الناخبون الأميركيون قالوا كلمتهم في الصناديق... وترامب وبايدن «واثقان» من الفوز

• الرئيس الجمهوري: لن أعلن الانتصار إلا بعد تأكد النتيجة ... والمحامون جاهزون لمعركة قانونية • المرشح الديمقراطي يعد بالعمل على حل جميع المشاكل بعد «استعادة الديمقراطية»

نشر في 04-11-2020
آخر تحديث 04-11-2020 | 00:05
أميركيون ينتظرون دورهم للاقتراع في بورتلاند أمس (أ ف ب)
أميركيون ينتظرون دورهم للاقتراع في بورتلاند أمس (أ ف ب)
بعد واحدة من أكثر السباقات الانتخابية استقطاباً في تاريخ الولايات المتحدة، أدلى ملايين الأميركيين بأصواتهم، أمس، في انتخابات لا شبيه لها تحولت لاستفتاء على الولاية الأولى لرئيس جمهوري حطم الأعراف التقليدية، وخيمت عليها ولاءات حزبية شديدة واحتمالات العنف والترويع وخطر العدوى بفيروس كورونا.
قال الأميركيون، أمس، كلمتهم وأسدلوا الستار على حملة انتخابية مريرة ومثيرة للانقسام بتوجههم إلى صناديق الاقتراع للاختيار بين تمديد ولاية الرئيس الجمهوري دونالد ترامب أو تتويج المشوار السياسي الطويل لمنافسه الديمقراطي جو بايدن بلقب الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة.

وتوج تصويت الأميركيين شهراً انتخابياً طويلاً هيمنت عليه جائحة فيروس كورونا، الذي أودى بحياة أكثر من 231 ألف شخص واقتصاد رزح تحت وطأة الإغلاق، وأفقد الملايين وظائفهم، وشابتها احتجاجات عرقية غير مسبوقة والتحقيقات في التدخل الروسي وسياسات الهجرة المثيرة للجدل.

وبينما وعد بايدن بالعمل على حل جميع مشاكل الأميركيين، أكد ترامب، الذي خاض حملة حادة متسلحاً بطاقته القوية في الشارع ووعد بتحقيق مفاجأة جديدة كما حصل في 2016، بأن لديه شعوراً "جيداً جداً" حيال فرصه في الفوز، متوقعاً أن يحقق انتصارات كبيرة في ولايات رئيسية على غرار فلوريدا وأريزونا.

وقال ترامب، لشبكة "فوكس نيوز"، "يراودنا شعور جيد جداً. أعتقد أننا سننتصر"، مضيفاً: "نعتقد أننا نحقق فوزاً كبيراً جداً في تكساس وفلوريدا وأريزونا وكارولاينا الشمالية وبنسيلفانيا وفي كل مكان".

وطمأن ترامب بأنه لن يعلن فوزه قبل أن تصبح نتيجة الانتخابات مؤكدة. وقال ترامب لبرنامج "فوكس آند فريندس"، "أعتقد أننا سنحقق النصر، لكن ذلك فقط عندما يكون موجوداً ليست هناك حاجة لممارسة ألاعيب".

إقبال على التصويت

ومع إقبال لم يسبق له مثيل على التصويت المبكر بلغ نحو 100 مليون بنسبة 75% من انتخابات 2016، التي فاز بها ترامب وأكثر من 41 في المئة من المؤهلين قانوناً، فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساحل الشرقي، أمام الناخبين في نيويورك ونيوجيرسي وكونيتيكت وماين للتصويت لمصلحة ترامب أو بايدن، إضافة إلى انتخابات مجلس الشيوخ التي يتجه الجمهوريون لخسارة اغلبيتهم فيها لصالح الديمقراطيين الذين يسيطرون على مجلس النواب.

وفتحت أبواب مراكز الاقتراع في هذه الولايات في الساعة السادسة صباحاً (11:00 بتوقيت غرينتش)، بما في ذلك المدن الكبرى مثل نيويورك. كما فتحت في السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي مراكز ولاية بنسلفانيا، الرئيسية متأرجحة، التي تعتبر ساحة معركة رئيسية في هذه الانتخابات.

