بوادر عراقيل في نقل السلطة لجو بايدن... ودونالد ترامب ينوي عقد لقاءات جماهيرية

• غراهام يشجع الرئيس الجمهوري على الترشح في 2014 ويدعوه إلى عدم التراجع
• الرئيس المنتخب يلتقي فريقه الخاص بمواجهة «كورونا»

نشر في 10-11-2020
آخر تحديث 10-11-2020 | 00:05
مع عقده اجتماعاً مع فريق عمله لتدارس أكبر عقبة ستواجهه عندما يتولى منصبه خلال 73 يوماً، اصطدم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، أمس، بأول عراقيل المرحلة الانتقالية، مع رفض إدارة الخدمات العامة السماح له ببدء المرحلة الانتقالية، في وقت واصل خصمه الجمهوري دونالد ترامب مناوراته للاحتفاظ بمنصبه.
فيما بدا أنه محاولة لعرقلة انتقال السلطة، رفضت رئيسة إدارة الخدمات العامة، إميلي مورفي، التوقيع على خطاب يسمح للفريق الانتقالي للرئيس المنتخب جو بايدن ببدء عمله رسمياً هذا الأسبوع.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن رئيسة إدارة الخدمات العامة، وهي وكالة غير بارزة مسؤولة عن المباني الفدرالية، تتولى دوراً مهماً عند انتخاب رئيس جديد، يتمثل في التوقيع على الوثيقة الرسمية الخاصة بتسليم فريق الفائز ملايين الدولارات، فضلاً عن منحه حق الوصول إلى المسؤولين الحكوميين، والحصول على معدات ومكاتب في المؤسسات الفدرالية تحتاج إليها في إطار عملية نقل السلطة.

ويعتبر التوقيع على مثل هذا الخطاب بمنزلة الإعلان الرسمي من الحكومة الفدرالية، وليس من وسائل الإعلام، عن الفائز في السباق الرئاسي.

وفي وقت سابق، قالت متحدثة باسم إدارة الخدمات العامة، في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "لم يتم التأكد بعد (من فوز بايدن)، وستستمر رئيسة الإدارة في احترام كل المتطلبات الناجمة عن القانون والوفاء بها".

من جانبه، قال مسؤول كبير في الإدارة الحالية: "لن يخرج أي رئيس لأي وكالة فدرالية على الرئيس (ترامب) بشأن قضايا الانتقال في الوقت الحالي"، متوقعا أن يُطلب من رؤساء الوكالات عدم التواصل مع فريق بايدن. وانتقد الديمقراطيون موقف مورفي المعيّنة من قبل إدارة ترامب، والذي قد يؤخر عملية انتقال السلطة.

وبحسب قناة "فوكس نيوز"، وجّه فريق بايدن طلباً رسمياً إلى إدارة الخدمات العامة باعترافه رئيساً منتخباً، أشار فيه إلى أنه "يتطلع إلى أن تصدق رئيسة الإدارة بسرعة على صفة جو بايدن وكامالا هاريس كرئيس منتخب ونائبة الرئيس المنتخب"، مضيفا أن "الأمن القومي الأميركي والمصالح الاقتصادية يعتمدان على إشارة واضحة وسريعة من الحكومة الفدرالية إلى أن حكومة الولايات المتحدة ستحترم إرادة الشعب الأميركي، وستنخرط في انتقال سلس وسلمي للسلطة".

استعدادات بايدن

وبعد الاحتفال بفوزه على ترامب، باشر بايدن استعداداته لانتقاله إلى البيت الأبيض، مع تحديد أولويّتين: مكافحة وباء كورونا وإعادة توحيد أميركا المنقسمة.

وأشاد قادة من كل أنحاء العالم بانتخاب المرشح الديمقراطي، مظهرين بذلك تناقضاً صارخاً مع صمت المعسكر الجمهوري الذي يرفض، على غرار الرئيس المنتهية ولايته، الإقرار بالهزيمة.

