شبابنا بين الرفاهية واللامبالاة

نشر في 05-03-2021
آخر تحديث 05-03-2021 | 00:00
 محمد أحمد التيسي في بداية نهضة الكويت الثقافية في عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح، ومع انتشار التعليم في أيامه وقلة أدوات الانفتاح الفكري والثقافي، خرج لدينا جيل مؤهل لتسلم مفاصل الدولة، وقد نجح نجاحاً باهراً، فحينها كان الآباء والأمهات لا يملكون القدرات التي تمتلكها الأسر في أيامنا هذه، فالآباء يسعون إلى تأمين لقمة العيش والغالبية العظمى من الأمهات كن أميات لا يعرفن القراءة والكتابة، ولكن مع الرخاء والرفاهية وتعلم الآباء فإن الجيل الجديد لا يمتلك هاجس الأجداد الذي رأيناه وقرأنا عنه في الكتب. لقد سعوا عندما كانوا شبابا في أعمارنا من أجل رفعة الوطن، وبذلوا الجهد الكبير ليرتفع اسم الكويت عاليا خفاقاً في كل المحافل الدولية. ومن المؤسف أن أغلب الآباء الآن متعلمون ويحملون شهادات جامعية، ولديهم الوعي الكافي لتنشئة أبنائهم، فلماذا نلاحظ أن الجيل الآن يزداد انحداراً؟

لعلي عندما بحثت في هذا المجال وجدت أن أسباب ذلك تعود لثلاثة عوامل ندركها جيداً:

أولاً- ضعف التعليم والمناهج، وهذا ما يشتكي منه الجميع معلمين وطلابا وأولياء أمور، فمن المفترض أن دولة بحجم الكويت وتمتلك من القدرات المالية والكفاءات العلمية ما يؤهلها لتكون في مصاف الدول في جودة التعليم ومخرجاته، إلا أن الدراسات والإحصائيات تبين لنا أن ترتيب الكويت في جودة التعليم مازال متراجعاً.

ثانياً- قلة الإرشاد والتوجيه الأسري للأبناء، حيث أصبح اعتماد الأسرة في رعاية شؤونهم منصبا على المستقدمين من الجاليات، فخرج الأبناء من عباءة الأسرة التي يفترض أن تكون أولى المسؤوليات الملقاة على عاتقها.

ثالثاً- قلة إرسال وسائل الإعلام المرئية التابعة لوزارة الإعلام والقنوات المحلية رسائل هادفة ينتفع بها الشباب ويستفيد منها في الحياة العلمية أو العملية كالحث على تحمل المسؤولية وغرس القيم والمبادئ في نفوسهم؛ لأنهم حجر الأساس في النهضة والتطور.

وفي هذا الشأن أعجبت منذ فترة وأنا أتابع إذاعة القرآن الكريم بالموضوعات المطروحة ولغة المقدمين والضيوف ألا وهي اللغة العربية الفصيحة التي تطرب الأسماع من عذوبتها وقوة معانيها، فالإذاعة تقدم برامج عديدة هادفة ومتنوعة من أهمها برنامج "تباشير الصباح" الذي يناقش القضايا الدينية والاجتماعية والثقافية، وبرنامج "مسيرة الخير"، وهو مختص بالأعمال الخيرية وإظهار دور الجمعيات الكويتية ورجال العمل الخيري الكويتيين، و"برنامج طريق الإيمان" ويتناول سير الصالحين ومآثر المسلمين للحث على التحلي بالقيم الإسلامية الرفيعة، و"برنامج درر" ويتناول قضايا الشباب وأهم إنجازاتهم وفق الإطار الشرعي. كل هذه البرامج المذكورة يومية، فما رأيكم لو تحولت من إذاعة مسموعة إلى مرئية تابعة لتلفزيون الكويت كي يستفيد الناس منها أكثر، ويشاهدها الجميع وخصوصا الشباب، قناة تطرح فيها أهم القضايا التي تهم المجتمع والتي تحث الشباب على الاقتداء بالسلف الصالح سلوكاً وعملاً؟!

محمد أحمد مضحي التيسي

back to top