وتواصل الاقتراع عبر المناطق الزمنية الست، قبل أن يغلق أول المراكز أبوابه في الساحل الشرقي أيضاً في الساعة السابعة مساء أمس اليوم الثلاثاء (00:00 بتوقيت غرينتش الأربعاء)، وآخرها بعد ذلك بعدة ساعات في ألاسكا.

وفي حين تستعد حملتا ترامب وبايدن لنزاعات قانونية بعد التصويت ربما تطيل أمد النتائج، أرسل قسم الحريات المدنية بوزارة العدل أفراداً من العاملين فيه إلى 18 ولاية خشية أي ترويع أو قمع للناخبين بما في ذلك بعض المقاطعات المتأرجحة وفي مدن الاضطرابات الأهلية.

كما نشر فرع الاتحاد الأميركي للحريات المدنية في جورجيا 300 محام في نحو 50 "نقطة ساخنة" محتملة على مستوى الولاية لرصد أي مشاكل في عملية التصويت.

صنع التاريخ

وفي وقت سابق، اختار ترامب اختتام حملته في غراند رابيدز الصناعية في ميشيغان، إذ أنهى حملته تماماً قبل أربع سنوات. وقال خلال تجمع أنصاره، "غداً سنصنع التاريخ وسنحقق فوزاً رائعاً جديداً"، مذكراً بأدائه في الاقتصاد والنفط والجيش وحتى في مواجهة الأزمة الصحية.

وإذ حذر من أن "محاميه سيكونون جاهزين فور انتهاء الانتخابات"، قصد ترامب في خطوة استفزازية مسقط رأس بايدن بمدينة ساكرانتون وجدّد وصفه بـ"جو النعسان والمضطرب والسياسي الفاسد وتسيطر عليه وسائل الإعلام الرئيسية".

وأدى عدم اليقين واحتمال نشوب معارك قانونية مطولة إلى إثارة قلق غير مسبوق بشأن نتيجة الانتخابات وما بعدها.

وفي أول تجمع من 5 شارك فيها في اليوم الأخير من الحملة، قال ترامب لأنصاره، في فايتفيل بولاية كارولاينا الشمالية، "أشاهد استطلاعات الرأي الكاذبة وغداً، سنفوز في أية حال بأربعة أعوام إضافية في البيت الأبيض".

هل يتدخل الجيش؟

لن تكون هناك تبعات واسعة إذا رفض جو بايدن نتائج الانتخابات في حال هزيمته، ويختلف الأمر في حالة دونالد ترامب، فهو القائد الأعلى للقوات المسلحة حتى منتصف يوم 20 يناير المقبل.

ولم يرحب مؤسسو الدولة الأميركية بأي دور يسمح لتدخل الجيش في الحياة السياسية، وحدّ الدستور من أي احتمال لسيطرة ضباط عسكريين غير منتخبين على الحكم.

من ناحية أخرى، يثق الأميركيون بأن جيشهم لا تحركه الأهواء السياسية الداخلية أو الحزبية.

وحدد القانون الرجوع للمحاكم الأميركية، وصولا للمحكمة الدستورية العليا، لحل أي خلاف حول هوية المرشح الفائز، في حال وقوع أزمة في عدّ أو فرز الأصوات، أو عدم اعتراف مرشح بالهزيمة.

ولم يعطِ الدستور أي دور للجيش في عملية الانتقال السياسي، بل حدد الدستور وزير دفاع بضرورة أن يكون شخصا مدنيا، كما جرّد الدستور رئيس الأركان من أي سلطات سياسية، وجعل المنصب ضعيفا يستطيع معه الرئيس أن يقيله بتغريدة أو مكالمة هاتفية.

استعادة الديمقراطية

وقبله بساعات، قال بايدن في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، التي أطلق حملته الانتخابية منها قبل 18 شهراً، "لديّ شعور بأنّنا سنحقّق معاً فوزاً ضخماً غداً، وحان الوقت للنهوض واستعادة ديمقراطيتنا"، مشدّداً على أنّه إذا ما انتخب رئيساً فسيسعى "للسيطرة على الفيروس من اليوم الأول" وببذل جهود متجددة لإصلاح الاقتصاد ورأب الصدع السياسي.

