جو بايدن : أميركا عادت... ولسنا ولاية أوباما الثالثة

• الرئيس الصيني ينضم إلى المهنئين
•استطلاع: الجمهوريون يدعمون ترامب في 2024

نشر في 26-11-2020
آخر تحديث 26-11-2020 | 00:05
مع حصوله على موافقة البيت البيت الأبيض على الاطلاع على الإحاطات الاستخباراتية اليومية المخصصة لأبرز التهديدات العالمية للأمن القومي الأميركي، طوى الرئيس المنتخب جو بايدن صفحة سياسات «أميركا أولاً» التي أوصلت غريمه الجمهوري دونالد ترامب إلى السلطة في 2016، مؤكداً عودة الولايات المتحدة لقيادة العالم.
بعد تقديمه أعضاء الأسماء الستة الكبيرة، التي سماها لمرافقته لدى انتقاله إلى البيت الأبيض في 20 يناير، ألقى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الضوء على ملامح سياساته الداخلية والخارجية خلال أول 100 الأولى من تسلمه السلطة، مبنياً أنها تشمل إصلاح نظام الهجرة لفتح الباب أمام تجنيس أكثر من 11 مليون مقيم غير شرعي والتراجع عن أوامر تنفيذية أصدرها الرئيس دونالد ترامب بشأن التغير المناخي وإقرار حزمة دعم اقتصادي جديدة لتخفيف تداعيات أضرار جائحة كورونا.

وقبل تلقي أول التقارير الاستخبارية عن التهديدات العالمية للأمن القومي، أعلن بايدن أن الولايات المتحدة عادت إلى المسرح الدولي وجاهزة لقيادة العالم وعدم الانسحاب منه وستقوم بدورها في التصدي لخصومها وتقبل حلفائها والدفاع عن قيمها».

وأوضح بايدن أنه فوجئ في اتصالات مع زعماء نحو 20 دولة «بمدى تطلعهم إلى عودة الولايات المتحدة لتأكيد دورها التاريخي كزعيمة للعالم»، معتبراً أن العمل مع الحلفاء يساعد في جعل أميركا آمنة دون الانخراط في «حروب غير ضرورية».

وهنأ الرئيس الصيني شي جينبينغ بايدن بفوزه بالانتخابات، ليخرج من قائمة ضمت رؤساء روسيا فلاديمير بوتين، وتركيا رجب طيب إردوغان، والبرازيل جاير بولسونارو، والمكسيك أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، امتنعت عن الإقرار بخسارة ترامب إلى الآن.

نهج متعدد

وعلى مسرح كبير في معقله ويلمينغتون، شدد بايدن وبجانبه نائبته كامالا هاريس على عودة النهج المتعدد الأطراف كرسالة رئيسية لحكمه، خلافاً لشعار «أميركا أولاً» الذي أطلقه ترامب، كما كرر «تصميمه» على محاربة التغير المناخي.

ورغم استعانته بشخصيات مخضرمة خدمت في الحكومة الديمقراطية السابقة، رفض بايدن، في أول مقابلة منذ انتخابه مع شبكة NBC، فكرة أنه يشكل نسخة ثالثة عن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، موضحاً أن «العالم بات مختلفاً تماماً بعد أن غيّر ترامب المعطى وأصبحت أميركا أولاً وأصبحت أميركا وحيدة».

وأشار بايدن إلى أن العملية الانتقالية بدأت بالفعل بتنسيق صادق ومباشر مع إدارة ترامب في الأمن القومي وجائحة فيروس كورونا وتوزيع اللقاح، مبيناً أنه كذلك تمكن أخيراً من الوصول إلى المعلومات المصنفة سرية في مجال الدفاع.

وإذ طمأن بايدن بأنه لا يخطط لاستخدام وزارة العدل كـ«وسيلة» للإصرار على التحقيق مع ترامب، الذي أبدى مسؤولو إدارته في وزارات الدفاع والخارجية والصحة نيتهم التعاون مع توجيههم بعض السهام للرئيس المنتخب.

وفي حين تواصلت وزارة الدفاع (البنتاغون) مع بايدن وإطلاعه على وضع القوات الأميركية في أفغانستان والعراق، أكد وزير الخارجية مايك بومبيو، أن فريقه يعمل على دراسة قرار بدء إجراءات نقل السلطة لبايدن.

