الروهينغا إلى بناء أكواخهم من الخيزران والقماش المشمع»، مبيناً أن هذه الفئة لا يسمح لها باستخدام الطوب أو الحجارة، أو حتى بناء أسس من الإسمنت المسلح لمنازلهم، مما يجعل حياتهم على المحك بسبب الأمطار الموسمية والحرائق التي تندلع بين فترة وأخرى، وكان آخرها قبل أيام حين أدت النيران إلى وفاة 15 شخصاً وفقدان 400 آخرين، فيما أجبرت عشرات الآلاف على الفرار وترك نحو 50 ألف شخص دون مأوى بعد التهام النيران أكواخهم البدائية.

وأكد، أن «تفاقم هذه المعاناة ضاعف من مسؤولياتنا وجعلنا أمام اختبار كبير لابديل عن النجاح فيه لتخفيف معاناة مئات الآلاف من النازحين وهنا يكمن هدفنا الرئيسي، إذ نسعى بالشراكة مع حلفاء جربناهم وخبرونا إلى بناء مخيمات جديدة عوضاً عن التي تعرضت للحريق الأخير وتوفير المواد الغذائية والدوائية الأساسية وخدمات التغذية لـ 350 عائلة، مجدداً دعم جمعية تنمية الخيرية لهذه الفئات المعوزة لتخفيف سوء التغذية الحاد الذي طال عدد كبير من اللاجئين، والمساهمة أيضاً في تركيب شبكات مياه الصرف الصحي لجعل قرى اللجوء صالحة للعيش، هذا فضلاً عن إصلاح وصيانة السدود الترابية وضمان استمرار توافر المياه في المخيمات لأربعين ألف لاجئ».

ولفت إلى، «سعي الجمعية إلى إصلاح البنية التحتية للمنشآت الصحية في عدة مخيمات من خلال توفير المستلزمات والمعدات الطبية للمستشفيات والمرافق المحلية في المخيمات لخدمة 19 ألف لاجئ، بالإضافة إلى تقديم خدمات التعليم لأكثر من 13 ألف لاجئ يغلب عليها طابع تعزيز نطاق الحصول الفوري وصيانة مراكز التعلم التربوي، وصيانة المأوى لـ32 ألف لاجئ من خلال توفير مواد البناء ومنها القماش ضد الماء ومجموعة المعدات لحماية المساكن وصيانتها وتثبيتها».

واعتبر العجمي أن «كل تلك الأهداف لن تتحقق إلا بدعمكم وبدعم الخيرين من أهل الكويت، فلقد نجحنا في أهداف حملتنا السابقة بفضل الله سبحانه وتعإلى ثم دعم أهل الكويت الذين جبلوا على الخير والعطاء منذ القدم»، داعيا «أصحاب الأيادي البيضاء أفراداً ومؤسسات إلى فزعة كويتية أصيلة تضمد جراح أخواننا الروهينغا الذين لجأوا إلى بنغلاديش هرباً من نير القتل والتطهير الإثني».

بدوره، قال رئيس مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى الكويت د. سامر حدادين أن «الجمعية الخيرية العالمية للتنمية والتطوير (تنمية الخيرية)، تقدم العديد من المبادرات المتميزة التي تؤكد دورها الرائد في الجهود الإغاثية»، مؤكداً أن «الجمعية دأبت على تقديم الدعم الإنساني في شتى بقاع الأرض».

وأكد حدادين أن «المفوضية ماضية في جهودها الرامية إلى انقاذ الروهينغا في ظل أوضاعهم المعيشية المتردية، مشدداً على ضرورة مد يد العون للروهينغا وجميع الفئات التي تعاني ظروفاً قاسية بغية تحسين أوضاعها عبر توفير الاحتياجات الأساسية والتي لا يستطيع أي إنسان أن يستغني عنها».

من جهته، أثنى مدير قسم شراكات القطاع الخاص في مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى الكويت نادر النقيب، على «جهود (تنمية الخيرية)، التي تستهدف دعم ومساندة 20000 عائلة من لاجئي الروهينغا في بنغلاديش، من خلال توفير المساعدة الطارئة للوقاية والاستجابة لانتشار فيروس كورونا، وتأمين العديد من المستلزمات الطبية والإغاثية والسكنية».

من جانبها أشادت رئيسة منصة «Give» الشيخة شيماء عبدالله المبارك الصباح «بالجهود المضنية التي تقوم بها جمعية تنمية الخيرية في دعم المحتاجين والمعوزين في مختلف أنحاء العالم، ولاسيما لاجئي الروهينغا»، لافتة إلى أن «منصة (Give) أطلقت في العام 2019 لتسهيل عملية التبرعات الفردية لمشاريع خيرية تشرف عليها مؤسسات خيرية رائدة مسجلة ومعتمدة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية في الكويت، والمساعدة في تمويل المشاريع والقضايا الإنسانية محلياً وحول العالم، إذ تزود المنصة هذه المؤسسات الخيرية ببوابات خاصة تمكنها من إضافة كافة مشاريعها الخيرية وإدارة ومراقبة آلية جمع التبرعات لكل منها».

وأضافت، أن «منصة (Give) تتيح إمكانية عرض جميع المشاريع الخيرية التي توافرها المؤسسات المشاركة وتقدم معلومات كافية وواضحة عن كل مشروع حتى يتمكن المتبرع من الاختيار بسهولة، مما يمكن المتبرع من اختيار المشروع الذي يريد دعمه، ثم إدخال المبلغ المراد التبرع به، ومن ثم يتم تحويله إلى صفحة دفع آمنة، هذا وإنه بإمكان المتبرع القيام بعمليات التبرع إما عن طريق الموقع الإلكترون أو من خلال تحميل التطبيق على الهاتف المحمول».

ودعت، «الجميع إلى نجدة إخوانهم من خلال الحملة التي تتبناها (تنمية الخيري)، متوجهة «بالشكر إلى جمعية تنمية الخيرية، كونها اعتادت على نشر الخيرات بين الأرامل والأيتام والفقراء والمعوزين داخل الكويت وخارجها، وما هذه الحملة اليوم إلا إحدى أعمالها السامية».

back to top