وأمضى بايدن آخر يوم في الحملة الانتخابية في أوهايو وبنسلفانيا ويوم الانتخابات في سكرانتون ببنسلفانيا مسقط رأسه ومدينة فيلادلفيا.

وركز المرشحان على نحو 12 ولاية حاسمة، وهي تقريباً فاز بها ترامب في 2016. وأولى الرجلان الكثير من الاهتمام لبنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، التي كانت ديمقراطية ومنحت ترامب فوزاً مفاجئاً على هيلاري كلينتون.

وفي حين تتجه كل الأنظار إلى فلوريدا المفصلية، التي ستفتح النتائج لفرز الأصوات الواردة إليها عبر البريد قبل يوم الانتخابات وغيرها من الولايات الحاسمة، تبقى الكلمة الفصل لاختيار رئيس الولايات المتحدة لأعضاء المجمع الانتخابي البالغ عددهم 538 يحتاج المرشح الحصول منها على 270 صوتاً للفوز.

ورغم أنه أمضى أربع سنوات في البيت الأبيض، لا يزال الملياردير الأميركي وقطب العقارات الذي انتقل من تقديم برنامج لتلفزيون الواقع إلى اقتحام المعترك السياسي برسالة شعبوية تقوم على أساس "أميركا أولاً" يصرّ على أنه "دخيل" على السياسة.

وسعى ترامب لاستعادة زخم فوزه المفاجئ قبل أربع سنوات بتصوير نفسه على أنه متمرد ضد مؤسسة "متعجرفة وفاسدة وعديمة الرحمة".

وقال لجمهوره "لقد انتخبتم شخصاً من خارج المؤسسة كرئيس وضع أميركا أخيراً في المقام الأول، اخرجوا وصوّتوا، هذا كل ما أطلبه".

ومن جهته فرض بايدن، السياسي المخضرم الذي أمضى 36 عاماً كسناتور ثم ثماني سنوات في منصب نائب الرئيس، نفسه في الانتخابات التمهيدية لمعسكره بعد فشلين في 1988 و2008.

وصف بايدن، الذي بنى حملته الانتخابية على وصف ترامب بأنه فاشل ومتهور، تصرف كمن يشعر بقرب النصر، وقال خلال تجمع الاثنين في أوهايو، "شبعنا من الفوضى. شبعنا من التغريدات، من الغضب، من الكراهية، من الفشل وانعدام المسؤولية، وحان الوقت ليحزم دونالد ترامب حقائبه ويعود لمنزله".

إعلان الفائز

إلى ذلك، حذّرت سلطات إنفاذ القانون في عدد من الولايات من ضغوط لإعلان الفائز في الانتخابات. وصرّحت المدعية العامة لميشيغان دانا نيسل بأنّ "الولايات لا تصادق على الانتخابات ليلة الانتخابات، ولسنا بوارد السماح لأيّ كان بسرقتها".

وفي إحاطة نظّمتها هيئة "مشروع حماية الناخب"، قال المدّعي العام في كارولاينا الشمالية جوش ستاين: "لدينا خبرة في تولّي انتخابات متقاربة النتائج، وقد نعرف من الفائز ليل الثلاثاء (أمس) وقد لا نعرف"، موضحاً أنه في حال أعلن ترامب فوزه بشكل سابق لأوانه "فسيكون الأمر مؤسفاً، لكنّ هذا سيكون حقّاً غير ذي صلة".

وعلى غرار ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا، وهي ولايات حاسمة ولا يمكن التكهّن بنتائجها، قال مسؤولون في ولايات عدّة إن فرز الأعداد الكبيرة من البطاقات الانتخابية المرسلة بالبريد قد يستغرق على الأقل يوماً إضافياً وربّما ثلاثة.

وقال المدّعي العام في ويسكونسن جوش كول إنّه نظراً لتعذّر البدء بفرز البطاقات الانتخابية المرسلة بواسطة البريد، التي يعتقد الجمهوريون أن أغلبيتها تصبّ في مصلحة بايدن، قبل يوم الثلاثاء، قد لا تصدر النتائج قبل يوم الخميس (غداً).

