يعقوب المهنا : المخرج السينمائي في الخليج مظلوم

«لا واسطة في الفن... وعليك أن تشق طريقك وتثبت نفسك»

نشر في 22-12-2020
آخر تحديث 22-12-2020 | 00:14
استطاع المخرج يعقوب المهنا إثبات وجوده على الساحة الفنية من خلال تنوّع أعماله، فقدم مجموعة متميزة من الكليبات لنجوم كبار، منها أغنية «البتول» للفنان راشد الماجد، التي حققت نجاحاً كبيراً على الفضائيات، وكذلك مع الشاب خالد، الى جانب مجموعة من برامج المنوعات، واتجه إلى الدراما، فقدّم «اللعب فلة» و«مامجي» و«ولا كلمة» و«قلبت جد».
في حواره مع «الجريدة» يؤكد المهنا غياب الدعم للفيلم السينمائي، وأن مسلسله المقبل تدور أحداثه في عالم الجريمة، وأن الفيديو كليب تراجع بشكل كبير، بسبب ارتفاع التكلفة، وأن المخرج السينمائي في الخليج مظلوم، وأن المنصات الرقمية غيّرت المعادلة السينمائية، وآراء أخرى قالها المهنا، فإلى التفاصيل.

• حدثنا عن مسلسلك المقبل؟

- مسلسلي المقبل يتحدث عن عالم الجرائم، وتدور أحداثه في إطار من الغموض والأحداث المثيرة، وهو عمل شبابي سعودي يعتمد على الوجوه الشابة السعودية، وسيعرض على «إل إم بي سي»، وعلى منصة شاهد، بعيدا عن رمضان، وفكرة الاعتماد على النجم المطلق لم تعد موجودة في كثير من الأحيان، والاتجاه العالمي الآن في الاعتماد على البطولات الجماعية، التي تتيح الفرصة لتعدد الأبعاد الدرامية.

• لكن الاتجاه العام الآن هو الاستعانة بفنانين من عدة دول في المسلسل الواحد، هل أنت ضد هذا الاتجاه؟

- كل مسلسل له أبعاده وظروفه، وأنا حريص على أن يتضمن العمل أكثر من جنسية، فلم تعد الأعمال الدرامية تقتصر على دولة واحدة، وأنا مع هذا التوجه وأحرص عليه، ومع أن يتحدث كل فنان بلهجته الطبيعية، لأنه في حال تحدث بلهجة غير لهجته الأصلية سيبدو ضعيفا، مما يضعف العمل الدرامي، ولا مانع بالطبع من التنوع.

• لماذا توقفت عن إخراج البرامج التلفزيونية؟

- أنا بالأساس مخرج سينمائي، لكن كلنا يعلم أنه لا يوجد دعم للفيلم المحلي، فعملت في التلفزيون، خاصة أن إخراج برامج المنوعات متاح في التلفزيون، وقدمت مجموعة من الأعمال الغنائية في الفيديو كليب، لكن الآن ميزانيات الفيديو كليب مكلفة جدا، فأصبح فيه نوع من الركود والخمول، ويحاول الفنان جمع مجموعة مقاطع، وينزلها على «يوتيوب» تجنبا للتكاليف، لأن الإنتاج كان يعوّض التكاليف من خلال بيع الـ «سي دي»، فوجدت ضالتي في الإخراج الدرامي وتصوير الدراما، الآن أصبح سينمائيا بسبب تغيير نوعية المخرجين دخل فيها «الجرافيكس»، فأصبحنا أقرب إلى الإنتاج الغربي بسلبياته وايجابياته.

• وهل سيختفي الفيديو كليب قريبا؟

- ليس لدرجة أن يختفي، لكن سيتقلص بشكل كبير بالصورة التي عرفناه عليها، ويتم اللجوء الآن لطرق بديلة أقل تكلفة كثيرا.

• كيف ترى المخرج السينمائي في الخليج؟

- المخرج السينمائي في الخليج مظلوم لعدم وجود إنتاج سينمائي حقيقي، وكنت أتمنى وجود هيئة أو مؤسسة تتبنى الشباب، ويكون الإنتاج السينمائي على جدول أعمالها، خاصة أن السينما ليست في دور العرض فقط، وإنما على المنصات الرقمية التي أصبحت مشاهدة بشكل كبير، وهناك إقبال جماهيري عليها، وهي أسهل كثيرا، ولا تحتاج إلى الانتقال من بيتك وحجز تذاكر والخوف من الاختلاط، فالمنصات هي الحل الأمثل في الوقت الحالي تشاهد أحدث العروض وأنت في بيتك دون أية مخاطر.

