نظرية الفوضى

ارتبط العلم داخل عقولنا بمفهوم يطلق عليه النظام، وهو يعتمد على ترتيب المفاهيم والمصطلحات بطريقة منطقية للوصول إلى نتائج محددة يعتمد سلوكها العام على الشروط الابتدائية للنجاح في مجالات الحياة كافة، وقد توصل العلماء في مختلف المجالات إلى المفهوم العام لنظرية الفوضى، فهذه النظرية تدرس العواقب المستقبلية الهائلة التي يمكن أن تصنعها تغيرات بسيطة في الحاضر. وخلص عالم المناخ إدوارد لورنز إلى: هل يمكن لخفقات من جناح فراشة في البرازيل أن تحدث إعصارا على الجانب الآخَر من ولاية تكساس؟

من المؤكد أنه لم يكن تخيل المفهوم بأن فراشة تضرب بأجنحتها قد تسبب إعصارا، بالطبع لا، ولكن بعض الحوادث الصغيرة يمكن أن تعمل كمحفزات تسبب البدء بقيام الأحداث، وهذا يقودنا إلى أن التحضير للمستقبل والقدرة على رؤية المنطق في فوضى سلوك إخواننا أعضاء مجلس الأمة وإخواننا الوزراء المسيرين هو أمر ليس سهلا للحفاظ على وطننا الغالي.

ماذا بعد تلك المقدمة الفلسفية المعقدة إلى حد ما؟ المراد مما سبق تعريف معنى النجاح في إدارة كرسي البرلمان وكرسي الوزارة، وما الإصلاح؟ وماذا يفعل الفساد في الوطن؟ ولو تركنا الفراشة تحرك جناحيها أكثر مما هو عليه الآن كما فعلته في نظرية صاحبنا لورنز فماذا سيحدث لنا ولمستقبل الوطن؟ دعوني أقولها لكم بالعامية لمن لم يستطع فهم الفلسفة السابقة، حكومة مستقيلة ومجلس في طريقه إلى الحل، وتطبيق قرار استقالة كل من هو بدرجة وزير وإعادة المشاريع للديوان الأميري وربع مرزوق الغانم يبون وربع الحميدي ما يبون والحكومة تنسحب من الجلسة، ومحكمة دستورية وطاق وطرباق والوطن مسكين والمجتمع على باب الله.

وأخيراً الكويت اليوم تحتاج حكومة قوية عندها القدرة على إدارة المشاكل، تحاكي القضايا المهمة، وتعالج ملفات التوظيف والتعليم والإسكان، وتحارب الفساد والمفسدين، وتحل قضية التركيبة السكانية المعقدة وقضايا البدون، وتهتم بالقطاعين الصحي والبيئي.

رئيس مجلس الوزراء: تلك المشاكل عالقة من سنوات كثيرة، وهناك المزيد من القضايا العالقة في حنجرة الوطن، وإن اختياركم للوزراء خارج نطاق المحاصصة والمحسوبية سيكون له دور كبير في حل تلك القضايا، ونحن لن نملي عليكم إرادتنا في اختياركم السامي، ولكن الكويت تزخر بالكفاءات في جميع التخصصات من الشباب أصحاب الشهادات العالية ممن لهم القدرة على إدارة الوطن تحت مظلة قيادتكم، فلا تدع أجنحة الوزراء تضرب لتحدث لنا إعصاراً يضيع فيه الوطن.

حفظ الله الكويت من كل مكروه.

د. عصام يعقوب الربيعان