أميركا توزع «فايزر» في عملية تشبه «إنزال النورماندي»

●ألمانيا تفرض إغلاقاً جديداً... و«بيونتيك» تحدّد نهاية الصيف موعداً للسيطرة على «كورونا»

نشر في 14-12-2020
آخر تحديث 14-12-2020 | 00:05
 شاحنات مبرّدة تنقل لقاح «فايزر» بمرافقة أمنية في ولاية ميشيغان أمس (ا ف ب)
شاحنات مبرّدة تنقل لقاح «فايزر» بمرافقة أمنية في ولاية ميشيغان أمس (ا ف ب)
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن شحنات لقاح «كورونا» ستبدأ بالوصول إلى جميع الولايات الأميركية صباح اليوم، مشبهة عملية توزيع اللقاح بـ «إنزال النورماندي»، بينما حذّر رئيس مؤتمر وزراء الداخلية في ألمانيا جورج ماير من تعرض عمليات نقل اللقاح ومراكز التطعيم لهجمات.
انطلقت، أمس، قافلة من الشاحنات المحملة بحاويات في حجم حقيبة السفر تحتوي على لقاح فيروس «كورونا» برفقة عسكرية، من مجمع التصنيع التابع لشركة «فايزر» في كالامازو بولاية ميشيغان الأميركية.

وشبّه مدير العمليات في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجنرال غوستاف بيرنا، عملية التوزيع بإنزال النورماندي خلال الحرب العالمية الثانية، واصفاً، في مؤتمر صحافي، أمس الأول، يوم أمس، بأنه «الأهم لبداية نهاية كورونا في أميركا».

وإنزال النورماندي هو أكبر عملية إنزال عسكري بحري في التاريخ، ونفذتها قوات الحلفاء في 6 يونيو 1944 خلال الحرب العالمية الثانية، وجرت في سواحل فرنسا الشمالية بغرض تحرير مناطق شمال غربي أوروبا من احتلال ألمانيا النازية، وقد أسهم الإنزال في انتصار الحلفاء في الحرب بقيادة أميركا.

وقال الجنرال بيرنا، في غضون ساعات، ستنقل شحنات اللقاح من منشآت تصنيع شركة فايزر إلى مستودعات شركتي النقل السريع UPS وFedex، وستصل اللقاحات إلى 663 موقعا على مستوى البلاد هذا الأسبوع، بحيث تصل إلى 145 موقعاً اليوم، ثم ترتفع إلى 425 موقعا آخر غداً الثلاثاء، وتكتمل بـ 66 موقعا إضافياً الأربعاء، ثم ستبدأ الشحنة الثانية.

وأوضح أنه سيتم توفير 40 مليون جرعة حتى نهاية الشهر الجاري، لافتا إلى أن خطة التلقيح تشمل كل الشعب الأميركي، واللقاح سيصل للجميع، وسيتم توزيعه بشكل متساو على كل الولايات.

وأكد أنه من المتوقع أن يحصل العاملون في مجال الرعاية الصحية وكبار السن في دور الرعاية على معظم الدفعة الأولى من اللقاحات التي يصل عددها إلى 2.9 مليون جرعة، خلال هذا الشهر، لافتا إلى أن هناك نحو 100 ألف أميركي شاركوا حتى الآن في التجارب السريرية على اللقاحات.

من ناحيته، قال وزير الصحة الأميركي أليكس عازار في مقطع فيديو نشره على «تويتر» أمس: «بدأنا الآن في توزيع ملايين الجرعات من اللقاح الأول الذي حصل على اعتماد إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA، في جميع أنحاء الولايات المتحدة».

وكانت السلطات الأميركية المعنية اعتمدت مساء الجمعة الماضي استخدام اللقاح الذي أنتجته شركتا «فايزر» الأميركية و»بيونتيك» الألمانية، وسيرافق ضباط أمن الشاحنات منذ خروجها من المصنع حتى تصل إلى وجهتها النهائية.

وتشترط «فايزر» حفظ اللقاح في درجة حرارة 70 تحت الصفر مئوية، وتضم كل حاوية من الحاويات المبردة بالثلج الجاف ما يصل إلى 4875 جرعة من اللقاح، وستنقل إلى طائرات على مقربة من المصنع، وبعدها إلى مراكز الشحن الجوي.

ولقاح «فايزر» هو أول لقاح مضاد لفيروس «كوفيد 19» يجري التصريح باستخدامه في الولايات المتحدة، إذ حصدت الجائحة حتى الآن أرواح ما يربو على 295 ألف شخص، وتقترب الإصابات من حاجز 16 مليون حالة.