• هل العرض على المنصات الرقمية سيسحب البساط من دور العرض السينمائية المعتادة؟

- لا أظن ذلك، فكلما ظهرت ميديا جديدة يظن الناس أنها ستلغي ما سبقها، لكن هذا لا يحدث، بل نتمنى أن يزيد عدد المنصات ليصبح لدينا منصة كويتية وإماراتية وأخرى بحرينية، فهذا لمصلحة المشاهد، وفي الوقت نفسه يبقى لدور العرض السينمائي نكهتها وطعمها الخاص.

• متى تتقدم لإخراج عمل سينمائي، وهل لك شروط معيّنة؟

- أتمنى العمل سينمائيا إذا وجدت الفكرة القوية والإنتاج السخي، لأن الجمهور اليوم ما يرحم، خاصة بعد أن أصبح وعيه أكبر وقدرته على التعامل مع التكنولوجيا أفضل، ويستطيع فرز العمل الجيد من الضعيف، لكن المهم أن يكون انتقاده على أسس نقدية سليمة، لأنها إذا كانت غير ذلك تضر بالعمل ولا تفيده.

• هناك أفلام عربية وصلت إلى العالمية، مثل فيلم الرسالة، لماذا لم تتكرر هذه التجارب؟

- لأنه لم يعد هناك إنتاج سخي، فالممثلون من كل الدول العربية، والمخرج مصطفى العقاد كان عبقرياً، والإنتاج كويتي عن طريق وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي، وصنعت منه نسختان عربية وأجنبية بممثلين عرب وأجانب، ويكفي وجود أنتوني كوين لكي ينجح الفيلم، فالظروف والأجواء ساهمت في وصول هذا الإنتاج العربي إلى العالمية، كذلك أفلام يوسف شاهين، ومنها «وداعا بونابرت» قالوا إنها رمزية لا تفهم، لكنها وصلت إلى العالمية، وحصد عنها جوائز عديدة في فرنسا، وعندما نشاهد صور وأفكار أفلامه وكادراته سنجدها مختلفة ومميزة، فيوسف شاهين مخرج مفكر صاحب رؤية وفكر، وعندنا الراحل عبدالحسين عبدالرضا لم يكن ممثلا عاديا، بل مفكرا صاحب فكر ورسالة، ويكفي أن تشاهد له «باي باي لندن» و«باي باي عرب» عندما تتوافر مثل هذه الظروف الفنية والإنتاجية ستجد أعمالا عربية تصل الى العالمية.

• نشأت في أسرة فنية، فهل كانت هذه النشأة مفيدة لك كفنان أم كانت تأثيراتها سلبية عليك؟

- والدي كان يركز على الجانب الإنساني والتعليمي بشكل أكبر من الجانب الفني، ومهما حاول أي فنان فإنه لن يكون نسخة جديدة من والده أو عمه، ولا بدّ من الاعتماد على نفسك، لأن المجال الوحيد الذي لا توجد به واسطة هو الفن كموهبة، وليس كعمل، وعليك أن تشق طريقك وتثبت نفسك.

• قدمت تجارب سينمائية شبابية لنخبة من الفنانين الشباب، مثل صادق بهبهاني ومحمد الحملي، ودخلت المهرجانات الدولية، فما هو تقييمك لمثل هذه التجارب؟

- أشيد بكل هذه التجارب السينمائية، وأشد على أيدي الشباب، وأتمنى لهم التوفيق والنجاح، لكن بالنسبة لي لن أستطيع خوض المجال السينمائي إلا من خلال خطوة مدروسة جيدا، وتحدث نوعا من التحول ويتم تنفيذه بطريقة معيّنة، وهذه الطريقة مكلفة جدا في الفترة الحالية لبعض المنتجين.

• هل تشكل الجوائز قيمة كبيرة في مشوارك الفني، وهل ترى أنها نوع من التكريم؟

- الجوائز لا تشكل لي قيمة شخصية، لكن لوطني وأبي وأمي فقط، والجائزة مجرد لحظة في حياتك، وليست تقييما حقيقيا للجمهور، لكن أحب أن أظهر في محفل دولي وأرفع الجائزة وأهديها لديرتي الكويت، هذه هي اللقطة التي أبحث عنها، وتهمّني لكن الجائزة نفسها لا تهمني، فهناك مخرجون عالميون قدموا للسينما العالمية روائع الأعمال ولم يحصدوا أي جوائز.

عماد جمعة

الجوائز لا تشكل لي قيمة شخصية فهي مجرد لحظة في الحياة

المنصات الرقمية لن تسحب البساط من دور العرض السينمائية
back to top