إيمانويل ماكرون يوفد مستشاره إلى بيروت لمصالحة عون والحريري

نشر في 11-02-2021
آخر تحديث 11-02-2021 | 00:04
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
تبدو كل الحركة الدولية فوق الساحة اللبنانية، بشقيها الغربي والعربي، حتى الساعة بلا بركة. فالملف الحكومي يراوح مكانه ولا يزال عصياً على الكسر، رغم كل الضغوط الخارجية على المعنيين بعملية التأليف، والتي تتخذ أشكالاً مختلفة، من مخاطبة ضمائرهم، إلى ترغيبهم وإغرائهم بالمساعدات، مروراً بتحذيرهم من الانهيار الشامل الآتي.

فبعد أن غادر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن بيروت، خالي الوفاض على ما يبدو، إذ لم ينفع حثه القوى السياسية على الإقلاع عن المناكفات والإسراع في التشكيل مقابل دعم مالي مادي ستجيره القوى المانحة لبيروت تتجه الأنظار إلى باريس مع وصول رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إليها أمس، ليجري محادثات مع المسؤولين الفرنسيين السياسيين والماليين والاقتصاديين الكبار، وقد يتوّج اتصالاته باجتماع يضمّه إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ويبدو أن الجهود الفرنسية لخرق الأزمة اللبنانية، التي قيل، إنها الفرصة الأخيرة للإنقاذ، ليست محصورة بباريس مع زيارة مستشار ماكرون باتريك دوريل إلى بيروت خلال الأيام المقبلة الذي سيركز جهوده على محاولة ترميم الجسور بين بعبدا وبيت الوسط في محاولة لرأب الصدع بين الجانبين لإعادة إحياء عملية التشكيل والمبادرة الفرنسية.

في موازاة ذلك، تلقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط اتصالاً من الرئيس الحريري، أمس، جرى في خلاله عرض مختلف مستجدات الملف الحكومي ومجمل الأوضاع العامة وكانت مقاربة مشتركة للتطورات الراهنة.

وفي وقت لا يزال نداء البطريرك الماروني بشارة راعي لتدويل الأزمة اللبنانية يتفاعل داخلياً، قالت مصادر سياسية متابعة، أمس، إن "لا مجال لإيصال نداء البطريرك إلى محافل الأمم المتحدة إذا لم يكن هناك توافق على طرحه من الدولة اللبنانية ولم تأخذ به أي من الدول الأعضاء في مجلس الأمن ليصار إلى طرحه على جدول نقاشات مجلس الأمن الدولي"، مشيرة إلى أنه "يبقى النداء حتى الساعة مجرد صوت صارخ في البرية". وتلاقى كلام المصادر مع موقف رئيس الحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي اعتبر أن "جوهر الدعوة صحيح ونؤيده بالمطلق غير أنه لا يؤمن الإنقاذ على المدى القريب فيما الوضع لم يعد يحتمل، ويوجب إنقاذاً سريعاً لا نراه إلا عن طريق الانتخابات المبكرة".

ووصف جعجع في تصريح، أمس، "ما يجري بين التيار وحزب الله بالملهاة المأساة"، وقال: تحالفهم شيطاني أقحم البلد في أتون جهنم. وكل ما يرد في بياناتهم لا أصدق كلمة واحدة منه. لا التيار في وارد فك تحالفه مع الحزب والعكس، فهم من خلال شراكتهم هذه، يسعون إلى تحسين مواقعهم ومكاسبهم السلطوية والتحالف مبني على مصالح مشتركة على حساب الدولة".

في سياق منفصل، شنت قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله"، مساء أمس الأول، معركة مستهدفة صحافيين ووسائل على خلفية اتهام الحزب باغتيال الكاتب والناشط والمخرج لقمان سليم.

وهاجمت المحطة في مقدمة نشرتها الإخبارية المسائية وسائل إعلام وتحديداً قناة "ام.تي.في" مستهدفة ضمنياً برنامج "كلام صادق" الذي تقدمه الإعلامية ديما صادق والتي اتهمت يوم الاثنين الماضي "حزب الله" بالوقوف وراء جريمة اغتيال سليم. وما أثار المخاوف استخدام المحطة عبارة "ان صبر أهل الكرامة أرقى وأسمى من ادعاءات حرياتهم المزيفة والموظفة بدفع الدولارات من عباءة دوروثي شيا" السفيرة الأميركية في لبنان. وتساءل ناشطون ماذا سيفعل حزب الله إذا نفذ صبر أهل الكرامة؟

بيروت - الجريدة

back to top