هل أعادت «كورونا» الجاذبية للقطاع الحكومي؟

نشر في 27-01-2021
آخر تحديث 27-01-2021 | 00:08
آن الأوان للاستثمار في الوظائف ذات القيمة النوعية العالية لتمكين الخريجين من العمل والمساهمة في إصلاح القطاع الحكومي وتنقيته من الوظائف غير المنتجة، فالمؤسسات الحكومية قد بلغت في فترة ما قبل كورونا مرحلة التشبع والتضخم معا الأمر الذي أثقل كاهلها وكاهل ميزانية الدولة.
 د. ندى سليمان المطوع تسببت جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية المصاحبة في بطالة متنامية تدحرجت ومازالت ككرة الثلج، متسببة في ازدياد تحديات سوق العمل ومثيرة المزيد من العقبات أمام الباحثين عن وظيفة، ولم تعد المشكلة مختزلة في استبدال العمالة (غير الماهرة) بالمحلية المتعلمة تعليماً جامعياً في القطاع الحكومي كما يعتقد البعض، إنما برزت الحاجة لإعادة تصميم السلم الوظيفي وخلق فرص عمل ذات ارتباط بثلاث نقاط مهمة، وهي المهارات والتكنولوجيا واتخاذ القرار السليم.

لذا فقد آن الأوان للاستثمار في الوظائف ذات القيمة النوعية العالية لتمكين الخريجين من العمل والمساهمة في إصلاح القطاع الحكومي وتنقيته من الوظائف غير المنتجة، فالمؤسسات الحكومية قد بلغت في فترة ما قبل كورونا مرحلة التشبع والتضخم معا الأمر الذي أثقل كاهلها وكاهل ميزانية الدولة.

أما القطاع الخاص فقد وجد نفسه بين "نارين"، نار وباء كورونا الذي عزل العمالة الماهرة من الجنسيات المختلفة فخرجت ولم تعد، ونار الأزمة الاقتصادية المصاحبة التي تسببت في إغلاق العديد من المتاجر الدولية والمحلية، فأصبح أصحاب المشاريع الصغيرة نسبيا على شفا مأزق مالي ارتبط بقروض تنتظر التسوية.

لذا فقد قلبت "كورونا" الموازين وأعادت الجاذبية الوظيفية إلى الجهاز الحكومي باعتباره الملاذ الآمن للباحث عن الأمان الوظيفي، لذا على الأجهزة الحكومية التخلص من البيروقراطية القابعة في أروقة الوزارات والتي ساهمت في تضخم العمل دون إنتاجية.

وهنا نطرح أسئلة مهمة: هل سيقوم الجهاز الحكومي بتطبيق الشراكة مع القطاع الخاص في إدارة قطاع الخدمات الحكومية كالصحة والمؤسسات التعليمية؟ وهل ستلتزم الدولة بالعدالة في توزيع الشراكة واقتسامها مع القطاع الخاص؟

نحن في أمس الحاجة إلى استراتيجية جديدة للاستثمار بالموارد البشرية بشكل سليم والذي يندرج تحته التأهيل الوظيفي، ولنا في هذا المجال مقالات ودراسات عديدة أبرزها تلك التي أبرزت دور مؤسسات التأهيل الوظيفي في بعض دول آسيا والتي تقدم خدمة استشارية للخريجين لتمكينهم من سوق العمل، وتقدم الخدمة أيضا للمتقاعدين لقياس المهارات والمعرفة التراكمية، وبالتالي تمكينهم من العودة للعمل والعيش الكريم... وللحديث بقية.

كلمة أخيرة:

ماذا لو طرحت وزارة الإعلام مسابقة لتحفيز الشباب على تصميم شعارات المرحلة القادمة، فبذلك ستدرك أن عليها اللحاق بالركب الشبابي الذي حلق في عالم التكنولوجيا والتصاميم الذكية؟

د. ندى سليمان المطوع

back to top