هبة مندني: أدباء الطفل ينقصهم الدعم الحقيقي

نشر في 06-11-2020
آخر تحديث 06-11-2020 | 00:02
"أن تكتب للطفل يعني أنك ستواجه ناقداً لا يعرف المجاملة". بهذه الكلمات بدأت الكاتبة هبة مندني حديثها لـ"الجريدة"، إذ اشتملت كلماتها على صوت ناقد حاد لمشروعها الإبداعي، منذ ولوجها عالم الكتابة عبر صفحات التواصل الاجتماعي، و"انستغرام"، وتنطلق بعدها في عالم الإبداع الورقي، وتصدر أعمالها للأطفال والكبار، وتحوز العديد من الجوائز منها: جائزة راشد بن حميد في دولة الإمارات العربية عن قصتها: "حلم الآنسة دعسوقة"، كما اختيرت قصتها "مدينة الغيوم"، من قبل وزارة الثقافة الأردنية لإعادة طباعتها ضمن إصدارات مكتبة الأسرة.
وصدر لمندني العديد من القصص المطبوعة: "أحمد وكأس البطولة"، "الزهرة الأجمل"، إضافة إلى رواياتها للكبار: "أحلى أيامي"، و"بعض الحنان"، و"يكفي... لا أريد سماع المزيد"، و"ابتلعت الغيلان أمي"، وصدر لها حديثاً مجموعتها "مائدة جدتي"... "الجريدة" التقت مندني للحديث عن أحدث إصداراتها ونشاطاتها الإبداعية، واهتمامها بأدب الطفل، فماذا قالت؟

● صدر لك مؤخراً قصة بعنوان: "مائدة جدتي"، ورواية لليافعين تحت عنوان: "أبوالأفكار وسر مدينة الحكايات"، ماذا عنهما وأهم ما تحملهما من رسائل؟

- "مائدة جدتي" قصة موجهة للأطفال، تحمل عدة أهداف وأفكار اجتماعية، نستنتجها من خلال حوارات الشخصيات، وأدوات المائدة، مضمونها أن في الاختلاف جمالا وتآلفا، وأن لكل شخص في المجتمع أهمية لا تقل عن الآخر، وهنا تكمن قوة المجتمعات، أما بالنسبة لرواية "أبوالأفكار وسر مدينة الحكايات" فهي حكاية خيالية استندت فيها على مقولة الجاحظ الشهيرة: "إن الأفكار ملقاة على قارعة الطريق، وعلينا التقاطها بهمة عالية وعزم دؤوب".

شروط الكتابة

● كاتبة أثرت خيال الطفل الكويتي والعربي، فما شروط الكتابة للطفل؟

- أردد دائما أنني أكتب للصغار كما أكتب للكبار، وأعني بذلك أنني أحاول جاهدة: إن الكتابة للطفل تعتبر تحديا صعبا، ومن نوع آخر أحرص فيه على كتابة ما يجذبه، والقارئ الكبير على حد سواء، على أن تتضمن عناصر الجذب والفكرة والمضمون والحبكة والإمتاع، كما أن هذا النوع من الأدب مبهج لكاتبه وقارئه ومتلقيه.

إبداع

● لماذا لم يستطع الكثير من كتاب أدب الأطفال الوصول إلى عالمه؟

- لا أظن ذلك، فكتاب أدب الأطفال المتميزون استطاعوا الوصول إلى عالم الطفل ببراعة، لكنني أظن أنهم لم يستطيعوا الوصول لجذب عدد كبير من الأطفال لقراءة إبداعاتهم القصصية.

انجذاب وعزوف

● هل ثمة مشكلات يواجهها "أديب الأطفال"؟

- لن أسميها مشكلات بل معوقات، وهي كثيرة، أهمها: عدم وجود دعم حقيقي لكتاب ورسامي قصص الأطفال، لأن طفل اليوم المنجذب لأرقى التقنيات الحديثة لن يجذبه المنتج الورقي العادي المقدم له، فالكاتب والرسام بحاجة لدعم مادي كبير لتقديم منتج مبهر وراق، وعدم وجود متابعة حقيقية من قبل نقاد متمرسين في هذا المجال لمتابعة ما يُكتب للطفل، حيث إن أغلب ما يقدم للطفل العربي ما هو إلا مجهودات فردية، وعزوف طفل اليوم عن القراءة، وهذه مشكلة تحتاج رؤية ودراسة من قبل الجهات المختصة والمعنية.