وقبل أن يدلي بتصريحات حول فيروس كورونا والتعافي الاقتصادي، حصل بايدن، أمس، على إحاطة مشتركة في ويلمنغتون بولاية ديلاوير من فريقهما الاستشاري الانتقالي حول الأزمة الصحية، وعلى رأسه كبير الأطباء السابق فيفيك ميرفي، ورئيس إدارة الأغذية والعقاقير ديفيد كيسلر، وذلك لبحث أفضل السبل لاحتواء الجائحة، التي تسببت في وفاة أكثر من 237 ألف أميركي حتى الآن.

وفي الوقت الذي حذّر خبراء في مجال الرعاية الصحية من أن بايدن سيصطدم بإرث كارثي ومعقد مرتبط بالزيادة الحادة في عدد المصابين بالفيروس، وعدم ثقة السكان بالأطباء وتوصياتهم، التقى أمس نائب الرئيس مايك بنس للمرة الأولى منذ 20 أكتوبر فريق العمل المختص بالأزمة الصحية في البيت الأبيض.

الأولويات الأربع

وأطلق الرئيس المنتخب ونائبته كاميلا هاريس موقعاً إلكترونياً انتقالياً BuildBackBetter.com وحسابا على "تويتر" @Transition46 بخصوص المرحلة الانتقالية.

ونشر الموقع الإلكتروني الانتقالي للرئيس المنتخب أربع أولويات سيعمل عليها بايدن: كوفيد-19 والتعافي الاقتصادي، والمساواة العرقية، والتغير المناخي، موضحا أن "الفريق الذي يتم جمعه سيواجه هذه التحديات اعتباراً من اليوم الأول"، في إشارة إلى 20 يناير 2021، يوم تسلمه السلطة باعتباره الرئيس الـ46 للولايات المتحدة.

ويعد بايدن، الذي سيبلغ من العمر 78 عاماً في 20 نوفمبر، أكبر شخصية يتم انتخابها للبيت الأبيض على الإطلاق. بينما هاريس البالغة 56 عاماً والسيناتورة من كاليفورنيا، هي أول امرأة وأول شخص أسود وأول شخص يتحدر من جنوب آسيا ينتخب لمنصب نائب الرئيس.

ويعتزم بايدن إعادة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للمناخ وإلغاء المرسوم المتعلق بالهجرة الذي يحظر دخول مواطني دول عدة ذات أغلبية مسلمة إلى الأراضي الأميركية.

وتعهد بايدن باختيار حكومة تعكس تنوع أميركا، على الرغم من أنه قد يواجه صعوبة في الحصول على الموافقة على تعيينات تقدمية أكثر إذا احتفظ الجمهوريون بالسيطرة على مجلس الشيوخ. ولم تحسم بعد الغالبية في مجلس الشيوخ، إذ لا تزال تنتظر انتخابات إعادة بولاية جورجيا في يناير.

وشارك بايدن، وهو ثاني كاثوليكي يتم انتخابه رئيسا للولايات المتحدة بعد جون كينيدي، صباح الأحد في قداس بكنيسة في مسقط رأسه ويلمنتغون بولاية ديلاوير.

كما زار قبر نجله بو بايدن، الذي توفي بمرض سرطان الدماغ عام 2015 وقبري زوجته الأولى وابنته اللتين توفيتا في حادث سيارة عام 1972.

لقاءات جماهيرية

في المقابل، عاد ترامب الذي كثف ممارسته لهواية الغولف ليطل مجددا على "تويتر". وكتب أمس الأول: "منذ متى تعلن وسائل الإعلام المنحازة من سيكون رئيسنا القادم؟". ويعتزم ترامب الذي لم يعلن عن لقاءات عامة مقررة على برنامجه أمس، رفع سلسلة من الدعاوى القضائية، وفقًا لمحاميه رودي جولياني الذي قال إن لديه "الكثير من الأدلة" على حدوث تزوير انتخابي.

