الكاظمي يستغل زخم زيارة البابا في الدعوة إلى حوار شامل وتهيئة الأجواء للانتخابات

نشر في 09-03-2021
آخر تحديث 09-03-2021 | 00:03
 الرئيس برهم صالح في وداع البابا بمطار بغداد أمس    (أ ف ب)
الرئيس برهم صالح في وداع البابا بمطار بغداد أمس (أ ف ب)
في محاولة لاستغلال زخم زيارة بابا الفاتيكان التاريخية للعراق، دعا رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، أمس، إلى "حوار وطني" يضم القوى السياسية والشبابية والمحتجين، مشيراً إلى ضرورة تهيئة الأجواء لإنجاح الانتخابات المبكرة.

وقال الكاظمي، في كلمة له بمناسبة انتهاء زيارة البابا فرنسيس ومغادرته العراق صباح أمس، "على أساس هذه المسؤولية التاريخية، وفي أجواء المحبة والتسامح التي عززتها زيارة قداسة البابا لأرض العراق، أرض الرافدين، نطرح اليوم الدعوة إلى حوار وطني لتكون معبرا لتحقيق تطلعات شعبنا".

وأضاف الكاظمي: "إننا ندعو جميع المختلفين، من قوى سياسية وفعاليات شعبية وشبابية احتجاجية، ومعارضي الحكومة، إلى طاولة الحوار المسؤول أمام شعبنا وأمام التاريخ، وندعو قوانا وأحزابنا السياسية إلى تغليب مصلحة الوطن والابتعاد عن لغة الخطاب المتشنج والتسقيط السياسي، وإلى التهيئة لإنجاح الانتخابات المبكرة، ومنح شعبنا فرصة الأمل والثقة بالدولة وبالنظام الديمقراطي".

وتابع: "كما أدعو إلى حوار وطني حقيقي عميق، وعلى كل المستويات الرسمية والحزبية والشعبية، للتوصل إلى إطار الاتفاق النهائي للعلاقة بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان، بما يحفظ وحدة الأراضي العراقية، ويعالج المشاكل المتراكمة جذرياً".

وفي ختام قداس أحياه في أربيل في اليوم الأخير من زيارته، ودّع البابا العراقيين قائلاً: "العراق سيبقى دائما معي وفي قلبي"، داعياً إلى تعاون الطوائف في خدمة الصالح العام، والسلام، ونبذ العنف والكراهية.

ولاحقاً، أجرى البابا فرنسيس لقاء مطولاً مع عبدالله كردي، والد الطفل السوري الكردي آلان، الذي توفي غرقاً أثناء محاولة عائلته الهرب إلى أوروبا، وباتت صورته رمزاً لأزمة اللاجئين في 2015.

ورغم ما شكلته من تحدّ أمني ودبلوماسي لبغداد، إضافة إلى زيادة أعداد الإصابات بفيروس كورونا، انتهت أول زيارة لحَبر أعظم إلى العراق من دون أي حوادث، في بلد غالباً ما يشهد توترات أمنية وأعمال عنف.

وقبل أن يتوج زيارته بلقاء تاريخي مع المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في النجف، جال البابا (84 عاماً) منذ الجمعة، بين بغداد وأربيل، والموصل وقرقوش، ليعبر ما مجمله 1445 كلم عبر طائرة أو مروحية أو سيارة مصفحة، بمواكبة أمنية كبيرة.

وبعد توديعه للحبر الأعظم في مطار بغداد الدولي مع عقيلته وعدد من كبار المسؤولين، اعتبر الرئيس برهم صالح أن زيارة البابا رسالة تضامن إنسانية مع العراق الذي أنهكته عقود من العنف والنزاعات.

وكتب صالح، في تغريدة: "ودعنا قداسة البابا فرنسيس، بعد أن حلّ ضيفا عزيزاً لثلاثة أيام مضيئة في بغداد والنجف وأور ونينوى وأربيل، وألقى حضوره المطمئن لمسة سلام ومحبة، وستبقى خالدة في قلوب كل أطياف الشعب، التواقون للأمن والسلام".

وفي وقت سابق، أكد رئيس تيار "الحكمة" عمار الحكيم أن زيارة البابا "محطة على طريق استعادة العراق مكانته الدينية"، باعتباره "منبعا للديانات الإبراهيمية وبقية الأديان".

وقال الحكيم، في بيان أمس الأول: "على الحكومة الاهتمام بالواقع السياحي في ذي قار وبقية المدن التاريخية، وإعداد البرامج والخطط التعريفية والترويجية، وإنشاء القرى السياحية لاستقطاب السياح الأجانب من أنحاء العالم".

وإذ أشاد بقرار الحكومة اعتبار السادس من مارس يوماً للسلام والتسامح في العراق، اعتبر الحكيم أن "لقاء البابا مع المرجع الديني علي السيستاني، صورة ناصعة عن أهمية السلام والتسامح في حياة الإنسان، وأهمية الزعماء في إدارة دفة الوئام والتنوع".

back to top