3 نوفمبر مرّ بهدوء رغم المخاوف والتوتر

• لا حوادث أمنية
• لا خلل بأنظمة الاقتراع
• لا هجمات سيبرانية
• «انتفاضة بورتلاند» اقتصرت على حرق أعلام

نشر في 05-11-2020
آخر تحديث 05-11-2020 | 00:02
ناشطون يحرقون علماً أميركياً في أوريغون أمس     (أ ف ب)
ناشطون يحرقون علماً أميركياً في أوريغون أمس (أ ف ب)
يبدو أن المخاوف التي رددها خبراء ومراقبون على مدى أشهر، من اشتباكات مسلحة قد تقوم بها ميليشيات يمينية متطرفة، أو حدوث أخطاء إدارية وتنظيمية كبيرة في أنظمة الاقتراع أو حتى التعرض ربما لموجة من الهجمات السيبرانية الخارجية خلال اليوم الانتخابي الطويل قد أدت دوراً استباقياً في منع حصول هذه الأعمال.

فقد اجتاز ملايين الأميركيين يوم 3 نوفمبر في استعراض هادئ إلى حد كبير للإرادة السياسية والواجب الوطني، رغم التوتر الشديد الذي خيم على واحد من أكثر السباقات الرئاسية استقطاباً في تاريخ الولايات المتحدة.

وكانت الكمامات، التي حرص كثير من الناخبين على وضعها والمتاجر التي غطت واجهاتها بألواح خشبية في بعض مراكز المدن بمنزلة مؤشر واضح على قضيتين رئيسيتين في انتخابات 2020، مع استمرار تفشي جائحة كورونا، والقلق من اندلاع اضطرابات بشأن نتيجة الانتخابات بعد صيف من الاحتجاجات العرقية.

وقال مسؤول كبير بوزارة الأمن الداخلي إنه لا يوجد دليل على وقوع أعمال عنف في مراكز الاقتراع خلال اليوم. وفي ولاية نورث كارولاينا، اعتقلت الشرطة رجلا يحمل سلاحاً نارياً، ووجهت إليه تهمة التعدي على موقع اقتراع في مدينة تشارلوت.

وشابت بعض الحوادث يوم الانتخابات الهادئ في أغلبه.

وفي واشنطن، أمضى أنصار بايدن ليلة الانتخابات في موقع "ساحة حياة السود مهمة"، الذي أصبح رمزا لمعارضة ترامب في محيط البيت الأبيض، وتحول إلى حصن منيع، في تجمّع نافست فيه الحفلات الموسيقية الشعارات السياسية. لكن لم تسجل أي حوادث.

على مستوى آخر، فتح مكتب التحقيقات الاتحادي (FBI) ومكتب المدعي العام في نيويورك تحقيقات في سلسلة من المكالمات الآلية المجهولة التي حثت الناس في عدة ولايات على البقاء في منازلهم.

وكانت جماعات الحريات المدنية وأجهزة إنفاذ القانون في حالة تأهب قصوى، تحسباً لأي تدخل للتأثير على الناخبين في مراكز الاقتراع، لكن لم يتم الإبلاغ عن مشاكل تذكر خلال اليوم.

ونشرت إدارة الحقوق المدنية بوزارة العدل موظفين في 18 ولاية، لضمان عدم ترويع الناخبين أو التأثير عليهم.

بورتلاند

وفي بورتلاند، التي حذرت «FBI» من اشتباكات فيها، أحرق متظاهرون أعلاماً أميركية، وساروا في شوارعها ينشدون أغاني احتجاجية، ويحملون بنادق هجومية، فيما خيم توتر شديد على ليلة الانتخابات التي لم تشهد مع ذلك أعمال عنف في المدينة الواقعة شمال غربي البلاد.

كان الجيب الليبرالي في ولاية أوريغون قد استعد لاحتمال وقوع اشتباكات مسلحة بعد أشهر من التجمعات الانقسامية، التي شارك فيها نشطاء يساريون وميليشيات يمينية وشرطيون فدراليون نشرتهم إدارة ترامب.

وفيما أعلن دونالد ترامب فوزه في الانتخابات في وقت مبكر، رغم استمرار فوز الأصوات في عدد من الولايات الرئيسية، تجمع نشطاء خارج محكمة بورتلاند الفدرالية - مركز الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في الصيف.

وقال أحد المتظاهرين البالغ من العمر 20 عامًا، والذي رفض ذكر اسمه، «نحن لا نحبذ أيًا من المرشحين، لقد صوتت بشكل مخجل لبايدن، ولكن إذا حصل ترامب على 4 سنوات أخرى، فسيصاب الناس بالجنون»، في حين كان يجري إحراق علمين أميركيين أمام المبنى.

وردد كثيرون أمام المحكمة شعارات مناهضة لترامب، وكذلك رئيس بلدية بورتلاند تيد ويلر، الذي يبغضه المتظاهرون الذين يحتجون على ممارسات الشرطة، وقد أعيد انتخابه الثلاثاء، بينما رقص آخرون وتمايلوا على أنغام موسيقى الهيب هوب الصاخبة.

وحذر مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) من احتمال وقوع اشتباكات مسلحة في بورتلاند مرتبطة بالانتخابات، لكن لم تكن هناك مؤشرات على نشاط ليلي انتخابي من قبل جماعات يمينية متطرفة مثل «براود بويز».

وبحلول الساعات الأولى من أمس، لم تكن الشرطة قد تعرضت للمتظاهرين الذين شارك بعضهم في وقت سابق في مسيرة سلمية ضمت 400 شخص نظمتها حركة «حياة السود مهمة» حول شرق بورتلاند.

جنون

وتقدم المسيرة التي استمرت 3 ساعات موكب ضمنه ما لا يقل عن 6 متظاهرين مسلحين ببنادق هجومية وسكاكين. وتناقل المشاركون فيما بينهم شائعات وأخبار عن نتائج الانتخابات.

وقال قائد مسيرة الاحتجاج، تاي فورد، البالغ من العمر 20 عامًا، «سمعت أن ترامب يتصدر الفرز الآن... ستحدث أعمال شغب. حين تصدر، سيكون الأمر جنونيًا».

وقال زميل له يدعى «دي دي» ويبلغ من العمر 22 عامًا، «الأمر مثل الاختيار بين شرّين، لكن بصراحة، يمكننا أن نتحمل بايدن».

وتراوحت مطالب المحتجين بين إلغاء مرسوم الهجرة والجمارك إلى تحقيق العدالة للضحايا السود الذين قتلوا بأيدي الشرطة بمن فيهم جورج فلويد وبريونا تايلور، قبل أن تنتهي المسيرة بالتهليل بعبارة «هللويا».

وسادت كذلك لحظات من الجزل حين قام قادة الاحتجاج بدعوة أولئك الذين يشاهدون المسيرة من نوافذ شققهم للانضمام إليهم.

وصاح أحد النشطاء: «مرحبًا، دعونا نراكم من النافذة، أخبرونا كيف تسير الانتخابات - ثم انتعلوا أحذيتكم وتعالوا ساعدونا في إطلاق ثورة».

back to top