ودعا ترامب، في سلسلة تغريدات، المحكمة العليا إلى إلزام ولاية بنسلفانيا بفصل الأصوات المتأخرة عن الموعد الدستوري للاقتراع.

وأشار المتحدث باسم حملته، تيم ميرتو، إلى أن ترامب ينوي عقد سلسلة من اللقاءات الجماهيرية لكسب الدعم لمعاركه القانونية التي يطعن بها في نتيجة الانتخابات، مشيراً إلى أنه سيسعى لدعم اتهاماته بحدوث تلاعب بالأصوات، وذلك بتسليط الضوء على حالات تم فيها استخدام أصوات متوفين في الانتخابات.

واعتبر محامي ترامب الشخصي رودي جولياني أن إعلان الهزيمة سيكون خطأ، بعد عمليات الاحتيال التي تعرّض لها، وإبعاد المراقبين عن مراكز الفرز، بهدف تقليص تقدّم ترامب في ولاية بنسلفانيا.

وأشار جولياني إلى أن لدى حملة ترامب 70 شاهداً على اختلالات في بنسلفانيا يمكن أن تغيّر نتائجها الكارثية، موضحا أن عدداً من بطاقات الاقتراع احتُسبت بعد وصولها بشكل متأخر لمكاتب فرز الأصوات ومشاركة أموات في الاقتراع.

وأكد جولياني رفع دعوى قضائية في بنسلفانيا، أمس، ضد مسؤولين "لانتهاكهم الحقوق المدنية وإجراء انتخابات غير عادلة وانتهاكهم قانون الولاية"، مبينا أن "الدعوى الثانية ستكون إما ميشيغان أو جورجيا، على أنه يتم إعداد الملفات خلال الأسبوع المقبل".

وقال المدعون العامون الجمهوريون في لويزيانا وكنتاكي وميزوري وأوكلاهوما إنهم سيأخذون خطوات لمساعدة حملة ترامب في الطعن على الأسلوب الذي أدارت به ولاية بنسلفانيا فرز الأصوات البريدية التي أصبحت خياراً أقبل عليه الكثيرون هذا العام، لتحاشي التعرض للإصابة بفيروس كورونا في مراكز التصويت المزدحمة.

وفي إطار مسار المواجهة القضائية، قررت حملة ترامب تعيين النائب الجمهوري دوغ كولينز لقيادة الفريق القانوني المكلف متابعة إعادة فرز أصوات جورجيا.

وفي حديث لشبكة "سي إن إن"، رفض كبير مستشاري بايدن، سايمون ساندرز، الطعون القضائية التي ينوي فريق ترامب تقديمها، ووصفها بأنها "استراتيجيات قانونية لا أساس لها".

مفاجأة أريزونا

وفي أريزونا، حقق ترامب، مفاجأة أمس، بتقليص الفارق مع بايدن، إلى أقل من 1 بالمئة. ووصل إلى 48.9 مقابل 49.5 لمصلحة بايدن، وبحسب قانون الولاية، فإنه في حال استمر ذلك حتى نهاية الفرز، يتم إعادة الفرز تلقائيا.

وولاية أريزونا ذات 11 مقعدا في المجمع الانتخابي. ومن السيناريوهات التي تخيف الديمقراطيين في هذه الحالة، أن يقل الفارق بين بايدن وترامب، الذي سيحسم ولاية ألاسكا بثلاثة مقاعد، مما ينعش آماله في اعتراضاته في الولايات الأخرى قانونيا.

وفي أريزونا، يتم إعادة الفرز تلقائيا إذا كان الفارق أقل أو يساوي 0.1 في المئة من الأصوات. ويمكن للناخبين رفع دعوى قضائية في حالة الاشتباه بوجود خروق في العملية الانتخابية.

وقانونيا، يحق للمرشح الرئاسي في الانتخابات الاعتراض على نتيجة الانتخابات والطعن فيها، وهناك آليات واضحة ومهل زمنية محددة للنظر والبت فيها.

وينص قانون الانتخابات على أن الجهة المسؤولة عن التحقيق في الطعون وإعلان النتيجة النهائية هي الولاية، وليست الحكومة الفدرالية.

