القبيلة والقبلية كثقافة‎

نشر في 12-03-2021
آخر تحديث 12-03-2021 | 00:02
 د. نوري أحمد الحساوي لا بد أن ندرك ونميز بين أن يكون الإنسان في مجتمعنا الكويتي ينتمي إلى قبيلة من قبائل الجزيرة العربية المعروفة والتي ينتمي إليها غالبية أبناء الكويت وبين القبلية كثقافة ينتهجها الكثير من أبناء القبائل في الكويت، وهو مصطلح غير دقيق، فالثقافة القبلية هذه تعني العصبية البغيضة وهي غير محمودة في المجتمع المدني المتحضر، حيث إنها تعمل على تهميش الآخر بسبب اعتقاد من ينتهجها بأن المجموعة التي ينتمي إليها هي الأفضل والأسمى والأقوى، وهي صاحبة البطولات التي ما أنزل الله بها من سلطان، فيعيش الشخص في أوهام تجعله يدرك باقتناع أن القبيلة المنتمي إليها شيء مقدس ولا شيء غير ذلك، فتراه يغضب ويثور لو مست قبيلته بأي كلمة حتى لو كانت من باب النصح أو النقد البنّاء، فهو يعتبرها إهانة ما بعدها إهانة، فكيف مثل هذا الشخص يعيش في مجتمع قائم على الديمقراطية والرأي والرأي الآخر والنقد.

وهذا ما نشاهده في واقعنا الذي نعيشه هذه الأيام، وما حدث فيه من أحداث تثبت ما نقوله إضافة إلى ذلك أصبحت القبيلة هي الحزب السياسي الذي ينتمي له الشخص، لذلك أصبح الهدف الذي يسعى إليه من خلال الانتخابات وترشيح من يمثل القبيلة ويدافع عنها وعن مصالحها ويمكن أيضا مصلحة البلد ولكن كاختيار ثان.

المشكلة في الأمر أن هذه الثقافة القبلية العصبية عصبية الجاهلية في ازدياد رغم التطور والتقدم الثقافي والاجتماعي في الكويت وأصبحت ملموسة في كل جزء في الكويت فتراها في المدارس والجامعة والمعاهد التطبيقية من خلال انتخابات الطلبة وكذلك من خلال انتخابات الجمعيات التعاونية وغيرها في بعض جمعيات النفع العام والمجتمع المدني.

لم تكن هذه الثقافة يوماً من الأيام سمة من سمات المجتمع الكويتي المدني التجاري منذ القدم، وهذه الثقافة الدخيلة ستمزق المجتمع الكويتي إذا بقيت على ما هي عليه لأن كل تجمع مبني على ثقافة قبلية عصبية هو ضد الآخر ويصارع الآخر في كل شيء، ويهمش الآخر في كل شيء لأن هذه الثقافة قد ولدت في مجتمع وظروف الصحراء القديمة، حيث الحياة والبقاء للأقوى وأخذ الحق باليد.

وأخيراً نقول لا ضرر في الاعتزاز بانتمائك إلى قبيلة أو غير قبيلة كتراث وحالة اجتماعية فقط، ولا تجعل هذا الانتماء يسمو فوق الانتماء للأصل وهو الوطن، وذُب في هذا المجتمع كمواطن كويتي، لك حقوق وعليك واجبات، واترك أعمالك هي التي تميزك والقانون هو الذي يأخذ لك حقك وبذلك نبني وطناً للجميع وإلا فعلى الدنيا السلام.

د. نوري أحمد الحساوي

back to top