● ما سمات أدب الأطفال؟ وما دور الخيال فيه؟

- لأدب الأطفال سمات كثيرة أهمها: البراعة في استخدام القاموس اللغوي للأطفال، وأعني بذلك انتقاء الكلمات التي تتناسب وفئته العمرية، والحرص على تطعيم النص بكلمات قد تكون جديدة على الطفل لكي تثري حصيلته اللغوية، بالإضافة إلى: هل تعتمدين معايير أسلوبية ونفسية معينة في كتاباتك؟

● عطفاً على السؤال السابق: ماذا تقصدين بالمعايير النفسية والأدبية التي تعتمد عليها هبة مندني في كتاباتها؟

- بالطبع! فالكتابة للطفل تحتاج إلى معايير معينة لا يمكننا الإخلال بها، وإن كنت أتعمد في كتاباتي لأدب الطفل أن أكتب للصغار، كما أكتب للكبار، محاولة إبهار الاثنين بالفكرة والخيال، إن احتاج النص إلى ذلك، فأنا أحترم ذكاء أبناء اليوم، أطفال العولمة، والأجهزة الذكية، دون الإغفال عن استخدام اللغة الرشيقة السلسة بتراكيبها البسيطة، بالإضافة إلى استخدام بعض المفردات الجديدة لتنمية حصيلته اللغوية. أذكر مثالا على ذلك كتابتي لقصة "انتخبوا فاطمة"، التي حازت إعجاب إدارة الوعي البرلماني في الكويت، والتي تطرح للطفل مفاهيم الديمقراطية والانتخاب. مفاهيم كبيرة تطرقت إليها بلغة رشيقة وبشكل مبسط ومفيد.

● كيف قررت الانتقال من تخصص الصيدلة إلى الكتابة الأدبية، خصوصا مجال أدب الطفل؟

- في البداية أحسست أني أميل إلى كتابة القصص ذات الطابع الاجتماعي بشكل كبير، ولكن بعد تجربة كتابة قصص الأطفال اكتشفت أني متعلقة بأدب الأطفال بشكل أكبر، وزاد من حماسي وارتباطي حين حصلت على المركز الثالث في جائزة التميز الخليجي للإعلام الصحي في دورتها الخامسة عن قصة: "أحمد وكأس البطولة" وكانت أول قصة كتبتها للطفل عام 2013، وحصلت على المركز الأول في جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم في عجمان بدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك عن قصة "مدينة الغيوم" عام 2014.

تشكيل ورؤية

● ما أهم الشخصيات التي تركت أثراً عميقاً وواضحاً على شخصية هبة مندني؟

- أدين بالفضل للكثير من الشخصيات التي ساهمت في تشكيل وعيي وتكويني الثقافي, والفكري، والفلسفي. ولا تزال الروح التي تسري في جسدي وعقلي، "والدي ووالدتي"، وما يمتلكانه من وعي عميق بطبيعة مجتمعنا، وقضاياه المصيرية، ورؤيتهم الكاشفة نحو المستقبل، وهما اللذان شجعاني على القراءة منذ الصغر، وخصصا لي منذ دخولي المدرسة مكتبة منزلية، كنت أحتفظ فيها بالعديد من الكتب والقصص والمجلات المتنوعة.

● ما منابع الكتابة لديك؟

- استلهم الفكرة من مشهد، أو كلمة، أو حادثة تحرك أحاسيس خامدة، وتستفز طاقتنا للتعبير عنها.

ساحة تميز

● ما رؤيتك للمشهد الإبداعي الكويتي حالياً؟

- المشهد الإبداعي في الكويت يشهد ازدهارا وتطورا ملحوظا، والدليل على ذلك انتشار دور نشر كويتية عديدة، تعنى بإصدار قصص الأطفال وكتبهم، كما أن العديد من المبدعين الكويتيين حصدوا جوائز متعددة في هذا المجال على الصعيد المحلي والخليجي، والعربي.

● هل هناك مشاريع سترى النور قريبا؟

- هناك الكثير من الأفكار ستتجسد قريبا، وسأفصح عن تفاصيلها في الوقت المناسب.

تتميز الكاتبة هبة مندني باختياراتها الدقيقة فيما تكتبه للطفل والناشئة، وتميل إلى البساطة في إبداعاتها، وإلى جانب الكتابة فهي تعمل طبيبة صيدلانية، وشاركت في العديد من الملتقيات الأدبية، وحصلت على الكثير من الجوائز، تقديرا لإسهاماتها وإنجازاتها الإبداعية داخليا وخارجيا، منها حصولها على المركز الأول في جائزة راشد بن حميد في دولة الإمارات العربية المتحدة عن قصة: "حلم الآنسة دعسوقة"، وقصة "مدينة الغيوم" التي اختيرت من قبل وزارة الثقافة الأردنية لإعادة طباعتها ضمن إصدارات مكتبة الأسرة، ولها العديد من القصص والروايات للأطفال والكبار.

الأفكار ملقاة على قارعة الطريق وعلينا التقاطها بهمة عالية وعزم دؤوب
back to top