موسكو ترفض دعوة باريس وواشنطن لمراجعة «اتفاق كاراباخ»

باكو ويريفان تتبادلان الجثث... والمعارضة الأرمنية تدعو لإقالة باشينيان

نشر في 18-11-2020
آخر تحديث 18-11-2020 | 00:03
علييف مصافحاً جندياً خلال زيارته منطقة فضولي أمس الأول (أ ف ب)
علييف مصافحاً جندياً خلال زيارته منطقة فضولي أمس الأول (أ ف ب)
رداً على الدعوة الأميركية الفرنسية التي طالبتها بتوضيحات حول «اتفاق كاراباخ» الأخير، أكدت موسكو تصميمها على «منع أي مراجعة» للبيان الثلاثي الروسي ـ الأذربيجاني ـ الأرمني، حول إقليم ناغورني كاراباخ.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي، أمس، «لا نرى في الوقت الحالي أي محاولات لإعادة النظر في البيان الذي تم إصداره. وحسب فهمي، فإن أرمينيا تشهد حالياً مناقشات صعبة، وقد أعربت الأحزاب الـ17 الأرمنية، التي تحالفت من أجل دعم مصالح بلادها، معارضتها الحازمة لأي محاولات لمراجعة هذا البيان. هذا ما ننطلق منه، وسنعمل ما في وسعنا لمنع اتخاذ كهذه محاولات، أو لمنع نجاحها إذا اتخذت».

وأعرب الوزير عن استغرابه من إعلان ممثلي الولايات المتحدة وفرنسا حول ضرورة توضيح تفاصيل البيان الروسي ــ الأذربيجاني ـــ الأرمني.

وقال: «شعرت بدهشة عندما سمعت هذا الخبر. فمنذ بدء الجهود التي كانت روسيا تبذلها لإنهاء المرحلة الساخنة من هذا النزاع، كنا نعمل في اتصال وثيق مع شركائنا في رئاسة مجموعة مينسك»، في إشارة إلى المجموعة المعنية بحل النزاع في كاراباخ التي تم تشكيلها من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في عام 1992 التي تترأسها ثلاث دول هي روسيا وفرنسا والولايات المتحدة.

وتابع: «بصراحة، أعتقد أن مثل هذه التصريحات إما أن تعكس افتقار الأطراف التي تدلي بها إلى معرفة الحقائق، أو تأتي نتيجة لسوء فهم».

وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، أعلن أمس الأول، إن الولايات المتحدة وفرنسا تنتظران من روسيا توضيحات بشأن دور تركيا في «اتفاق كاراباخ».

وقال المصدر عقب المحادثات بين وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان، إن الوزيرين «بحثا بالتفصيل الوضع في كاراباخ. وبصفتهما رؤساء لمجموعة مينسك فقد تبادلا وجهات النظر، وأكدا التزامهما بدورهما كرؤساء مشاركين في مجموعة مينسك وثمنا الإجراءات التي اتخذتها روسيا، والتي أدت إلى وقف النار».

وأضاف المصدر ذاته: «لكننا نعترف أيضاً بوجود العديد من القضايا التي يحتاج الروس لتوضيحها، مثل معايير الاتفاق، بما في ذلك دور تركيا».

والأسبوع الماضي، تبنى زعماء روسيا وأرمينيا وأذربيجان بياناً مشتركاً حول وقف النار في كاراباخ اعتباراً من 10 نوفمبر.

ونص البيان الذي أذاعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على توقف القوات الأذربيجانية والأرمنية في مواقعها، وإجراء عملية تبادل الأسرى ونشر قوات روسية لحفظ السلام في المنطقة.

الى ذلك، تفقد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، مدينتي فضولي وجبرائيل المحررتين في كاراباخ.

ونشرت زوجة الرئيس مهريبان علييف على «إنستغرام»، مشاهد وصور للرئيس الأذربيجاني وهو يقود سيارته بنفسه في المنطقة.

ومشيرا إلى المنازل المدمرة، قال علييف: «هذه منازل لمواطنين أذربيجانيين دمرها العدو الهمجي».

ولاحقاً، أكد الرئيس الأذربيجاني أنه لا يمكن أن يكون هناك أي مفاوضات في وضع كاراباخ.

وقال في خطاب موجه إلى المواطنين بثته القناة التلفزيونية الحكومية AZTV «قلت مراراً إننا لن نسمح بإنشاء دولة أرمنية ثانية في الأراضي الأذربيجانية الأصلية، وحدة أراضي أذربيجان لا يمكن أن تكون موضوعاً للمفاوضات».

وأشار إلى أن «أذربيجان ستعيد وحدة أراضيها»، مشيراً الى أنه «إذا لم يكن سلمياً فسيكون عسكرياً».

في غضون ذلك، تبادلت أذربيجان وأرمينيا 200 جثة لقتلى الاشتباكات بشأن منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها.

وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماورير، إنه تم تبادل الجثث، في حضور قوات حفظ السلام الروسية.

وفي يريفان، قالت، أمس، النائبة نايرا زغرابيان العضو في حزب «أرمينيا المزدهرة» المعارض، خلال جلسة برلمانية، «اليوم في غرفة الاجتماعات هذه يجب مناقشة قضية واحدة فقط، إلغاء حالة الحرب واستقالة رئيس الوزراء نيكول باشينيان، وليس لدينا أي حق أخلاقي في مناقشة قضية أخرى».

back to top