وكانت بريطانيا وكندا والبحرين والسعودية والمكسيك صرّحت بالفعل باستخدام اللقاح.

«بيونتيك»

بدوره، قال المدير التنفيذي لشركة «بيونتيك» أوغور شاهين، في حوار مع قناة «فوكس نيوز»، أمس، «نحن نعلم أنه تم العثور على حل، وأنه يمكننا إنتاج جرعات عدة من اللقاحات، ونعلم أن هذه اللقاحات ناجعة، ولذا فنحن بحاجة للتأكد من أنه يمكننا السيطرة على هذا المرض والوباء بنهاية الصيف المقبل، على أقصى تقدير».

وأكد أنه بحلول أبريل المقبل، يمكن للتطعيم أن يغيّر الوضع بشكل كبير في مكافحة «كورونا».

ألمانيا

من جهة أخرى، حذّر رئيس مؤتمر وزراء الداخلية في ألمانيا جورج ماير، من احتمال تعرّض عمليات نقل اللقاح ومراكز التطعيم به لهجمات، مشدداً على ضرورة «حماية عملية النقل والمراكز بسبب الأجواء المحمومة والتصريحات المتطرّفة من معارضي التطعيم».

وأضاف ماير، الذي يشغل منصب وزير داخلية ولاية تورينغن، أن مناهضي التطعيم «أوضحوا في التظاهرات مدى تطرفهم».

وتشهد ألمانيا احتجاجات يشارك فيها مئات من معارضي اللقاحات والمطالبين بإنهاء الإجراءات الاحترازية للحد من التفشي، رغم ازدياد عدد الإصابات.

ويأتي هذا التحذير، في وقت فرضت ألمانيا قيوداً مشددة أمام تسارع الموجة الثانية من تفشي الوباء، تتضمن إغلاق المتاجر «غير الضرورية»، خشية من خروج الفيروس عن السيطرة خلال فترة عيدي الميلاد ورأس السنة.

وأعلنت المستشارة أنجيلا ميركل أمس، أن المتاجر غير الضرورية والمدارس والحضانات ستغلق أبوابها اعتباراً من بعد غد وحتى 10 يناير.

وأكدت: «إننا مجبرون على التصرف، وها نحن نتصرف الآن، أمام الارتفاع الكبير في عدد الوفيات والارتفاع المطرد بعدد الإصابات».

وبموجب القرار الذي اعتمدته الحكومة الفدرالية وحكومات المقاطعات المحلية الـ 16، دعي أصحاب العمل إلى إعطاء الأولوية للعمل من المنزل بقدر الإمكان، أو منح عطل لموظفيهم مدة ثلاثة أسابيع ونصف «بهدف تطبيق مبدأ سنبقى في المنزل في كل أنحاء البلاد».

وحذر رئيس مقاطعة بافاريا ماركوس سودير من أن الوباء «خارج عن السيطرة»، خلال مؤتمر صحافي مع المستشارة ووزير المال أولاف شولتز.

وأعلنت المستشارة، أن التطعيم ضد الفيروس في ألمانيا والاتحاد الأوروبي سيبدأ «في غضون أيام قليلة» بعد تاريخ الترخيص، والذي يمكن أن يتم قبل نهاية ديسمبر.

وبلغ إجمالي الإصابات بالفيروس في ألمانيا أكثر من مليون و304 آلاف و200، بينها أكثر من 21 ألف وفاة وفق تقديرات معهد روبرت كوخ لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية في ألمانيا.

البحرين

في غضون ذلك، أعلنت الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية في البحرين موافقتها على التسجيل الرسمي للقاح «كوفيد 19» المنتج من قبل شركة «سينوفارم» الصينية. وأكدت «وكالة أنباء البحرين» الرسمية (بنا) امس، ان نتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية أظهرت فعالية اللقاح بنسبة 86 في المئة ضد الإصابة بالفيروس.

نتنياهو

وفي تل أبيب، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس، خلال تفقد مركز للقاحات في تل أبيب: «سنستطيع على الأرجح تبكير موعد إعطاء اللقاحات لسكان إسرائيل على أفضل نحو». ورغم أنه أشار إلى أن «نهاية الجائحة بدأت تلوح في الأفق»، فقد حث على استمرار الالتزام بالقواعد.

البحرين تسجّل "سينوفارم" الصيني
back to top