وقال بومبيو: «يريدون المزيد من التعددية فقط لتمضية الوقت مع أصدقائهم خلال سهرات؟ هذا لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة الفضلى»، مؤكداً أن إدارة ترامب حرصت على تسجيل «نتائج فعلية».

وكان وزير الدفاع السابق جيم ماتيس كسر صمته، بدعوته بايدن لتغيير مسار السياسة الدفاعية الحالية والتخلص من مبدأ «أميركا أولاً» كعقيدة من مبادئ استراتيجية «البنتاغون» الدفاعية.

وحذر ماتيس، في مقال نشرته مجلة «فورين أفيرز» قبل أيام بعنوان «الدفاع في العمق» مع كاتبين آخرين من انسحاب مفاجئ من أفغانستان أو العراق ورأى أن وصف التدخل الأميركي الحالي في البلدين بأنه حروب لا نهاية لها بدلاً من اعتباره دعماً لحكومات صديقة تكافح من أجل السيطرة على أراضيها هو أمر خاطئ، وأن من مصلحة الولايات المتحدة بناء قدرة هذه الحكومات للتعامل مع التهديدات التي تقلقها.

كوزير دفاع، كان ماتيس المهندس الرئيسي لاستراتيجية الدفاع الوطني، التي وجهت الجيش للاستعداد لصراع محتمل مع روسيا والصين، لكنه حث بايدن وفريقه الجديد للأمن القومي على إعادة صياغة الاستراتيجية وتخفيف نبرة المواجهة.

ورفض بومبيو انتقادات ماتيس، وقال: «لديّ الكثير من الاحترام لجيم، لكنه مخطئ تماماً في هذا. مبدأ أميركا أولاً في صميمه هو الاعتراف بأنه عندما تكون أميركا آمنة في الداخل فإنها ستكون قوة من أجل الخير».

فريق بايدن

وفي معرض تقديمه لفريقه للسياسة الخارجية والأمن القومي، أشار بايدن إلى نيته بعد تولي السلطة في 20 يناير إبعاد الولايات المتحدة عن النهج الوطني الأحادي النزعة الذي تبناه ترامب.

وتحدث الرئيس الديمقراطي عن فريقه، الذي ضم أنتوني بلينكن وزيراً للخارجية وجيك سوليفان مستشاراً للأمن القومي وأليخاندرو مايوركاس وزيراً للأمن الداخلي وأفريل هينس مديرة للمخابرات الوطنية، وليندا توماس غرينفيلد سفيرة لدى الأمم المتحدة وجون كيري مبعوثاً خاصاً لشؤون المناخ، مؤكداً أنه سينأى بنفسه عن «الفكر العتيق والأساليب القديمة» في منهجه للعلاقات الخارجية.

وحث بايدن مجلس الشيوخ، عند تقديم فريقه للأمن القومي، على أن يحدد «جلسة استماع عاجلة» لمرشحيه، وعبر عن أمله في أن يتمكن من العمل مع الجمهوريين «بحسن نية للمضي قدماً».

وأكدت هاريس أن بايدن «جمع فريقاً عظيماً يمكنه التعامل مع مختلف التحديات وإعادة دور الولايات المتحدة الريادي في العالم، مبينة أنهم علموا منذ انتخاب بايدن أنهم ورثوا تحديات كبيرة من إدارة ترامب.

تحديات ومشكلات

وألقى أعضاء فريق الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة كلمات تحدثوا فيها عن التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة، وتعهدوا بأداء مهامهم على أكمل وجه إذا صدّق مجلس الشيوخ على تعيينهم، كما تحدث بعضهم عن نشأتهم وعن آبائهم وأجدادهم من المهاجرين الذين قدموا من كوبا وروسيا.

ووصف بلينكين ومايوركاس كيف هربت أسرتهما من الأنظمة الشيوعية في أوروبا وأميركا اللاتينية واستقرتا في نهاية المطاف في الولايات المتحدة.

