أسلوب حياتنا كخليجيين

نشر في 15-12-2020
آخر تحديث 15-12-2020 | 00:09
نحن كدول مجلس تعاون تعدينا جميع الخطوط الحمراء في الصحة العامة، وبدل صرف المليارات على المستشفيات ومستلزماتها، فلنصرف بعض الملايين على خلق ثقافة سلوكية جيدة تعيدنا إلى المنطقة الخضراء بعد أن تعدينا الحمراء.
 قيس الأسطى جائحة كورونا، ومصطلحات الأمراض المزمنة، وعوامل الخطورة، ومدى خطورتها في هذه المرحلة علينا كمواطني مجلس التعاون الخليجي كانت محور حديث جمعني مع مغردة سعودية يتابعها الآلاف.

هذا الحديث جرني إلى البحث أكثر في لغة الأرقام حتى نستطيع أن نشخص مكامن الخلل الحقيقية، فكانت النتيجه صادمة!

في دول مجلس التعاون لدينا سمنة تصل إلى 70%، منها 40% تصنف مفرطة و30% بمختلف الدرجات، والمشكلة الكبرى أن خُمس سكان مجلس التعاون مصابون بـ"السكري" أحد أكبر عوامل الخطورة التي قد تؤدي إلى مضاعفات لمصابي فيروس كورونا.

لم أتوقف عند هذا الحد، فبحثت أكثر إلى أن قادني بحثي إلى "فعاليات المؤتمر العالمي لمواجهة السمنة والسكري" والذي عقد في أكتوبر الماضي في العاصمة السعودية الرياض، وما نقلته الزميلة هيا السهلي عنه، أن المرشحين بالإصابة بداء السكري يتراوح رقمهم من 16.7% إلى 24%، وأن من لديهم القابلية للإصابة بزيادة الكوليسترول أعدادهم تتراوح بين 19.3% و40.6%، وأن من لديهم خمول بدني يصلون إلى 81%.

كل هذه الأرقام المخيفة تتطلب حلولاً، والحلول لن تصدر من شخصي المتواضع كوني مصاباً بزيادة الوزن والسكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، مع أن القاعدة الذهبية تقول إن خير من يقترح الحلول هم من سيستفيدون منها، بالإضافة أن تصرفات حكوماتنا المتعاقبة ككويتيين، قد تصيبك بهذه الأمراض، مما قد يرفع الشبهة عن السمنة، كمرشح وحيد للإصابة بهذه الأمراض.

بعيداً عن الجدال، أتصور أن التنسيق بين الصحة المدرسية وأولياء الأمور مطلوبة للبدء بوضع برنامج حقيقي وجدي لمكافحة السمنة منذ الطفولة، بأن يمنح الطفل الذي ينخفض وزنه أثناء العام الدراسي بعض الدرجات التفاضلية وإن كانت قليلة، وأن يحرم الطالب الذي يزيد وزنه من الدرجات حتى يستشعر أولياء أمور الطلبة حجم المشكلة، مطلوب أيضا إعادة الاعتبار للأكل الصحي في مجتمعاتنا والعودة إلى أكل الخضرة والفاكهة والطعام الصحي، بعد سنوات وسنوات من المأكولات السريعة التي ساهمت في زيادة السمنة لدى الأطفال بشكل مخيف.

التسهيل للمجمعات التجارية في إنشاء نوادٍ صحية داخلها مما قد يساهم في زيادة مرتاديها، خصوصاً أن الشباب في مقتبل العمر هجروا الدواوين وسكنوا المولات التجارية، وزيادة الوعي لجميع الأعمار بضرورة الحركة بدل الاعتماد على الخدم في البيوت، ومساهمة الحكومة في هذا الأمر من خلال تقنين إحضار الخدم من الخارج فـ"في الحركة بركة" كما يقال.

كل هذه الأمور وغيرها قد تكون البداية فقط في تغيير ثقافة المجتمع وسلوكه، لأننا كدول مجلس تعاون تعدينا جميع الخطوط الحمراء في الصحة العامة، وبدل صرف المليارات على المستشفيات ومستلزماتها، فلنصرف بعض الملايين على خلق ثقافة سلوكية جيدة تعيدنا إلى المنطقة الخضراء بعد أن تعدينا الحمراء.

فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.

قيس الأسطى

back to top