الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتراجع عن الإقرار بالهزيمة: الطريق أمامنا طويل

الجمود يعوق نقل السلطة إلى بايدن... وأوباما يدعم رايس لتولي «الخارجية» في الإدارة الجديدة

نشر في 16-11-2020
آخر تحديث 16-11-2020 | 00:05
مناصرون لترامب خلال تظاهرات أمام الكابيتول أمس الأول	 (أ ف ب)
مناصرون لترامب خلال تظاهرات أمام الكابيتول أمس الأول (أ ف ب)
استمر، أمس، الجمود السياسي الذي يؤخر المرحلة الانتقالية لتسليم القيادة إلى إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، رغم إقرار الرئيس الجمهوري دونالد ترامب جزئياً بفوز غريمه، وذلك غداة تدفق عشرات الآلاف من أنصاره إلى الشوارع.
أقر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولو بشكل منقوص، بفوز غريمه الديمقراطي جو بايدن، لكنه كرر القول إن الانتخابات شابها تزوير، وذلك غداة إلهابه مشاعر حشود من أنصاره تجمعت في مشهد غير مألوف بالعاصمة الفدرالية واشنطن، التي صوّتت في الثالث من نوفمبر بأكثر من 90% لصالح بايدن.

ومع تداول وسائل الإعلام تغريدته على أنها إقرار بالهزيمة، سارع ترامب إلى التراجع، مؤكداً أن طريقاً طويلاً لايزال أمامهما لتحديد الفائز.

وذكر ترامب، في تغريدة لاحقة، «لم يفز (بايدن) إلا في عيون وسائل الإعلام الكاذبة، ولم أعترف بأي شيء. لايزال أمامنا طريق طويل لقطعه. كانت الانتخابات مزورة!»، مجدداً ادعاءه أن الانتخابات «مزورة» وأنه «من سيفوز!».

واجتذبت مسيرة «اجعلوا أميركا عظيمة من جديد»، التي شهدت صدامات ومشاجرات وعملية طعن، أعداداً كبيرة من أنصار ترامب من ولايات أخرى مثل تكساس وكارولاينا الشمالية ونيويورك، مكررين مزاعم سرقة الانتخابات وتزييفها.

وبعد مرور موكبه وسط المتظاهرين في طريقه إلى ملعب الغولف، الذي يملكه في ولاية فرجينيا، نشر ترامب سلسلة تغريدات اعتبر فيها أن «مئات الآلاف يبدون تأييدهم في العاصمة لن يسكتوا على انتخابات مزورة فاسدة من قبل شركة دومينو اليسارية، وللعديد من الأسباب الأخرى».

وكتب ترامب: «هناك أدلة مقنعة على تزوير واسع النطاق يخص نتائج التصويت، وتثبت بشكل قاطع أن مراقبينا ومتابعينا الانتخابيين الجمهوريين لم يسمح لهم بحضور غرف فرز الأصوات»، موضحاً أن «هذا حصل في ميشيغان وبنسلفانيا وجورجيا وولايات أخرى بشكل غير دستوري».

كما دعا إلى وقف إعادة فرز الأصوات يدويا في ولاية جورجيا، قبل التأكد من صحة التوقيعات في بطاقات الاقتراع، وحث عدة مرات عبر حسابه على «عدم تمكين الديمقراطيين اليساريين الراديكاليين من سرقة الانتخابات»، مؤكداً أن قراصنة نجحوا في التسلل إلى بعض الماكينات الانتخابية.

تحيز وصدام

واشتكى ترامب من التحيز الإعلامي في التقارير بشأن التظاهرة، واتهم ترامب حركة «أنتيفا» اليسارية بالاعتداء على أنصاره، في محيط البيت الأبيض، ودعا شرطة العاصمة بالتدخل، وأعاد تغريد صورة لشخص ينزف في المناوشات.

وبحسب إدارة الإطفاء وخدمات الطوارئ الطبية ولاتويا فوست، المتحدثة باسم عمدة واشنطن موريل باوزر، فإن شخصاً تعرض لعدة طعنات ونقل إلى مركز طبي للعلاج. وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الحادث وقع خلال مشاجرة، بعد الثامنة مساء، والحالة حرجة.

وأكدت فوستر القبض على أكثر من 20 على الأقل بتهمة ارتكاب اعتداءات، من بينهم 4 بحوزتهم 7 أسلحة نارية في مخالفة لقانون العاصمة واشنطن، مشيرة إلى أن «اثنين من ضباط شرطة العاصمة أصيبا أيضاً، بالإضافة إلى ضبط 7 أسلحة نارية»، حيث لا يوجد في واشنطن قانون حمل مفتوح للأسلحة.

وفي أجواء مماثلة للتجمعات الانتخابية الصاخبة في ساحة الحرية القريبة من البيت الأبيض، أُقيمت التظاهرة الحاشدة، التي دعت إليها مجموعات مختلفة من بينها مجموعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، وبالغ ترامب في عدد المشاركين فيها، وذهبت المتحدثة باسمه كايلي ماكيناني إلى أبعد من ذلك، مشيرة إلى «أكثر من مليون شخص».

وفي حين توجه أنصار ترامب إلى المحكمة الأميركية، بالقرب من مقر «الكونغرس»، دعت حركة «أنتيفا» اليسارية المناهضة للفاشية وحركة «حياة السود مهمة» إلى طردهم من العاصمة، ما تسبب بإشعال الموقف وتسارع الشرطة لإنشاء أحزمة فصل بين الطرفين، واستخدمت في بعض الأحيان رذاذ الفلفل للتفريق، كما رافق أفراد الأمن عدداً من أنصار ترامب إلى خارج المنطقة، للحيلولة دون حدوث اعتداءات أو مواجهات.

وفي مدية فينكس عاصمة ولاية أريزونا، تجمع المئات من أنصار ترامب للتعبير عن تأييدهم له، ورددوا شعارات تعبّر عن رفضهم نتائج الانتخابات وعدم اعترافهم بفوز بايدن، وهتفوا مطالبين بـ4 سنوات إضافية لترامب، وبالدفاع عن حق حمل وامتلاك السلاح المكفول وفقاً للدستور.

حالة ترقب

في المقابل، أمضى بايدن أياماً في حالة تراقب مع مستشاريه في دراسة التعيينات الوزارية في إدارته وتلقي مكالمات التهنئة من زعماء العالم ورسم السياسات التي سيتبعها بعد أداء اليمين الدستورية يوم 20 يناير. وواصل بايدن لقاءاته مع مستشاريه، أمس، قبل اتخاذه قراراً هاماً بشأن تسمية شخصية لمنصب وزير الخارجية، في ظل مساعي الرئيس السابق باراك أوباما لترجيح كفة مستشارته السابقة سوزان رايس لهذا المنصب.

ورفض ترامب التسليم بالهزيمة، وواصل ادعاءاته عن حدوث تلاعب، الأمر الذي عطل الإجراءات المعتادة لنقل السلطة إلى الإدارة الجديدة لبايدن، الذي خرج في نزهة على دراجة هوائية، على مقربة من مقرّ إقامته في ولاية ديلاوير، قبل احتفاله بعيد ميلاده الـ78 الأسبوع المقبل.

وأعاق قبول ترامب الهزيمة، الانتقال الرسمي للسلطة، حيث إن الوكالة الاتحادية التي تقدّم التمويل للرئيس المنتخب القادم -وهي إدارة الخدمات العامة- لم تعترف بعد بفوز بايدن، وهو ما يحرمه من استخدام المقار الاتحادية ومواردها.

back to top