وقال بلينكن: «لا يمكننا بمفردنا أن نعالج مشكلات العالم، علينا أن نعمل مع الدول الأخرى»، فيما جددت غرينفيلد التأكيد على أن «النهج المتعدد الأطراف عاد والدبلوماسية عادت»، واعدة بالتخلي عن سياسة ترامب الانعزالية.

بدوره، أشار كيري إلى أن الولايات المتحدة ستنضم مرة أخرى إلى اتفاقية باريس للمناخ في اليوم الأول بعد تولي بايدن منصبه، وستتخذ خطوات إضافية لمكافحة تغير المناخ على مدى السنوات الأربع المقبلة.

وباختيار هذه الشخصيات المؤهلة والقديرة، يشير بايدن إلى العودة إلى السياسة الأميركية التقليدية، خلافاً لترامب الذي كان حديث العهد بالسياسة عندما وصل إلى واشنطن ووعد بأن إدارته لن تكون كسابقاتها.

قضية الانتخابات

وتعقيباً على فوزه في ولايات يصر ترامب على أن نتائجها مزورة، شدد بايدن، الذي بات أول مرشح يفوز بأكثر من 80 مليون صوت في تاريخ الولايات المتحدة، على أن الدعاوى القضائية ستخفق تباعاً، وستواصل الولايات التصديق على النتائج الانتخابات، وأنه سيؤدي اليمين الدستورية رئيساً يوم 20 يناير، مشدداً على أن «الانتخابات انتهت. وحان الوقت لنبذ الحزبية وخطاب الشيطنة وبدء التعاون».

ومع ذلك، لم يعترف ترامب حتى الآن بهزيمته وتوعد مواصلة «المعركة» أمام القضاء حيث يمنى بالانتكاسة تلو الأخرى في محاولته للطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر. فبعد ميشيغان الاثنين، صادفت بنسلفانيا ونيفادا، أمس الأول، على فوز بايدن.

ولم يتناول ترامب، أمس الأول، مسألة الانتخابات خلال ظهوره العلني مرتين، الأول خلال تدخله للإشادة بأداء بورصة نيويورك وتسجيل مؤشر داو جونز رقماً قياسياً متجاوزاً لأول مرة عتبة 30 ألف نقطة، والثاني للترحيب بالتقدم المحرز على صعيد توفير لقاح كورونا.

وبدون أن يتطرق إلى السياسة، كرر بايدن وبقربه نائبه مايك بنس في حدائق البيت الأبيض شعاره الشهير «أميركا أولاً»، وقال: «أريد أن أهنئ شعبنا، لأنه ليس هناك مثله».

وفي لفتة أخرى على أن ترامب سلم بهزيمته، أعطى البيت الأبيض الضوء الأخضر لتلقي بايدن تقارير المخابرات اليومية له بشكل منتظم.

وأكد مكتب مدير الاستخبارات الوطنية أن الرئيس المنتخب سيتلقى قريباً التقارير اليومي، موضحاً أنه اتباعاً لتوجيه قانون الانتقال الرئاسي سيقدم الدعم المطلوب لفريقه الانتقالي.

ويعني القرار أن بايدن سيتمكن من الاطلاع على أحدث معلومات أجهزة الاستخبارات بشأن تهديدات الأمن القومي الرئيسية في جميع أنحاء العالم.

انتخابات 2024

في غضون ذلك، أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة «morningconsult» أمس الأول أن أغلبية الجمهوريين سيصوتون لترامب في انتخابات 2024. معتبرين أنه أكثر تحيزاً لمصلحتهم وملتزم بمصالح الولايات المتحدة بشكل عام.

وأظهر الاستطلاع أن 12% من ناخبي الحزب الجمهوري سيختارون نائبه بنس في الانتخابات التمهيدية لعام 2024، و8 في المئة سيصوتون لنجله جونيور، في حين توقع الربع أن الجمهوريين في الكونغرس يخشون ترامب.

من جهة ثانية، يعتزم ترامب أن يعفو عن مستشاره السابق للأمن القومي مايكل فلين، الذي وافق في 2017 على الإقرار بتهمة الكذب على مكتب التحقيقات الفدرالي بخصوص اتصالاته مع مع السفير الروسي في واشنطن في ديسمبر 2016.

back to top