إيران عدو أم صديق‎؟

نشر في 26-03-2021
آخر تحديث 26-03-2021 | 00:00
 د. نوري أحمد الحساوي إيران دولة جارة مسلمة تربطنا معها، نحن دول الخليج، روابط كثيرة وقديمة، والشعب الإيراني شعب طيب في طباعه وأخلاقه عالية جداً، ويعمل في دول الخليج عدد كبير من الجالية الإيرانية منذ القدم، ولم تظهر منهم مشاكل تذكر خاصة في الكويت، فقد ساعدوا في سد النقص في كثير من الأعمال والمهن التي كانت تحتاجها الكويت وباقي دول الخليج في ذلك الوقت وحتى الآن.

خلال فترة حكم شاه إيران محمد رضا بهلوي الذي حكم إيران منذ عام 1941 حتى 1979 كانت علاقة دول الخليج ومنها الكويت أكثر من جيدة، وكانت للشاه مواقف مشرفة مع الكويت، نذكر منها على سبيل المثال، موقفه أثناء أزمة المقبور عبدالكريم قاسم رئيس وزراء العراق سنة 1961م، إذ اعترفت إيران الشاه باستقلال الكويت في السنة نفسها، وصرح الشاه وقتها بأن إيران على استعداد لإرسال قوات لمساعدة الكويت ضد تهديد عبدالكريم قاسم، كذلك قال رئيس الوزراء الإيراني حينها إن إيران لا توافق على أي تغير جيوسياسي في المنطقة.

حين قامت الثورة الخمينية احترمت الحكومة الكويتية والشعب الكويتي إرادة الشعب الإيراني، وباركا هذه الثورة في بدايتها شعوراً منهما بأن لها صبغة إسلامية، وبالتالي سوف لا ترى الكويت منها إلا كل خير وتطور وتميز أكثر في العلاقات بين البلدين، ولكن ما حصل بعد ذلك لم يكن متوقعاً، حيث بدأت الجمهورية الإسلامية الوليدة بتصدير تلك الثورة إلى دول الخليج ومنها الكويت مما ساعد في بروز عدة مشاكل على الساحة السياسية، وحتى على الساحة الاجتماعية، فكانت فترة الثمانينيات من القرن الماضي فترة مد وجزر في العلاقات القائمة بين إيران ودول الخليج بشكل عام وبين إيران والكويت بشكل خاص.

لا شك أن إيران دولة مهمة في المنطقة وذات ثقل سياسي وعسكري كبير، لكن مشكلتها من وجهة نظر خاصة أنها لا تعرف كيف تخلق مصالحها بالشكل والطريقة التي لا تخلق مع هذه المصالح أعداء وخصوماً لها على مستوى المنطقة والعالم.

إيران كثيرة الاستعراض بقواتها وكثيرة القيام بالمناورات العسكرية بغرض الاستفزاز والتي ملت منها المنطقة بأسرها، وأيضاً كثيرة التحدي للمجتمع الدولي والقرارات الدولية التي سرعان ما تتراجع وترضخ لها مما يجعلها دولة غير مستقرة في علاقاتها الدولية وينقص من شخصيتها أمام المجتمع الدولي، خصوصا جيرانها من دول الخليج العربي.

لذلك ومن أجل شعوب المنطقة ومن ضمنهم الشعب الإيراني يجب على إيران أن تظهر حسن النية في علاقاتها مع جيرانها من دول الخليج، خصوصا فيما يتعلق بتأجيج الصراع الطائفي ونشر الميليشيات داخل دول المنطقة، وكذلك يجب عليها ومن باب حسن النية أيضا أن تؤكد لدول المنطقة سلمية برنامجها النووي وبرنامجها الصاروخي الذي تمد به أذرعها في المنطقة، حينها يكون التقارب معها من دول المنطقة، خصوصا الدول الخليجية، تقاربا تسوده المصالح المشتركة والعلاقات المتينة بما ينعكس على شعوب المنطقة واستقرارها لتتفرغ للتنمية والتطور بدل النزاعات وعدم الاستقرار.

د. نوري أحمد جاسم الحساوي

back to top