لم ينجح أحد!

نشر في 10-12-2020
آخر تحديث 10-12-2020 | 00:10
التغيير كشف نصف الصورة، وبقيت المواقف لتكشف النصف الآخر... إياكم والأداء الذي يوضع في الثلاجة! وإياكم أن تضعوا الجدران بينكم وبين الناس! وأنتم شاهدتم كيف سقطت «الجدران» على رؤوس الكثير من النواب، الجدران التي تم بناؤها بالوعود الزائفة والوهم، وأحياناً بـ«لعبة» الشعارات التي لم تكن سوى «لعنة» شعارات!
 عبدالله الفلاح الوقت للعقل... بعد أن سقط الكثير من رجال الغرف المقفلة، لا رجال الرؤية، أثبت الشعب أنه ليس رماداً كما يعتقد البعض بل جمراً لا ينطفئ، شعب سئم مسلسل "الفوضى" الذي شهدته البلاد، سئم من الذين لبسوا عباءة الكراهية، وصناعة الخراب، والشعارات التي تتلألأ كما يتلألأ السراب!

سراب الذين نجحوا في لحظات مخادعة، أو لحظات ميتة، لحظات بلهاء- وربما- انتهى كل ما حدث تحت "الخديعة"!

والآن ماذا بعد أن رفض الكثير من "الناس" أن تُدنّس "أصواتهم" أمام الوجوه الملتبسة، أو تلك التي لا تراهم إلا من خلال ثقب عباءة "المصالح"؟

الآن- وأعني الشعب- يبحث عن الأداء الذي يعيد الأمل، يبحث عن "فعلٍ" يلتمسون فيه الروح، لا كلاماً تقوله "الفضيحة"، يبحث عن لحظة ضمير لا لحظة "مرتزقة"! شعب يريد أن يرى كل شيء تحت الضوء لا في الظل، وأن يرى نواب قاعات مواقف لا نواب قاعات مزاد علني! في بلد ازدهرت فيه العبثية- لأسباب عدة- وعلى مدى سنوات، لم يعد هناك شعب يقبل أن تصبح آماله مثل انتظار معلق على كتف الوعود!

يقيناً "لم ينجح أحد"، حتى الآن، لأن مقياس النجاح ليس في الأرقام أو كم الأصوات، وأنتم تعلمون من أين يأتي بعضها، وبأي طريقة، بل المقياس في إعادة الأمل للشعب، ولنقل الآمال التي تنتظر وهي واقفة وراء الأبواب!

"لم ينجح أحد" إلا بعد أن تفتح كل الأبواب التي يمكن من خلالها الخروج مما سبق، والدخول في مرحلة الإصلاح السياسي، والاقتصادي، وتعديل الكثير من القوانين التي تلاحق المواطن بالعصا، فالوعود وحدها لا تكفي!

ولا يمكننا القول بانتهاء العيون المقفلة، ولكن الوعي اختلف، ولم يعد هناك هناك نواب "قش" تذروهم رياح المواقف السيئة، ولم يعد هناك مجال لأن تأخذوا الكثير بالشعارات الباهتة، فلن يقبل الكثير من المواطنين أن تكون أيامهم مستودعاً لليأس!

التغيير كشف نصف الصورة، وبقيت المواقف لتكشف النصف الآخر... إياكم والأداء الذي يوضع في الثلاجة! وإياكم أن تضعوا الجدران بينكم وبين الناس! وأنتم شاهدتم كيف سقطت "الجدران" على رؤوس الكثير من النواب، الجدران التي تم بناؤها بالوعود الزائفة والوهم، وأحياناً بـ"لعبة" الشعارات التي لم تكن سوى "لعنة" شعارات!

لم ينجح أحد حتى يرى الشعب ملامح تطلعاته على أرض الواقع، وأن تكون هناك عودة للطريق الذي أضعناه- وأضاعنا- منذ زمن بعد أن تم التعامل معه على أنه لزوم ما لا يلزم.

لم ينجح أحد: لأن الوقت للعقل لا للهاوية، فالمواقف التي يمكن من خلالها قياس النجاح لم تظهر بعد... ولا نحتاج إلى أي دليل إضافي!

عبدالله الفلاح

back to top