استعراض قوة

وفيما حذرت إدارة ترامب من تسبب المتطرفين اليساريين في إحداث الفوضى، قام أنصار الرئيس باستعراض قوة وقادوا قوافل من شاحنات البيك أب المزينة بالأعلام وأغلقوا العديد من الطرق في جميع الأنحاء.

من جانبه، دعا رئيس بلدية فيلادلفيا الديمقراطي جيم كيني إلى الصبر والهدوء عشية الانتخابات. وطمأن الناخبين إلى أنها ستكون حرة ونزيهة على الرغم من ادعاءات احتمال حدوث تزوير في ولاية بنسلفانيا التي فاز بها ترامب بأغلبية 44 ألف صوت فقط في عام 2016.

ووعد كيني بتعداد عادل ودقيق لبطاقات الاقتراع الشخصية والبريدية. وقال "نتوقع طوابير طويلة أمام صناديق الاقتراع ... لذا في يوم الانتخابات، يرجى التحلي بالصبر والهدوء".

تأمين واشنطن

وقبيل الاقتراع، شهد العاصمة واشنطن إجراءات أمنية استثنائية أمس شملت وضع سياج كبير "لا يمكن تسلقه" حول البيت الأبيض، الذي عاد إليه ترامب وفريقه لمتابعة سير الانتخابات، إلى جانب إغلاق شوارع تحسباً لأي احتجاجات محتملة.

وعلاوة على عناصر الخدمة السرية بالبيت الأبيض، تم نشر 250 من احتياطي الحرس الوطني لدعم شرطة المدينة عند الضرورة.

وأكدت عمدة واشنطن موريال باوزر استعداد الشرطة لكل المفاجآت بما فيها فرض حظر التجول إذا لزم الأمر، محذرة من تحول احتجاجات سلمية قدمت 7 مجموعات على الأقل طلبات لإجرائها إلى أعمال عنف.

وحرصت بعض المتاجر في المدن الرئيسية على تغطية نوافذها كإجراء احترازي تحسباً لأعمال تخريب ذات دوافع سياسية، وهو مشهد استثنائي في الولايات المتحدة، التي تُجرى فيها عملية التصويت في أجواء سلمية عادة.

وكان التوتر المحيط بأجواء انتخابات الرئاسة حاضراً، أمس الأول، في قسم الأسلحة بمتجر بيوكانان تريل سبورترز ببلدة مكونلزبرج الصغيرة في ولاية بنسلفانيا.

5 أصوات لبايدن و16 لترامب في افتتاح اليوم الانتخابي

كشفت بلدة ديكسفيل نوتش، وهي بلدة صغيرة في نيوهامشير قرب الحدود مع كندا، عن نيل المرشح الرئاسي، جو بايدن كامل الأصوات فيها وعددها 5 أصوات.

وأجرت البلدة التصويت بعد دقائق من منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء لتصبح إحدى أوائل البلدات التي تجري وتحصي نتائج الانتخابات فيها، حيث لم يهتم الناخبون في المدينة بالوقوف بطوابير التصويت باعتبار أن هناك 12 ساكنا فقط في هذه البلدة.

يذكر أن البلدة صوتت في عام 2016 لصالح المرشحة الرئاسية الديمقراطية حينها، هيلاري كلينتون، في الانتخابات التي تمكن فيها المرشح الرئاسي دونالد ترامب من الفوز.

كما أعلنت بلدة ميلزفيلد في نيوهامبشير الحدودية مع كندا حصول الرئيس دونالد ترامب على أغلبية تقدر بـ 16 صوتاً.

وفتحت مراكز الاقتراع في القريتين الواقعتين بالقرب من الحدود الكندية أبوابها في منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء بالتوقيت المحلي (0500 بتوقيت غرينتش)، حيث حافظت القريتان على هذا التقليد منذ عام 1960 على الرغم من أزمة فيروس كورونا هذا العام.

الحزب الجمهوري يتجه لخسارة اغلبيته في مجلس الشيوخ

البيت الأبيض داخل «سياج لا يمكن تسلقه»

ولايات تشتكي من ضغوط بشأن الفرز
back to top