وحصل بايدن على ما يقرب من 74.6 مليون صوت مقابل 70.4 مليونا لترامب، وعلى 279 صوتا في الهيئة الناخبة التي تحدد من سيكون الرئيس مقابل 214 لترامب.

ولم ينته فرز الأصوات بعد في أريزونا، حيث يتقدم بايدن أيضاً، وإذا فاز بها، يعني أنه سيحصل على 11 صوتًا إضافياً في الهيئة الناخبة. كما يتقدم في جورجيا التي لديها 16 صوتاً. وإذا فاز في الاثنتين، فسينتهي به الأمر فائزا بـ 306 أصوات، وهي الحصيلة ذاتها التي فاز بها ترامب في عام 2016 عندما أطاح هيلاري كلينتون.

فوضى عارمة

من جهته، حض السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام ترامب على عدم الإقرار بخسارته، قائلاً، عبر شبكة "فوكس نيوز": "لا تتنازل عن أي شيء سيدي الرئيس، حارب بشراسة"، مبينا أن هذه الانتخابات متنازع عليها، كما أن وسائل الإعلام لا تحدد نتائجها، والتصويت عبر البريد شهد "فوضى عارمة"، وكان بمنزلة كابوس للجمهوريين.

وحذر غراهام الجمهوريين من أنهم إذا لم يخوضوا المعركة الآن فلن يتمكنوا مجدداً من الفوز بالرئاسة، وعليهم عدم قبول إعلان وسائل الإعلام بشأن الانتخابات، وأكد ضرورة خوض المعركة، مضيفاً: "سنعمل مع بايدن إذا فاز، لكن ترامب لم يخسر".

وقال: "لا ينبغي على الرئيس ترامب التنازل، فقد انخفض عدد الأصوات (الواجب فرزها) إلى 10 آلاف في جورجيا، وسيفوز بولاية كارولينا الشمالية، وقد انتقلنا من 93 ألف صوت إلى 20 ألفا في أريزونا، حيث يوجد المزيد من الأصوات التي يتعين عدها".

وقال أيضاً إن نظام الانتخاب الآلي في ولاية ميشيغان "مريب"، وطلب من المرشح الجمهوري في مجلس الشيوخ جون جيمس عدم التنازل. ودعا ترامب إلى الترشح في 2024.

بوش يهنئ

وإذ اعتبر الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش أن ترامب له الحق في طلب إعادة الفرز ومتابعة الطعون القانونية، مع "الفصل في أي قضايا لم يتم حلها بشكل صحيح"، أكد، في بيان، أنّ "النتيجة واضحة" وأنه اتصل بـ "الرئيس المنتخب ونائبته" لتهنئتهما.

وقال بوش: "يمكن للشعب الأميركي أن يثق بأن هذه الانتخابات كانت نزيهة في الأساس. يجب أن نتحد من أجل عائلاتنا وجيراننا ومن أجل أمتنا ومستقبلها".

وأوضح بوش أنه تحدث مع بايدن وشكره على "الرسالة الوطنية" في خطاب النصر الذي ألقاه مساء السبت، مشيراً إلى أنه رغم الخلافات السياسية بينهما، إلا أنه يعرف أن بايدن "رجل طيب ربح فرصته لقيادة وتوحيد بلدنا".

وفي حين قال النائب الديمقراطي جيمس كليبيرن من ساوث كارولاينا إن الحزب الجمهوري لديه "مسؤولية" للمساعدة في إقناع ترامب بأن الوقت حان للاستسلام، هنأ اثنان فقط من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، هما ميت رومني وليزا موركوفسكي، بايدن بالفوز.

وصرّح رومني بأنّ الرئيس "سيقبل في النهاية الأمر الذي لا مفر منه"، مبينا أنه "يفضل أن يرى العالم يشاهد رحيلاً أكثر لباقة، لكن هذا ليس من طبيعة الرجل".

back to top